عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-04-2019, 08:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مجلة رمضان للاستعداد لرمضان: سارعن بالدخول




التوبة وظيفة العمر، وبداية العبد ونهايته، وأول منازل العبودية، وأوسطها، وآخرها، وحاجتنا إلى التوبة ماسة بل إن ضرورتنا إليها مُلِحَّة؛ فنحن نذنب كثيراً، ونفرط في جنب الله ليلاً ونهاراً فنحتاج إلى ما يصقل القلوب، وينقيها من رين الذنوب.

ولقد يسر الله أمر التوبة، وفتح أبوابها لمن أرادها، فهو عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
وباب التوبة مفتوح للكفار، والمشركين، والمرتدين، والمنافقين، والظالمين، والعصاة، والمقصرين،
والحديث عن التوبة ذو شجون،
والكلام عليها متشعب طويل، فللتوبة فضائل وأسرار، ولها مسائل وأحكام



لنبدأ بفضل التوبة:

فضل التوبة وعظم منزلتها،

(1) سببٌ لنيلِ محبةِ الله عز وجل

قال تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِين َ " [البقرة/222]

(2) سببٌ للفلاح في الدنيا والآخرة
قال تعالى : " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [النور/31]

(3) سبيل عدم الخوض في الظلم

قال تعالى: " وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " [الحجرات/11
]

(4) سبب لتكفير السيئات ودخول الجنات

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ "[التحريم/8]
وقال تعالى : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " [آل عمران/135، 136] .
وروى البخاري ومسلم في " صحيحهما " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ "، فَقَالُوا : " كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟! "، قَالَ : " يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُسْتَشْهَدُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْلِمُ، فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُسْتَشْهَدُ" صحيح مسلم

(5) سبب لتبديل السيئات حسنات
قال الله عز وجل : " إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " [الفرقان/70]
وروى مسلم في " صحيحه " عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا: رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ " اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا "، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ، فَيُقَالُ : " عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا "، فَيَقُولُ : " نَعَمْ "، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ : " فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً "، فَيَقُولُ : " رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَا هُنَا ؟! "، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.

(6) سبب لتحصيل دعاء الملائكة واستغفارهم
قال عز وجلّ حكاية عن الملائكة أنهم يدعون الله قائلين: " فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ"
[غافر/7]

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: " فحقيقة التوبة : هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل، والثلاثة تجتمع في الوقت الذي تقع فيه التوبة؛ فإنه في ذلك الوقت يندم، ويقلع، ويعزم، فحينئذ يرجع إلى العبودية التي خلق لها، وهذا الرجوع هو حقيقة التوبة " . أ . هـ . " مدارج السالكين " (1/182).



أحوال التائبين

يقول أحد التائبين أنا من أبناء المسلمين، لكني لا أصلي ولا أصوم، أنا كافر، لا أعرف معنى الإسلام، وها أنا اليوم أعلن توبتي أمام الله عز وجل، فجزاكم الله كل خير، أريد أن تُقرؤوا رسالتي أمام الحضور، ها أنا أردد وأقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ها أنا أردد: اللهم اجعلني من التوابين وإجعلني من المتطهرين، ادعوا الله لي بالثبات، ادعوا لي بالثبات.
ويقول آخر: ذهبت مع صاحبي إلى جدة وكانت معنا أشرطة دعوية وأذكار الصباح والمساء نقوم بتوزيعها عليهم والجلوس معهم وقابلنا أحد الشباب وتحدث صاحبي معه عن حقيقة السعادة وذكر له بعض الأدلة.
فقال الشاب: يا شيخ أرجوك لا تكمل أنا والله أشعر بضيق في صدري وأحس الآيات هذه كأنها لي شخصياً.
فجلس يبكي ويقول: يا رب توب علي.. يا رب سامحني.
فقال صاحبي: ربك غفور رحيم يقبل توبتك إذا صدقت معه وأبشر بالخير
يا أخي بل يبدل السيئات إلى حسنات.
فقال الشاب: يا شيخ اسمع قصتي.. والله لي (ست سنوات) ما سجدت لله سجدة
بل أني مدمن مخدرات ولي علاقات مع الفتيات بل والله أني أكبر مروج في الحي الذي أسكن فيه.
فقال صاحبي: أبشر بالخير يا الغالي هل تريد تعلنها توبة لله وتفتح صفحة جديدة مع الله وتنسى الماضي.
قال: نعم والله يا شيخ مستعد.. فأخرج من جيبه حبتين مخدر فجلس يبكي ويقول:
هذه الحبوب ضيعت حياتي والله العظيم أحياناً يا شيخ خمسة أيام متواصلة لا أنام.
فقال صاحبي وفقه الله ما رأيك سنذهب نتوضأ ونصلي ركعتين كلنا تائبين إلى الله
وذهبنا وتوضأنا ثم ذهبنا إلى مخطط كبير وفرشنا فرشتنا ثم قال الشاب: ممكن سؤال لكني محرج منكم.
فقلنا: تفضل. قال: إذا ركعت نسيت ماذا أقول وإذا سجدت أيضًا ماذا أقول، والله إني جاهل في أمر الصلاة بكل بصراحة.
فأخبرناه بذلك وصلى ركعتين بجانبنا وبعدما انتهينا يقول: نحن الشباب أكثرنا ضائيعين نحتاج من يذكرنا بالله، نحتاج من يزورنا في مثل هذه الأماكن علاقتي مع والدي ووالدتي لا أسلم عليهم ولا أرد عليهم الاتصال وأصحاب السوء هم من يعينوني ويعطوني المخدرات وأنا أقوم بتوزيعها بين الشباب في المخططات والمقاهي.
بدأت هذا الطريق المظلم وعمري ثمانية عشرة سنة
والآن عمري أربع وعشرين سنة (ست سنوات في ضيق ونكد وحزن)
ما يعلم به إلا الله سبحانه فأخذنا رقم جواله وتواصلنا معه وأوصلناه إلى سيارته.
وبعد تقريباً عشرين دقيقة اتصل بي قال:
هل ما زلتم في المخطط قلت: نعم. قال: أريد أن أقابلكم، فرجعنا إليه
فأخرج من جيبه أيضًا حبتي مخدر وقال: هذه آخر حبتين أملكهما.
ثم قال قبل قليل: اتصل بي المروج يقول سوف أعطيك كمية توزعها قلت له لا أستطيع الحضور إليك.
فقلنا له غير رقم جوالك وأخرج شريحة جديدة لترتاح من الصحبة السابقة
وبالفعل أخرج شريحة جديدة وبعد أسبوع تقريبًا ذهبنا به زيارة إلى الحرم لكي نأخذ عمرة
وبفضل الله ذهب معنا وعندما شاهد الرجال يركضون في السعي بين العلمين الخضر قال: لماذا يركضون هكذا.
قلنا له هذه من السنة نقتدي كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة.
وبعد صلاة العشاء صلينا على الأموات في الحرم ووقفنا قال ماذا نقول؟!
وأخبرناه بذلك ولأول مرة يأخذ عمرة في حياته وعرفناه على صحبة صالحة
مع شباب التحفيظ ونصحناه بأن يلتحق بهم
فقال: أرجوك يا شيخ لا تحرجني معهم
والله ما أحفظ إلا ثلاث سور فقط \" الإخلاص والناس والفلق \".
قلت له ولا سورة غيرها قال: نعم قلت له: هل تعرف سورة النصر؟!
قال: لا، فقرأتها عليه لعله يعرفها. فقال لا والله بصراحة لست حافظها.
وبفضل الله بعد أيام تواصل مع شباب التحفيظ
والآن متواصل معهم يأخذونه ويخرج معهم وهو الآن بسعادة كبيرة بفضل الله تعالى.
واتصل والد أخينا التائب على جوال صاحبي
ودعا لنا وقال والله ولدي تغير بصراحة صار له ثلاث سنوات لا يسلم علي ولا على والدته
ولا يعرف طريق المسجد والآن بحمد الله أصبح بارًّا بنا، يسلم علينا كل يوم، ومن أهل المسجد بفضل الله يصلي معنا.









اللهم أحي قلوباً أماتها البعد عن بابك، ولا تعذبنا بأليم حجابك
يا أكرم من سمح بالنوال! وأوسع من جاد بالإفضال
اللهم أيقظنا من غفلتنا بلطفك وإحسانك
وتجاوز عن جرائمنا بعفوك وإحسانك

اللهم اسلك بنا مسالك الصادقين الأبرار
وألحقنا بعبادك المصطفين الأخيار
وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم اقبل توبة التائبين، واغفر ذنوب المذنبين، ودلَّ الحيارى واهد الضالين
ونسألك اللهم توبة نصوحًا قبل الموت، وشهادة عند الموت
ورحمة بعد الموت يا ربَّ العالمين!

اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك.
اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله، إنك أنت أهل التقوى والمغفرة
اللهم صلّ على محمد في الأولين، وصلّ على محمد في الآخرين، وصلّ على محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]