عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2019, 05:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,759
الدولة : Egypt
افتراضي من فنون تقديم المحاضرات

من فنون تقديم المحاضرات


الشيخ طه محمد الساكت



أرى أن المحاضرة لا بد أن تستوفي شروطًا، ويكون شأنها بمقدار ما تجمَّع من هذه الشروط:
1- فمنها ألا يدَّخر المحاضر وسعًا في جمعها وتهذيبها، والرجوع إلى المراجع التي يظن أنها تفيده في محاضرته.
2- ومنها أن تمتاز عن مألوف القول برأي مفيد أو حل لمشكلٍ، أو كشف عن حقيقة، أو ما يشبه ذلك.
3- ومنها أن يقسمها تقسيمًا حكيمًا بقدر ما أُوتِي من هبة، ومُنِحَ مِن حكمة؛ حتى يخرج السامعون على شيء من قوله.
4- ومنها أن يقدر وقت السامعين، فيجلهم عن أن يسمعوا حشوًا أو لغوًا أو كلامًا معادًا مكررًا، تَمَلَّ منه أسماعُهم، وتَنفِر منه طباعُهم، إلى غير ذلك مما يجعل كلامه مقبولًا وشخصيته محترمة.
والعيب في التقصير لا في معاكسة المقادير.
ولقد تأوَّل الباحثون مسألة الاشتغال بالعلم لأجل الوظائف والتكسب، وقد دعوا إلى أن يكون العلم أرفعَ من ذلك؛ لكن لأسباب كثيرة منها المادي والأدبي وغيرهما، لم تَحْسُنِ الظروف التي تجعل العلم عندنا معشر الشرقيين أجلَّ من أن يكون معبرًا للفوز في الامتحان والحصول على العيش أولًا.


وخيرُ طريق لنا أن يُتقن كلٌّ منا فرعًا من العلوم، ويكون فيه قدوة، غير جاهل بمعلومات عامة في الفروع الأخرى، أما أن يكون علمنا شتيتًا مبعثرًا من هنا وهنا، فذلك هو القضاء على العلم والانحطاط فيه.
مع الرجوع إلى الأساتذة المطلعين فيما نتوقف فيه، أو لا يُمكننا لأسباب كثيرة أن نصحَب أساتذتنا كما كان يفعل السابقون؛ كان التلميذ يرث علم شيخه ونبوغه وخُلقَه لأنه كان يلازمه في غَدواته ورَوحاته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.16%)]