عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-03-2019, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,565
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأحكام الفقهية المتعلقة بزينة الزوجة لزوجها

الأحكام الفقهية المتعلقة بزينة الزوجة لزوجها



د . نورة سيد أحمد مصطفى*






المطلب الثاني:
تفليج الأسنان
بيان حقيقة التَّفْلِيجُ:
التَّفْلِيجُ لغة : التهذيب والفَلَجُ في الأَسنان تباعد ما بين الثّنايا والرَّباعِيات خِلْقةً فإِن تُكُلِّفَ فهو التفليجُ ورجل أَفْلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَلْجاءُ الأَسنان[150].
ولا يخرج المعنى الاصطلاحي للتَّفْلِيج عند الفقهاء عن المعنى اللغوي.
الحكم الشرعي لتفليج الأسنان:
اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ[151] عَلَى أَنَّ تَفْلِيجَ الْأَسْنَانِ لِأَجْلِ الْحُسْنِ حَرَامٌ، أَمَّا لَوْ اُحْتِيجَ إلَيْهِ لِعِلَاجٍ أَوْ عَيْبٍ فِي السِّنِّ وَنَحْوِهِ فَلَا بَأْسَ بِهِ [152].
واستدلوا على ذلك من السنة وهو:
ما روى عَنْ علقمة عن عبد الله قال "لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله "0000الحديث[153].
وجه الدلالة :
دل الحديث على حرمة تَفْلِيجَ الْأَسْنَانِ لِأَجْلِ الْحُسْنِ، لِأَنَّ اللَّامَ فِي قَوْلِهِ : { لِلْحُسْنِ } لِلتَّعْلِيلِ، وعلى ذلك فلَوْ اُحْتاجَت المرأة إلَيْه لِعِلَاجٍ أَوْ عَيْبٍ فِي السِّنِّ وَنَحْوِهِ فَلَا بَأْسَ بِهِ [154].
المطلب الثالث:
تجميل الثدي
من أكثر الدوافع لإجراء هذه العملية هي رغبة المرأة للتجميل وتحسين المظهر، لا لوجود عيب أو تشوّه، بل لتحقيق منظر أحسن وأجمل، أو تهدف لتجديد الشباب وإزالة مظاهر لشيخوخة.
وجراحة تجميل الثدي إما أن تكون للعلاج أو للزينة .
ويتناول البحث دراسة الجانب الثاني لتلك الجراحة وهو:
الجراحة التجميلية التحسينية للزينة:
ويراد بهذا النوعالعمليات الجراحية التي لا تعالج عيباً في الإنسان يؤذيه ويؤلمه، وإنما يقصد منهاإخفاء العيوب وإظهار المحاسن، والرغبة في التزين، والتطلع إلى العودة لمظهر الشبابمرةً أخرى بعد آثار التقدم في السن.
والضابط العام لهذه الجراحة أن الهدف منإجرائها تحسين المظهر الخارجي وتجميله ثم الوظيفة تبعاً لذلك؛ أي مراعاة الشكل،ويأتي تحسين الوظيفة مقصودًا ثانيًا بالنسبة للمظهر.
مشروعية عمليات تجميل الثدي:
تجرى عمليات تجميل الثدي لأغراض عدة، منها ما هو مشروع، ومنها غير ذلك ، وهذه العمليات التجميلية التي لها غرض مشروع داخلة ضمن إطار أحكام الجراحة الطبية، ومن الأدلة على مشروعيتها ما يأتي:
1- أن الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة قال تعالى: وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ [155] ، وفي عمليات التجميل إعادة لهذه الصورة الحسنة التي خلق الله الإنسان عليها.
2- إن العيوب التي تعالجها جراحات التجميل تشتمل على ضرر حسي ومعنوي، وهذا موجب للترخيص بفعل الجراحة فتنزل منزلة الضرورة ويرخص بفعلها [156] إعمالاً للقاعدة الشرعية: "الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة" [157].
3- القياس على باقي الجراحات المشروعة بجامع وجود الحاجة في كل منهما.
وتجرى هذه العملية وفقاً لضوابط شرعية منها[158]:
أولاً: ألا يكون فيها تغيير لخلق اللهتعالى.
ثانياً: ألا يقصد بها الغشوالتدليس: عن أبي هريرةأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "000 من غشنا فليسمنا"[159].
ثالثاً: ألا يكون القصد منها التشبه بالكفار وبأهل الشر والفسق:
فقدنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبه بالكفار في أحاديث كثيرة منها:
ماروى عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" من تشبه بقوم فهو منهم "[160].

رابعاً: ألا تكون على وجه الإسراف والتبذير.
خامساً: ألا يكون فيها كشف لما أمر الله بستره.
سادساً: أمن الضرر، فقد ينشأ عن تجميل الثدي ضرر يلحق الجسم، وقدجاء الشرع بمنع وقوع الضرر وإزالته بعد وقوعه، لأنه لاضرر ولا ضرار.
سابعاً: أن يتعينعلى المرأة إجراء تلك العملية:
وذلك بأن يرى الطبيب أنه لا يوجد طريق آخرللعلاج إلا إجراء تلك العملية، أو يغلب على ظنه ذلك، ويغلب على ظنه نجاح تلكالعملية , ورجحان المصلحة.
ثامناً: ألا يكون القصد من هذه العمليات تشبه الرجالبالنساء والرجال بالنساء.
تاسعاً: ألا يكون من نتائج تلكالعمليات مثلة وتشويه الخلقة الأصلية.
عاشراً: اتخاذ جميع الاحتياطات الطبيةوقدرة المريض على تحمل تلك العملية، وأضرار التخدير وغيرها حسب الأعراف الطبية لكلحالة على حدة.
حكم تجميل ثدي المرأة ويشتمل علي فرعين:
الفرع الأول: تكبير ثدي المرأة
أسباب عمليات تكبير الثدى :
1- أن أنسجة الثدي في بعض الحالات عند النمو لا تستجيب لبعضالهرمونات في مرحلة البلوغ فيبقى حجمها صغيراً، وقد يظهر ذلك على أحد الثديين دونالآخر فيعطي الصدر مظهراً مشوهاً.
2- أن الثدي قد يصاب بالضمور والترهل بعد الحملأو الرضاعة او إنقاص الوزن؛ لأن الثدي يتكون بدرجة أساس من الخلايا الدهنية، فضلاًعن تقدم السن والخضوع لبعض الجراحات في الصدر، وقد يكون ذلك وراثياً.
3- لصغر الثدي آثار نفسية سيئة على المرأة؛لأن بروز الثدي يعد من أبرز علامات الأنوثة، وقد يصبح أحد أسباب البرود الجنسي عند المرأة بعد الزواج, كما في بعض الحالات التي يستقبلها الأطباء.
أنواع الحشوات التي توضع في الثدي:
1- السيلكون السائل.
2- السيلكون الصلب الجل.
3- الماء والملح.
4- حقن مواد صناعية أو طبيعية كالدهون.
حكم جراحة تكبير الثدي :
لجراحة تكبير الثدي حالتان :
الحالةالأولى: أن تجرى هذه الجراحة بسبب كون الثدي صغيراً جداً بحيث يشبه ثدي الرجل، أوإصابة الثدي بحادث أو ورم، أو كان أحدهما أصغر من الآخر بصورة مشوهة، وأصبح ذلك مؤذياً لها على اعتبار أن ثدي المرأة من مكونات جمالها الطبيعي وكونه صغيراً بشكل غير طبيعي يشوه منظرها [161].
وقد قال بعضالعلماء المعاصرين[162]بجواز الجراحة في هذه الحالة واستدلوا بالسنة والقياسوالمعقول.
أما السنة فأحاديث منها :
أ - عن ابن عباس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" لا ضرر ولا ضرار 000" [163].
وجه الدلالة:
أن صغر الثدي يسبب ضرراً نفسياً للمرأة، وفيه تشويه لمنظرها، والضرر يزال كما هو مقرر عند الفقهاء [164].
ب- الأحاديث الدالة على عموم مشروعية التداوي، ومنها:
1- ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " ما أنزلالله داء إلا أنزل له شفاء"[165]
2- ما روي عن أسامة بن شريك قال " أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من ههنا وههنا فقالوا يارسول الله أنتداوى ؟ فقال " تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم "[166].
وجه الدلالة :
دلت الأحاديث على أن التداوي مباح، وفيه أنه جعل الهرم داء ليس له دواء، وإنما شبهه بالداء لأنه جالب التلف كالأدواء التي قد يتعقبها الموت والهلاك[167].
وأما القياس:
قياس جراحة تكبير الثدي على سائر الجراحات التي تجرى لإزالة التشوهات والعيوبإما لمرض، وإما لحادث، وإما لخلل هرموني؛ إذ المقصود فيها إعادة العضو إلى خلقتهالمعهودة لا تغييره وإزالته [168].
وأما المعقول فمن عدة أوجه:
1- أن صغر الثدي هنا وضع غير طبيعي للمرأة، وعلاجه بالتكبير إنما هو من باب العودة لوضعه الطبيعي وليس ذلك من باب التحسين وتغيير الخلقة [169].
3- أن صغرالثدي الخارج عن المألوف يتضمن ضرراً حسياً ومعنوياً للمرأة , والضرر يزال.
4- أن هذا النوع من الجراحةوجدت فيه الحاجة الداعية للتغيير، فأوجبت استثناءه من النصوص الدالة علىالتحريم.
5- أن صغر الثدي قد يتسبب في النفرة بين الزوجين؛ لأن الثدي من أبرزعلامات الأنوثة،كما أن صغره قد يكون سبباً في البرود الجنسي، ومن مقاصد الزواجتحقيق المودة والرحمة، وأن يسكن الزوج إلى زوجته وفي جراحة تكبير الثدي تحقيق لهذهالمقاصد
6- .أن في ترك التداوي في مثل هذه الحالات مشقةً وعنتًا، والشريعةالإسلامية قائمة على اليسر، ودفع المشقة عن المكلف،وذلك للقاعدة الفقهية: المشقةتجلب التيسير[170].
وهذا الجواز مشروط بألا يكون فيه ضرر محقق؛ لأن من القواعدالمقررة أن الضرر لا يزال بالضرر
الحالة الثانية: أن يكون الثدي معتاداً في حجمه أو قريباً من الحجمالمعتاد؛ إلا أن المرأة ترغب في تكبيره للوصول إلى درجة من مقاييس الجمال.
وقدذهب الفقهاء المعاصرون[171] إلى تحريم هذه الحالة واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنةوالقياس والمعقول.
أما الكتاب :
فقوله تعالى {وَلَأُضِلَّنَّ� �ُمْ وَلَأُمَنِّيَنّ َهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُ مْ فَلَيُبَتِّكُنّ َ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُ مْ فَلَيُغَيِّرُنّ َ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} [172].
وجه الدلالة:
فالآيةالكريمة عامة في تحريم تغيير الخلقة، وأنه من عمل الشيطان، وتغيير الخلقة عن طريقالتجميل بقصد التحسين بدون مسوغ طبي مقبول داخل في عموم معنى النهي[173].
أما السنة :

ما روى عَنْ علقمة عن عبد الله قال "لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله 0000" الحديث [174].
وجه الدلالة:
فيالحديث دلالة على لعن من فعل هذه الأشياء، وعملية تجميل الثدي تجمع بين تغيير خلقالله، وابتغاء الحسن والجمال دون مبرر طبي؛ فهي داخله في عموم اللعن فكانتمحرمة
أما القياس:
فكما لا يجوز الوشم والوشر؛ فكذلك عملية تجميل الثدي؛بهدف التحسين والزينة بجامع تغيير الخلقة للحسن في كل[175].
أما المعقول فمن عدة أوجه:
1- أن هذه الجراحة تعد من تغيير خلق الله المحرم؛ إذ ليس فيه علاج تشوه أو عيب؛ لأن الثدي يعد هنا خلقة معهودة.
2- أن بعض هذه الجراحات تجرى تقليداً لمظهر امرأة معينة، وفي ذلك تشبه بالكفار أو الفساق وهذا محرم.
3- الاعتداء على جسم المعصوم بالجرح وانتهاك حرمته, والأصل تحريم ذلك إلا لحاجه من تطبيب ونحو ذلك.
4- الإسراف حيث تجرى هذه الجراحة في الغالب مقابل مبالغ مالية مرتفعة.
5- أن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى كشف عورة، أو لمس الرجل للمرأة بدون ضرورة طبية وهو محرم شرعاً.
6- أن هذا النوع من المعالجات الطبية فيه تزوير للحقيقة وغش وتدليس وهو محرم شرعاً.
7- يترتب على فعل هذا النوع من الجراحة ارتكاب لبعض المحظورات؛منها التخدير وهو منهي عنه إلا للضرورة الطبية القصوى.
8- أن هذه الممارسات الطبية لاتخلو من الأضرار والمضاعفات التي تنشأ عنها مثل: النزف والتهاب الجرح وغيره .
الفرع الثاني :
تصغير ثدي المرأة
حقيقة تصغير ثدي المرأة:
إذا كان ثدي المرأة كبيراً متضخماً حيث يؤدي إلى إجهاد العنق والعمود الفقري والكتفين مما يسبب الألم وزيادة التعرض وتهيج الجلد، ففي هذه الحالة يبدوا لى –والله تعالى أعلم- أن إجراء عملية تصغير الثدي -إذا توفرت شروط إجراؤها- جائزة دفعاً للضرر الواقع على هذه المرأة في هذه الحالة، ولأن هذه العملية داخلة في معنى العلاج وإرجاع حالة المرأة إلى وضعها الطبيعي
ويلحق بهذه الحالة في الحكم -والله أعلم- ما إذا كان ثدي المرأة متضخمة بصورة غير معهودة لخلل هرموني وليس عليها في ذلك ضرر جسدي، وإنما هو ضرر معنوي ناتج عن تشويه منظرها وظهورها بغير الوضع الطبيعي لسنها وهيئتها.
حكم تصغير ثدي المرأة:
لجراحة تصغير الثدي حالتان:-
الحالة الأولى: أن تجرى عملية التصغير بسبب تضخم الثدي لدرجة إجهاد العنق والعمود الفقري والكتفين، أو يصبح مظهره مشوهاً في عرف أوساط الناس؛ مما يؤدي إلى الضرر النفسي والقلق والانطواء. وفي هذه الحالة يرى بعض الفقهاء المعاصرين[176] إلى جواز ذلك, واستدلوا بالسنة والقياس والمعقول
أما السنة:
فالأحاديث الدالة على عموم مشروعية التداوي منها:
1- ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " ما أنزلالله داء إلا أنزل له شفاء"[177]
2- ما روي عن أسامة بن شريك قال "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من ههنا وههنا فقالوا يارسول الله أنتداوى ؟ فقال " تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم "[178].
وأما القياس:
فهو القياس على سائر الجراحات التي تجرى لإزالة التشوهات والعيوب الطارئة؛ إذ المقصود فيها إعادة العضو إلى خلقته المعهودة لا تغييرها وإزالتها [179].
و أما المعقول فمن عدة أوجه:
1- أن صغر الثدي وتضخمه يتضمن ضرراً حسياً ومعنوياً للمرأة,والضرر يزال [180].
2- أن هذا النوع من الجراحة وجدت فيه الحاجة الداعية للتغيير، فأوجبت استثناءه من النصوص الدالة على التحريم.
3- أن في ترك التداوي في مثل هذه الحالات مشقة وعنتًا، والشريعة الإسلامية قائمة على اليسر، ودفع المشقة عن المكلف،وذلك للقاعدة الفقهية: المشقة تجلب التيسير[181].
الحالة الثانية: أن يكون حجم الثدي مقبولاً، وليس فيه تضخم غير معهود، فتلجأ المرأة للجراحة لتصغيره للوصول إلى مقاييس معينة من الجمال، أو للرغبة في الظهور بمظهر يوحي بصغر سنها، وقد ذهب الفقهاء المعاصرون [182]إلى تحريم هذه الحالة,واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنة والقياس والمعقول.
أما الكتاب:
فقوله تعالى{وَلَأُضِلَّنَّ� �ُمْ وَلَأُمَنِّيَنّ َهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُ مْ فَلَيُبَتِّكُنّ َ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُ مْ فَلَيُغَيِّرُنّ َ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}[183].
وجه الدلالة:
دلت الآية الكريمة على تحريم تغيير الخلقة، وأن تغيير الخلقة من عمل الشيطان، وتغيير الخلقة عن طريق التجميل بقصد التحسين بدون مسوغ طبي مقبول داخل في عموم معنى النهي[184]..
وأما السنة:
ما روى عَنْ علقمة عن عبد الله قال "لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله 0000" الحديث [185].
وجه الدلالة:
وفي الحديث دلالة على لعن المغيرات لخلق الله ، وعملية تجميل الثدي تجمع بين تغيير خلق الله، وابتغاء الحسن والجمال دون مبرر طبي؛ فهي داخله في عموم اللعن فكانت محرمة.
وأما القياس:

قياس عملية تصغير الثدى دون حاجة أو ضرورة على الوشم والوشر فكما لا يجوز الوشم والوشر كذلك عملية تجميل الثدي؛ بهدف التحسين والزينة؛ بجامع تغيير الخلقة للحسن في كل. وأما المعقول فمن عدة أوجه[186]:
1- أن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى كشف عورة، أو لمس الرجل للمرأة بدون ضرورة طبية، وهو محرم شرعاً.
2- أن في هذا النوع من المعالجات تزويراً للحقيقة، وغشًا وتدليسًا، وهو محرم شرعاً فقد تجريها المرأة الكبيرة لتوهم غيرها بصغرها.
3- أنه يترتب على مثل هذا النوع من الجراحة ارتكاب لبعض المحظورات منها التخدير، وهو منهي عنه إلا للضرورة الطبية القصوى.
4- أن هذه الممارسات الطبية لاتخلو من الأضرار والمضاعفات التي تنشأ عنها، مثل: النزيف، والتهاب الجرح، وتقرح الجلد والتحسس.
5- أن الهدف من إجرائها مجرد الحصول على زيادة الحسن, فيكون من تغيير خلق الله المحرم.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.26 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]