قيم النهضة في القرآن الكريم (دراسة وتطبيق)
د. حامد يعقوب يوسف الفريح ([*])
ا لخاتمة
الحمد لله الذي لا تعد نعمه ولا تحصى، والصلاة والسلام على خير من استمسك بالعروة الوثقى، وعلى أصحابه أولى النهى والتقى، وبعد:
فها نحن قد وصلنا إلى نهاية المطاف بعد هذه الجولة السريعة في رحاب القرآن، ومع موضوع من أهم الموضوعات التي ترى أن الإسلامية في أمس الحاجة إليه، وهو (قيم النهضة في القرآن) وقبل أن يجف مداد قلمي وتتوقف حروفي، أحب أن أسطر أهم ما توصلت إليه من نتائج في هذه الدراسة، وهي:
أولاً: ما آلت إليه حال الأمة الإسلامية من ضعف وتخلف عن ركب الأمم كان بسبب فقدانهم أسس ومقومات النهضة.
ثانياً: إن فشل تجارب النهضة التي مرت بالأمة العربية كان بسبب استعداد مقومات النهضة من مصادر شرقية أو غربية بعيدة عن هدي القرآن الكريم.
ثالثاً: إن رجوع الأمة الإسلامية إلى القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وفهماً وتطبيقاً هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة مما وصلت إليه.
رابعاً: إن القرآن الكريم ذكر الأسس والمقومات التي من شأنها أن ترقى بالأمة الإسلامية لتصبح في مقدمة الأمم الأخرى.
خامساً: إن هذه الأسس والمقومات التي ذكرها القرآن الكريم ليست جانباً نظرياً فقط، وانما ذكر القرآن نماذج عملية تحققت فيها النهضة بشكل واقع حي، ومن هذه النماذج: قصة ذي القرنين في سورة الكهف.
التوصيات:
وأخيراً أرى لزاماً علتي أن أختم بذكر بعض التوصيات، وهي:
أولاً: لابد من دراسة القرآن الكريم دراسة تأمل وتدبر، واستنباط ما فيه من القيم التي أقام عليها المسلمون الأوائل نهضتهم وحضارتهم، وكيف نستفيد من هذه القيم في استرجاع هذه النهضة المفقودة.
ثانياً: دراسة النماذج التي ذكرت في القرآن، التي تحققت فيها النهضة بشكل عملي، وهي على سبيل المثال:
نموذج نبي الله داود عليه السلام.
نموذج نبي الله سليمان عليه السلام.
ثالثاً: إقامة مركز علمي يلتقي فيه علماء من تخصصات علمية مختلفة إضافة إلى علماء شريعة، يقوم هذا المركز بعمل دراسات وأبحاث علمية ومؤتمرات تخدم قضية النهضة، مثل:
التمكين في الأرض (أسبابه ومجالاته وعوائقه)
التميز والإبداع في العلوم التقنية (طرائقه وفنونه)
التقدم التقني والصناعي (أسبابه وعوائقه)
وأخيراً أسأل الله العلي القدير أن يكشف الغمة عن بلاد المسلمين، وأن يهيئ لهم من الحكام والعلماء من يقودهم إلى الخير والفلاح، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى أله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
المصادر والمراجع
اتجاهات النهضة والتغيير في العالم الإسلامي، عباس حسني محمد، مكتبة السلام العالمية، القاهرة، ط1، 1400 هـ.
أحكام القرآن، أبو بكر محمد بن عبدالله ابن العربي، تحقيق علي البجاوي، دار المعرفة، بيروت، ط3، 1392 .
استراتيجية الإدراك للحراك "من الصحرة الى اليقظة"، جاسم محمد سلطان، مؤسسة أم القرى للترجمة والتوزيع، مصر، ط 3،1428 .
أسس النهضة الراشدة، أحمد القصص، من منشورات رابطة الوعي الثقافية، بيروت، ط1، 1416ه.
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، ابن القيم الجوزية، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار النور الإسلامية، بيروت.
البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، دار الفكر، بيروت، ط1 ،1412 ه
التاريخ الإسلامي (الخلفاء الراشدون)، محمود محمد شاكر، المكتب الإسلامي، بيروت، ط3 ، 1403 ه
التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، تونس،1984 م.
تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل ابن كثير، تحقيق عبد العزيز غنيم ومحمد عاشور ومحمد البنا، مكتبة دار السلام.
تفسبر المنار، محمد رشيد رضا، مطبعة المنار، مصر، ط 2 ، 1350 ه
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام الزمنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، دار الذخائر، الدمام، ط 1، 1414 ه
جامع البيان عن تأويل أي القرآن، لأبي جعفر محمد بن جريي الطبري، دار الفكر، بيروت،1408 ه
الجامع الصحيح، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر، بيروت،1403 ه.
الجامع الصحيح، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق كمال الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1408 ه.
الدر المنثور، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار الكتب العلمة، بيروت، ط1 ، 1411 ه.
ذو القرنين, محمد خير رمضان يوسف، دار القلم، بيروت، ط1 ، 1986 م.
زاد المسير في علم التفسير، لأبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، المكتب الإسلام، بيروت، ط1 ، 138 .
سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 3، 1403 ه.
شرح نظم الورقات في أصول الفقه، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي، الدمام، ط1،1425 ه.
شروط النهضة، مالك بن نبي، ترجمة: عبد الصبور شاهين، دار الفكر، لبنان، 1399 ه.
صحيح الجامع وزيادته، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 3 ، 1408 ه.
صحيح سنن الترمذي، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1 ، 1408 ه.
العقيدة الطحاوية، علي بن علي بن محمد ابن أبي العز الدمشقي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مكتبة دار البيان، دمشق، ط1 ،1401 ه.
فى ظلال القرآن، سمد قطب، دار الشروق، بيروت، ط 8 ، 1399 ه.
القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفير وزأبادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1412 ه.
القراءات، عبد الرحمن بن محمد بن زنجله، تحقيق سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط5 ، 1418 ه
كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، دار الرائد العربي، بيروت، ط5، 1402 ه
الكشاف، لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، دار المعرفة، بيروت.
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق محي الدين رمضان، مجمع اللفة العربية، دمشق، 1394 ه.
لسان العرب، جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور، دار الفكر، بيروت، ط1 ،1410 ه.
لماذا أخفقت النهضة العربية، احميدة النيفر، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط2 ،2001 م.
مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى محمد مسلم، دار القلم، دمشق، ط1 ،1410 ه
مجلة تكنولوجيا النقل البحري، العدد رقم (5)، السنة العاشرة، عدد يوليو، عام1994 م.
مجموع الفتاوى، أحمد عبد الحليم ابن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن ابن قاسم، مكتبة ابن تيمية، ط1،1403 ه
محاسن التأويل، محمد جمال الدين القاسمي، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر، بيروت، ط2 ، 1398 ه
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن غالب ابن عطية، تحقيق المجلس العلمي بفاس، ط1، 1413 ه.
المستدرك على الصحيحين، للإمام أبي عبدالله الحاكم النيسابوري، تحقق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ا،1411 ه.
المسند، للإمام أحمد بن حنبل الشيباني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1412 ه.
مسند أبي يعلى، للإمام أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط1 ، 1408 ه.
المعجم الفلسفي، مراد وهبه، دار قباء الحديثة، القاهرة، ط1 ، 2007 م.
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، محمد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب المصرية، القاهرة، الكريم، 1364 ه.
معجم مقاييس اللغة، لابن فارس أحمد بن زكريا، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، ط1 ،1411 ه.
مع قصص السابقين في القرآن، صلاح عبد الفتاح الخالدي، دار القلم، دمشق، ط1 ،1409 ه.
مفردات ألفاظ القرآن، الحسين بن محمد الشهير بالراغب الأصفهاني، تحقيق صفوان داوودي، دار القلم، دمشق، ط1، 1412 ه
يسالونك عن زي القرنين، أبو الكلام أزاد، دار الشعب، القاهرة،1972 م.
[*])) أستاذ بقسم الدراسات القرآنية، كلية التربية، جامعة الدمام، المملكة العربية السعودية
[1]() رواه مسلم في مسنده من حديث ثوبان. انظر: المسند (6: 375)
[2]() وهو قسم الدراسات القرانية بكلية التربية بجامعة الدمام.
[3]() انظر: معجم مقاييس اللغة (435).
[4]() انظر: لسان العرب (499:12)، وانظر أيضاً: القاموس المحيط (4: 238).
[5]() انظر مفردات الراغب (ص 690 - 691 ).
[6]() انظر: استراتيجية الإدراك للحراك، للدكتور جاسم سلطان (ص13 ).
[7]() انظر: معجم المقاييس (5: 363).
[8]() انظر: لسان العرب (245:7).
[9]() انظر: التحرير والتنوير، للطاهر ابن عاشور (138:7).
[10]() انظر: مفردات الراغب (ص 294).
[11]() انظر: لسان العرب (604:4).
[12]() انظر: مفردات الراغب (ص 517).
[13]() انظر: المرجع السابق (ص619 ).
[14]() انظر: لماذا أخفقت النهضة العربية، للدكتور احميدة النيفر (ص29 )، وأسس النهضة الراشدة، لأحمد القصص (ص19 ).
[15]() انظر: المعجم الفلسفي، لمراد وهبه (ص657 ).
[16]() انظر: تاريح عصر النهضة الأوروبية، نقلاً عن استراتيجية الإدراك للحراك (ص13 ).
[17]() انظر: شروط النهضة، مالك بن نبي (ص 4).
[18]() انظر: العقيدة الطحاوية (ص275 ).
[19]() انظر: شروط النهضة (ص 45).
[20]() وردت ألفاظ قريبة منها مثل: تحرير (النساء: 92 ) ، ومحرراً (آل عمران: 35 )، والحر (البقرة:178 ).
[21]() راجع: الأنقام (12)، العنكبوت (8)، آل عمران (149).
[22]() راجع: القصة بكاملها في التاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر (ص207 ).
[23]() وردت لفظة "العدل" بمشتقاتها في القرآن في كثر من ثلاثين موضعا، ومثلها لفظة "القسط".
[24]() راجع: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقي.
[25]() المراد بالعمران هنا المعنى العام الذي يشمل كل جوانب الحضارة من زراعة وصناعة وتجارة وغيرها.
[26]() انظر: مقدمة ابن خلدون (ص286 ).
[27]() وردت لفظة "العقل" بمشتقاتها 49 مرة في القرآن الكريم (راجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن).
[28]() انظر: الكشاف للزمخشري (3:154 ).
[29]() وردت لفظة "إحسان" في القرآن 12مرة، و"المحسنين" 33 مرة، و"أحسن" 53 مرة، وهذا يدل على أهمية الإحسان الذي فسره النبي- صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل (أن تعبد الله كأنك تراه) إشارة إلى المراقبة وحسن الطاعة، فإن من راقب الله أحسن عمله.انظر: لسان العرب (13: 117).
[30]() وجه الارتباط بين الإحسان والإتقان ظاهر، حيث إن الإتقان يتعلق بالمهارات، والإحسان قوة داخلية تسري في كيان المسلم، فالإتقان ثمرة الإحسان.
[31]() انظر: صحيح مسلم كتاب الصيد والذبائح، باب الأمر بإحسان الذبح (3: 1548)
[32]() الجودة مصطلح معاصر لم يرد في الشريعة، لكن وردت ألفاظ تدل على المعنى وزيادة مثل: الإتقان، والإحسان، والإحكام، قال تعالى: (هود: كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ 1؛ أي: أتقنت وأحسنت. انظر: تفسير السعدي (351:2).
[33]() أخرجه أبو يعلى في مسنده (4: 253) من حديث عائشة- رضي الله عنها - وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح 1113).
[34]() استخدم القرآن ألفاظ (الدهر، الحين، السنة ، الشهر، اليوم، الساعة) وهذا التنوع في الاستعمال يدل على أهمية الوقت).
[35]() هذا القسم يدل على أهمية الوقت؟ لأن الله لا يقسم إلأ بأمر عظيم.
[36]() استطاعت ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية والقضاء على كل مقومات النهضة فيها، أن تبعث الحياة في شعبها وتنشي، خلال عشر سنوات صناعات ضخمة تشارك بها في معرض ألمانيا بالقاهرة سنة 1957 ، وهذا زمن ضئيل جداً في عمر الحضارات (انظر, شروط النهضة ص14 .
[37]() انظر: شرح نظم الورقات في أصول الفقه، للشخ ابن عثيمين (ص87 ).
[38]() انظر: مجموع الفتاوى (28: 62).
[39]() المحو إنما يكون من الصحف التي عند الملائكة لا من اللوح المحفوظ، وأما علم الله فإنه لا يمكن أن يقع فيه اختلاف
[40]() جاء في الحديث (لا يرد الفضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر) رواه التر مذي في سننه (4: 390) عن سلمان، وحسنه الألباني. انظر: صحيح سنن التر مذي للالباني (2:225 ).
[41]() انظر: مجموع الفتاوى (28: 119).
[42]() انظر: تفسير المنار، لمحمد رشيد رضا (4:38 ).
[43]() المراد هنا مجرد التقسيم، وإلا فكل عمل دنيوي فالإسلام يعده عبادة لله، إذا توفر فيه شرط الإخلاص لله.
[44]() انظر: تفسير ابن كثير (5:185 )، تفسير الطبري (16: 8 )، الدر المنثور (4:435 )، زاد المسير (5: 183).
وراجع أيضاً: ويسألونك عن ذي القرنين لأبي الكلام آزاد ص (8- 85), ذو القرنين لمحمد خير رمضان (ص248 ).
[45]() انظر: في ظلال القرآن (4: 2289).
[46]() فسر ابن عباس وتلامذته السبب الذي أوتيه ذو القرنين بالعلم الذي مكنه من الفتح والنصر والملك.
انظر: تفسير الطبري (9: 16)
ولفظة "سبباً: في الآية عامة، فتحمل على كل ما من شأنه أن يكون وسيلة للتمكين من العلوم والمعارف، والقدرة على سياسية النفوس، وأسباب القوة العسكرية والاقتصادية، ومما يدل على سعة هذا التمكين المؤكدات في الآية (إن المفيدة للتوكيد، وضمير العظمة، والتخصيص في "له" والعموم المستفاد من قوله "من كل شيء").
[47]() تكرر قوله تعالى "اتبع سبباً" في هذه القصة ثلاث مرات، وهذا يدل على أهمية الأخذ بالأسباب، وعلى حرصه الشديد عليها.
[48]() وردت قراءاتان في قوله تعالى (فَأَتْبَعَ سَبَبًا) الأولى بوصل الألف وتشديد التاء بمعنى: سلك وسار، والثانية بهمز الألف وتخفيف التاء، بمعنى: لحق سببا. انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي (2:72 )، وحجة القراءات لابن زنجله (ص428 ).
[49]() المراد: أنه وصل إلى أقصى الأرض من جهة المغرب، واختلفوا في تحديد المكان الذي وصله، ويتعذر علينا ذلك؟ لأن النص لم يحدده.
[50]() اختلف العلماء في ذي القرنين: هل هو نبي، أو عبد صالح؟ واستدل كل فريق بأدلة. انظر: تفسير الرازي (2:140 ). تفسير القاسمي (2:94 ). ونحن تنوقف في نبؤته، كما توقف النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (ما أدري أتبع كان لعينأ أم لا؟ وما أدري أذو القرنين كان نبيا أم لا؟ أخرجه الحاكم في مستدركه (2: 488 ) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5:251 ).
[51]() استخدم ذو القرنين أسلوب التحفيز المادي (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) وأسلوب التحفيز المعنوي (وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)
[52]() انظر: في ظلال القرآن (4:2291 ).
[53]() لم تذكر الآيات من هم القوم الذين اتخذ فيهم ذو القرنين سياسة العدل هذه، ولا المدة التي مكث فيها معهم، وما أثمرت عنه هذه السياسية، وكأن الأمر المفروغ منه أن تثمر هذه السيرة العادلة والمبادئ السامية نهضة ربانية، وتقدما وسعادة وطمأنينة؟ لذا لا داعي لذكرها والوقوف عندها.انظر: مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى مسلم (ص305 ).
[54]() المراد: أنه وصل إلى أقصى الأرض من جهة الشرق، واختلفوا في تعيين المكان الذي وصله، ويتعذر ذلك؛ لأن النص لم يحدده.
[55]() إما لعدم وجود حواجز طبيعية، أو أنهم لامساكن لهم، أو أنهم عراة لا يملكون مايسترو ن به أجسادهم، والظاهر من لفظ الآية أنها عبارة بليغة عن قرب الشمس منهم وفعلها لقدرة الله تعالى فيهم. انظر: المحرر الوجيز لابن عطية (10: 446).
[56]() انظر: المرجع السابق (10: 447).
[57]() بالرغم من وصفهم في الآية بآنهم (لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ) الكهف: 93 ، إلأ أن ذلك لم يمنع ذو القرنين من الاستجابة لمطلبهم في تحقيق الأمن لهم.
[58]() انظر: أحكام القرآن لابن العربي (3: 1248) بتصرف
[59]() اختلفت أقوال العلماء في تعيين المنطقة التي يقع فيها السدان، وكذلك تحديد القوم الذين وجدهم هناك
[60]() انظر: مع قصص السابقين في القرآن، للدكتور صلاح الخالدي (ص34 ، ومباحث في التفسير الموضوعي (ص307 ).
[61]() وفي قراءة سبعية (ائتوني) على أنه أمر من الإتيان؛ أي: أمرهم أن يحضروا للعمل. انظر: التحرير لابن عاشور (16:38 ).
[62]() الذي يظهر أن ذا القرنين قام بتشكيل فرق عمل مختلفة تعمل في وقت واحد؛ فريق لتجهيز قطع الحديد، وأخر لإعداد النحاس المذاب، وثالث للنفخ في الحديد، وفرق أخرى أيضاً للمساندة، ويبدو كذلك أنه كان يستخدم أسلوب التفويض في إدارة العمل؛ لأن هذا المشروع الضخم لا يمكن أن ينجز بإدارة مركزية.
[63]() انظر: في ظلال القرآن (4: 2293).
[64]() وهو قول ابن عباس وقتادة. انظر: تفسير الطبري (13:256 ).
[65]() قال الحسن وابن زيد: القطران ما يهنأ به الإبل. المرجع السابق (13:255 ).
[66]() وهو دهن من تركيب كيماوي قديم عند البشر، يصنعونه من علي شجر الأرز وشجر الأبهل، تقطع أخشابه وتحرق، ثم تكتف الأبخرة المتصاعدة، ويتجمع منها سائل أسود، يستعمل للتداوي من الجرب للإبل، وهو سريع الاشتعال، وقد يستسرج به. انظر: التحرير لابن عاشور (13:253 )، والبحر المحيط لأبي حيان (6:458 ).
[67]() انظر: تأملات تربوية في قصة ذي القرنين، للدكتور عثمان قدري مكانسي، مقال منشور في موقع صيد الفوائد.
[68]() جاء العطف بحرف الفاء فاتبع سبباً الذي يدل على التعقيب المباشر للفعل، وفيه إشارة إلى اهتمامه بالوقت كقيمة أساسية للنهضة.
[69]() وهذا على قراءة القطع والتخفيف، أي: لحق سبباً.انظر: حجة القراءات (ص 428 ).
[70]() جاء العطف ثم اتبع سببا التي تدل على التراخي؛ وذلك لأن الانتقال من غرب الأرض إلى شرقها يحتاج إلى وقت ويتطلب استعداداً ومكانات مادية وبشرية، والسياق لم يذكر ما صنعه ذو القرنين بن الرحلتين، لكن من خلال سيرته وما عرف عنه من أنه كان رجلاً صالحاً موحداً، وكان يفزر عباد الأصنام، ودأبه على توطيد الأمن وإثابته للمحسنين وتأديبه للظالمين، والإحسان إلى الناس جميعاً, فلابد أنه قام بأعمال جليلة في البلدان التي يمر بها.انظر: إغاثة اللهفان (2:260 )، تفسير القاسمي (1: 90)
[71]() يحكى أن ذا الفرنين كان يجيش من كل أمة استولى عليها جيشاً عرمرماً، يضيفه إلى جيشه، ويأمر رجاله أن يتزوجوا من بناتهم؛ لتوثيق عرى المحبة والارتباط، وإزالة البغضاء والشحناء.انظر: تفسير القاسمي (1: 98 ).
[72]() قرأت بضم الياء، أي: لا يفقهون غيرهم إذا كلهوهم، وبفتحها؛ أي:لا يفهمون ما يقال لهم انظر: حجة القراءات (ص432 )
[73]() هذه إحدي التقنيات المستخدمة حديثاً في توصيل معدنين مختلفين السمك, فحتي نتجنب حدوث الشروخ فإننا نقوم بعمل ما يسمي منطقة التمهيد الأنفية "soft nosing" وفيها يتم مساواة حافة اللوحين في منطقة الاتصال، ويتم ذلك عن طرمق حدوث ميل حسابي هندسي للمعدن في سطح المعدن عالي السمك حتى يصبح السمكين متجانسين في منطقة التوصيل.
انظر: مجلة تكنولوجيا النقل البحري، العدد رقم (5)، السنة العاشرة، عدد يوليو عام 1994 ، ص (37).
[74]() ذكر ابن لحير أثناء حديثه عن ذي القرنين موقف سليمان- عليه السلام- من هدية ملكة سبأ, حينما أرسلت المال إلى سليمان، فكان جوابه (فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ) النمل: 36. انظر: تفسير ابن كثير (5:192 ).
[75]() كما هو حاصل اليوم - والله المستعان - في بعض البلاد الإسلامية التي ثتسرق ثرواتها وتنهب خيراتها من قبل من نصب نفسه حاكماً عليها، فكيف يمكن أن تقوم نهضة وقد ضيعت الأمانة ممن يفترض فيه أن يحفظ الأمانة.
[76]() كانت هناك تجارب مريرة للأمة العربية لاستيراد مناهج من الشرق والغرب (الفكر الماركسي الملحد، والفكر المادي الغربي) وتطبيقها في البلدان الإسلامية من أجل النهضة، لكنها لم تنجح؛ لأنها لم تكن نابعة من عقيدة الأمة، ولم تستند على الإيمان بالله واليوم الأخر. راجع: اتجاهات النهضة في العالم الإسلامي، للدكتور عباس حسني (ص6 ) وما بعدها، أسس النهضة الراشدة، أحمد القصص (ص44 )