الحق بالمقنطرين
فقد كُتِبَ تحت هذا الحديث عبارة (قال الحافظ) وهو مؤلف الكتاب : "من سورة تبارك الذي بيده الملك إلى آخر القرآن ألف آية" والله أعلم . فأخذت تجمع عدد آيات جزء تبارك وجزء عمَّ فوجدتها فعلاً 995 آية ، أي : بقي خمس آيات وتصل إلى الألف آية فأضافت إليها سورة الناس أو الفلق وتكون بذلك الألف ، والقيام في صلاة الليل في هذين الجزأين ميسراً لمن صلى بهما في صلاة الليل . ولذلك خطر على ذهنها أن تجمع من القرآن ما يصل إلى الألف آية غير هذين الجزأين ويصل إلى القنطار فاجتهدتْ باحثة في كتاب الله على سور يمكن للإنسان القيام بها دون مشقة وتصل للعدد المطلوب وتكون تشمل معظم سور القرآن ، ليقف بها مرة في كل أسبوع أو مرة كل شهر ، ولو اختارت كل سور القرآن وخاصة الطويلة منه لكان ذلك شاقاً مثل : البقرة وآل عمران والنساء حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف بهن ، وعندما جمعت عدد آياتهم وصلت إلى (662) آية ، فبحثت عن السور التي عدد آياتها قصيرة من جميع الأجزاء من النصف وحتى نهاية جزء عمَّ ليتم بذلك التنوع في السور والوصول للقنطار لمن أحب القيام . وقد حرصْت على ضم جزء عمَّ وجزء الذاريات إلى معظم السور الطوال ليسهل على القارئ الوقوف بها دون مشقة والوصول إلى القنطار كما ذكرتْ . وقد أشارت المؤلفة إلى القنطار ورد في حديث آخر بعشر آيات أيضاً وهو حديث حسن في صحيح الترغيب والترهيب ونص الحديث هو : "من قرأ بعشر آيات في ليلة كتب له قنطار من الأجر ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها" (رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن) . وفي بحثها هذا قامت بتحديد الأجزاء التي استعانت بها والسور التي تشتمل عليها هذه الأجزاء ثم قامت بإحصاء عدد الآيات في كل جزء وجمعت من هذه الأجزاء ما يصل إلى (1000) آية فتكونت لديها (عشراً) من الهمم ، سجلتها في بداية البحث ثم كتبت عن الهمة والدنيا وفضل قيام الليل . والسبب في كتابتها عن الهمة وعن الدنيا قبل قيام الليل هو أنه من أراد الوصول إلى درجة المقنطرين يحتاج إلى همة وقوة وتشمير للسواعد ثم الصبر على طاعة الله ، ولهذا وجدت أنه من الضروري الكتابة عنه في جزء يسير كما أن الدنيا وتجنبها والزهد فيها أمر حثت عليه الشريعة في كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمحب للدنيا والمتمسك بها لا يستوي هو ومن يعمل للآخرة . أما عن فضل قيام الليل فقد اعتمد في بحثها على الصحاح ثم كتب المتقدمين ممن كتب في هذا المجال وأسندت ما كُتِبَ من كتبهم إليهم ، وقد أشارت إلى أن القنطار هو خيرٌ من الدنيا وما فيها كما ورد ذلك من الحديث . وهو اثنا عشر ألف أوقية ، والأوقية خير مما بين السماء والأرض
|