عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2019, 10:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,955
الدولة : Egypt
افتراضي بين التفاؤل والتشاؤم

بين التفاؤل والتشاؤم


خواجه أنيق أحمد


إنَّ الحياة لَمليئةٌ بالمشاكِل والمتاعِب، ومن المستحيل أن نَجد شخصًا لم تعرض له مشاكل ولم تواجِهه صعوبات، ولم تعترِه فترات عصيبَة، لكن رغم كلِّ قسوة وكُربة نتحمَّلها ونتجشَّمها لا نَستسلم أبدًا ولا تَفتر العزائم ولا نَتراجع، نتألَّم ونَبتسم، نبكي ونَضحك، نَسقط ونهوي يومًا، وننهض ونرتقِي في آخر.

هكذا هي الحياة؛ جميلة رغم المكارِه، حلوة رغم مرارتها، باسِمةٌ ضاحِكة رغم ما فيها من بكاء وصراخ وويلات، وإنَّما يَكمن كلُّ جمالها وحلاوتها وإشراقاتها في الأمَل والتفاؤل والثِّقة في القادِر المطلَق ثم الثِّقة في النفس.

الشخص المتفائل يَرى الحياةَ بنظرةٍ إيجابيَّة، فتنجلي له النَّواحي المشرِقة البيضاء، ويسعى لإنجاز أعماله بكلِّ سماحة ورضا قلبٍ، فيتغلَّب على الصعاب ويذلِّل مشكلات الأمور وعوائقها فتَحلو له الحياة وتَزيد روعةً وبهاء.

بينما الشَّخص المتشائم يرى الحياةَ مظلِمة سوداء، فتغيب عنه الفرَص التي لو قام باستغلالها لوجدَها تَنفع وتثمِر، فكلَّما زاد تشاؤمًا زاد خسرانًا، وكلَّما ابتعدَ عن الأمَل والرَّجاء ابتعدَت عنه الأفراحُ والمسرَّات وغرق في الحزن والكآبَة، وساءت له الحياة وأضحَت أكثر مرارة، وتضاعفَت الصعابُ والمكابد والمعضِلات.

لقد صدق من قال:
ما أضيَق العيشَ لولا فسحةُ الأملِ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.32%)]