
23-03-2019, 04:39 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة :
|
|
رد: فوائد من تفسير التحرير والتنوير
فوائد
من تفسير التحرير والتنوير
أ. محمد خير رمضان يوسف
22- ï´؟ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُون ï´¾ [سورة الأنعام: 116].
الأرض يطلق على جميع الكرة الأرضية، الّتي يعيش على وجهها الإنسان والحيوان والنّبات، وهي الدّنيا كلّها. ويطلق الأرض على جزء من الكرة الأرضيّة معهودٍ بين المخاطَبين، وهو إطلاق شائع، كما في قوله تعالى ï´؟ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ ï´¾ [سورة الإسراء: 104] يعني الأرض المقدّسة، وقولِه: ï´؟ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ï´¾ [سورة المائدة: 33] أي: الأرض التي حاربوا الله فيها. والأظهر أنّ المراد في الآية المعنى المشهور، وهو جميع الكرة الأرضية، كما هو غالب استعمالها في القرآن. وقيل: أريد بها مكّة؛ لأنّها الأرض المعهودة للرّسول عليه الصلاة والسلام. وأيّاً ما كان، فأكثر من في الأرض ضالّون مضلّون، أمّا الكرة الأرضية فلأنّ جمهرة سكّانها أهل عقائد ضالّة، وقوانين غير عادلة... وسبب هذه الأكثرية أنّ الحقّ والهدى يحتاج إلى عقولٍ سليمة، ونفوس فاضلة، وتأمّل في الصّالح والضارّ، وتقديمِ الحقّ على الهوى، والرشدِ على الشّهوة، ومحبّة الخير للنّاس، وهذه صفات إذا اختلّ واحد منها تطرّق الضلال إلى النفس بمقدار ما انثلم من هذه الصفات. واجتماعها في النفوس لا يكون إلاّ عن اعتدال تامّ في العقل والنفس، وذلك بتكوين الله وتعليمه، وهي حالة الرسل والأنبياء، أو بإلهام إلهي، كما كان أهل الحقّ من حكماء اليونان، وغيرهم من أصحاب المكاشفات وأصحاب الحكمة الإشراقية، وقد يسمّونها الذوق، أو عن اقتداء بمرشد معصوم، كما كان عليه أصحاب الرّسل والأنبياء وخيرة أممهم.
23- ï´؟ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ï´¾. [سورة الأنعام: 121]
في حكم التسمية على الذبيحة: مسألة مختلف فيها بين الفقهاء على أقوال: أحدها أنّ المسلم إن نسي التسمية على الذبح تؤكل ذبيحته، وإن تعمَّد ترك التّسمية استخفافاً أو تجنّبًا لها لم تؤكل، وهذا مثل ما يفعله بعض الزنوج من المسلمين في تونس، وبعض بلاد الإسلام، الذين يزعمون أنّ الجنّ تمتلكهم، فيتفادَون من أضرارها بقرابين يذبحونها للجنّ، ولا يسمّون اسم الله عليها، لأنَّهم يزعمون أنّ الجنّ تنفر من اسم الله تعالى خِيفة منه، وهذا متفشّ بينهم في تونس ومصر، فهذه ذبيحة لا تؤكل.
24- ï´؟ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ï´¾ [سورة الأعراف: 27].
في الآية إشارة إلى أنّ الشّيطان يهتم بكشف سوأة ابن آدم؛ لأنّه يسرّه أن يراه في حالة سوء وفظاعة.
... ï´؟ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ï´¾: الأجسام الخفيّة عن الحواس، وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء، ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة.
25- ï´؟ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ ï´¾ [سورة الأعراف: 138].
القوم هم الكنعانيون، ويقال لهم عند العرب: العمالقة، ويعرفون عند متأخري المؤرخين بالفينيقيين.
26- ï´؟ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ï´¾ [سورة الأعراف: 145].
ï´؟ بِأَحْسَنِهَا ï´¾ وصف مسلوب المفاضلة، مقصود به المبالغة في الحُسن، فإضافتها إلى ضمير الألواح على معنى اللام، أي بالأحسن الذي هو لها، وهو جميع ما فيها، لظهور أن ما فيها من الشرائع ليس بينه تفاضل بين أحسن ودون الأحسن، بل كله مرتبة واحدة فيما عيِّن له، ولظهور أنهم لا يؤمنون بالأخذ ببعض الشريعة وترك بعضها، ولأن الشريعة مفصّل فيها مراتب الأعمال، فلو أن بعض الأعمال كان عندها أفضلَ من بعض، كالمندوب بالنسبة إلى المباح، وكالرخصة بالنسبة إلى العزيمة، كان الترغيب في العمل بالأفضل مذكوراً في الشريعة، فكان ذلك من جملة الأخذ بها، فقرائن سلب صيغة التفضيل عن المفاضلة قائمة واضحة، فلا وجه للتردد في تفسير الأحسن في هذه الآية، والتعزب إلى التنظير بتراكيب مصنوعة أو نادرة خارجة عن كلام الفصحاء.
27- ï´؟ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ ï´¾ [سورة الأنفال: 48].
المقصود من ذكر العقبين تفظيع التقهقر؛ لأنّ عقب الرجل أخسُّ القوائم، لملاقاته الغبار والأوساخ.
28- ï´؟ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ï´¾ [سورة التوبة: 31].
... وإنما خُصَّ الحَبرُ بعالمِ اليهود؛ لأن عظماءَ دينِ اليهوديةِ يشتغلون بتحريرِ علومِ شريعةِ التوراة، فهم علماءُ في الدين، وخُصَّ الراهبُ بعظيمِ دينِ النصرانية؛ لأن دينَ النصارى قائمٌ على أصلِ الزهدِ في الدنيا، والانقطاعِ للعبادة.
29- ï´؟ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ï´¾ [سورة التوبة: 87].
الخوالف جمع خالفة، وهي المرأة التي تتخلّف في البيت بعد سفر زوجها، فإن سافرت معه فهي الظعينة، أي: رضوا بالبقاء مع النساء.
30- ï´؟ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ï´¾ [سورة يونس: 10].
لا يقالُ للمخلوقِ هو الربُّ معرَّفاً، إنما يقال: ربُّ كذا، مضافاً، لأن الألفَ واللامَ للتعميم، وهو لا يملكُ الكلّ.
31- ï´؟ وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوب ï´¾ [سورة هود: 71].
... لأنّها ما ضحكت إلاّ بعد أن بشّرها الملائكة بابن، فلمّا تعجبت من ذلك بشّروها بابن الابن زيادة في البشرى. والتّعجيب بأن يولد لها ابن ويعيش وتعيش هي حتّى يولد لابنها ابن، وذلك أدخل في العجب؛ لأن شأن أبناء الشيوخ أن يكونوا مهزولين لا يعيشون غالباً إلاّ معلولين، ولا يولد لهم في الأكثر، ولأن شأن الشيوخ الذين يولد لهم أن لا يدركوا يفع أولادهم، بله أولاد أولادهم.
32- ï´؟ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُون ï´¾ [سورة يوسف: 16].
إنما اصطنعوا البكاء تمويهاً على أبيهم لئلا يظن بهم أنهم اغتالوا يوسف عليه السّلام، ولعلّهم كانت لهم مقدرة على البكاء مع عدم وجدان موجبه، وفي الناس عجائب من التمويه والكيد. ومن الناس من تتأثر أعصابهم بتخيل الشيء ومحاكاته فيعتريهم ما يعتري الناس بالحقيقة. وبعض المتظلمين بالباطل يفعلون ذلك، وفطنة الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكماً، وإنما يناط الحكم بالبينة.
جاءت امرأة إلى شريح تخاصم في شيء وكانت مبطلة فجعلت تبكي، وأظهر شريح عدم الاطمئنان لدعواها، فقيل له: أما تراها تبكي؟ فقال: قد جاء إخوة يوسف عليه السّلام أباهم عشاء يبكون وهم ظلَمة كذَبَة، لا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بالحق.
قال ابن العربي: قال علماؤنا: هذا يدلُّ على أن بكاء المرء لا يدلُّ على صدق مقاله؛ لاحتمال أن يكون تصنُّعاً. ومن الخلق من لا يقدر على ذلك، ومنهم من يقدر. قلت: ومن الأمثال: "دموع الفاجر بيديه"، وهذه عبرة في هذه العبرة.
33- ï´؟ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ï´¾ [سورة يوسف: 43].
التعريف في ï´؟ الْمَلِكُ ï´¾ للعهد، أي: ملك مصر. وسماه القرآن هنا ملكاً ولم يسمه فرعون؛ لأن هذا الملك لم يكن من الفراعنة ملوك مصر القبط، وإنما كان ملكاً لمصر أيامَ حَكَمَها الهِكسوس، وهم العمالقة، وهم من الكنعانيين، أو من العرب، ويعبر عنهم مؤرخو الإغريق بملوك الرعاة، أي البَدو. وقد ملكوا بمصر من عام 1900 إلى عام 1525 قبل ميلاد المسيح عليه السّلام.
34- ï´؟ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ ï´¾ [سورة الرعد: 23].
الواو في ï´؟ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ ï´¾ واو المعية، وذلك زيادة الإكرام، بأن جعل أصولهم وفروعهم وأزواجهم المتأهلين لدخول الجنة لصلاحهم في الدرجة التي هم فيها، فمن كانت مرتبته دون مراتبهم لَحِق بهم، ومن كانت مرتبته فوق مراتبهم لحقُوا هم به، فلهم الفضل في الحالين. وهذا كعكسه في قوله تعالى: ï´؟ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ï´¾ [سورة الصافات: 22] الآية؛ لأن مشاهدة عذاب الأقارب عذابٌ مضاعف.
وفي هذه الآية بشرى لمن كان له سلف صالح، أو خلف صالح، أو زوج صالح، ممن تحققت فيهم هذه الصلاة، أنه إذا صار إلى الجنة لحق بصالح أصوله أو فروعه أو زوجه، وما ذكر الله هذا إلا لهذه البشرى، كما قال الله تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ï´¾ [سورة الطور: 21]. والآباء يشمل الأمهات على طريقة التغليب، كما قالوا الأبوين.
35- ï´؟ وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَه َا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِين ï´¾ [سورة النحل: 80].
القباب من أدم، والخيام من منسوج الأوبار والأصواف والأشعار، وهي ناشئة من الجلد، لأن الجلد هو الإهاب بما عليه، فإذا دُبغ وأزيل منه الشّعر فهو الأديم.
36- ï´؟ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين ï´¾. [سورة النحل: 103].
اللسان: الكلام، سمي الكلام باسم آلته.
37- ï´؟ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ï´¾ [سورة الكهف: 9].
الكهف: الشق المتسع الوسط في جبل، فإن لم يكن متسعًا فهو غار.
38- ï´؟ إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى ï´¾ [سورة طه: 118-119].
جُمع له في هذا الخبر أصولُ كفاف الإنسان في معيشته، إيماء إلى أن الاستكفاء منها سيكون غاية سعي الإنسان في حياته المستقبلة، لأن الأحوال التي تصاحب التكوين تكون إشعاراً بخصائص المكوّن في مقوماته، كما ورد في حديث الإسراء من توفيق النبي صلى الله عليه وسلم لاختيار اللبن على الخَمر، فقيل له: لو اخترت الخمر لغَوَتْ أمَّتك.
39- ï´؟ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ï´¾ [سورة الفرقان: 53].
البحر: الماء المستبحر، أي الكثير العظيم.
40- ï´؟ وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ï´¾ [سورة القصص: 20].
الظاهر أن أقصى المدينة هو ناحية قصور فرعون وقومه... لتكون مساكنهم أسعد بخروجهم عند الخوف، وقد قيل: الأطراف منازل الأشراف.
41- ï´؟ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُون * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون ï´¾ [سورة الروم: 55-56].
في هذا أدب إسلامي، وهو أن الذي يسمع الخطأ في الدين والإيمان لا يقرُّه، ولو لم يكن هو المخاطَب به.
42- ï´؟ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ï´¾ [سورة الأحزاب: 7].
هذا الميثاق مجمل هنا بيَّنته آيات كثيرة. وجُماعها: أن يقولوا الحق، ويبلِّغوا ما أُمروا به دون ملاينة للكافرين والمنافقين، ولا خشيةٍ منهم، ولا مجاراةٍ للأهواء، ولا مشاطرة مع أهل الضلال في الإبقاء على بعض ضلاله.وأن الله واثقهم ووعدهم على ذلك بالنصر.
43- ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ï´¾ [سورة الأحزاب: 53].
في هذه الآية دليل على أن سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على الفعل الواقع بحضرته إذا كان تعدياً على حق لذاته لا يدل سكوته فيه على جواز الفعل؛ لأن له أن يسامح في حقه، ولكن يؤخذ الحظر أو الإِباحة في مثله من أدلة أخرى، مثل قوله تعالى هنا: ï´؟ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ ï´¾، ولذلك جزم علماؤنا بأن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم بالصراحة أو الالتزام يعزَّر على ذلك، بحسب مرتبة الأذى والقصدِ إليه، بعد توقيفه على الخفيّ منه، وعدم التوبة مما تقبل في مثله التوبة منه.
44- ï´؟ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ ï´¾ [سورة فاطر: 11].
غلب في هذه الأجيال أن يكون الموت بين الستين والسبعين فما بينهما، فهو عُمر متعارف، والمعمَّر الذي يزيد عمره على السبعين، والمنقوص عمره الذي يموت دون الستين. ولذلك كان أرجح الأقوال في تعمير المفقود عند فقهاء المالكية هو الإِبلاغ به سبعين سنة من تاريخ ولادته.
45- ï´؟ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوب ï´¾ [سورة فاطر: 35].
من فضل الله أن جعل لهم الجنة جزاء على الأعمال الصالحة؛ لأنه لو شاء لما جعل للصالحات عطاء، ولكان جزاؤها مجرد السلامة من العقاب، وكان أمر مَن لم يستحق الخلود في النار كفافاً، أي: لا عقاب ولا ثواب، فيبقى كالسوائم.
46- ï´؟ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِين ï´¾ [سورة الصافات: 113].
فيه تنبيه على أن الخبيث والطيّب لا يجري أمرهما على العِرق والعنصر، فقد يلد البَرُّ الفاجرَ والفاجرُ البرَّ، وعلى أن فساد الأعقاب لا يُعدُّ غضاضة على الآباء، وأن مناط الفضل هو خصال الذات، وما اكتسب المرء من الصالحات، وأما كرامة الآباء فتكملة للكمال، وباعث على الاتّسام بفضائل الخِلال، فكان في هذه التكملة إبطال غرور المشركين بأنهم من ذرية إبراهيم، وإنهّا مزية لكن لا يعادلها الدخول في الإِسلام وأنهم الأوْلى بالمسجد الحرام.
47- ï´؟ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُون ï´¾ [سورة الصافات: 147].
الظاهر أن الرسول إذا بُعث إلى قوم مختلطين بغيرهم أن تعمَّ رسالته جميعَ الخليط؛ لأن في تمييز البعض بالدعوة تقريراً لكفر غيرهم، ولهذا لما بعث الله موسى عليه السلام لتخليص بني إسرائيل دعا فرعون وقومه إلى نبذ عبادة الأصنام، فيحتمل أن المقدَّرين بمائة ألف هم اليهود، وأن المعطوفين بقوله ï´؟ أَوْ يَزِيدُونَ ï´¾ هم بقية سكان نينوَى. وذُكر في كتاب يونس أن دعوة يونس لمّا بلغت ملكَ نينوَى قام عن كرسيه، وخلع رداءه، ولبس مِسحاً، وأمر أهل مدينته بالتوبة والإِيمان.. الخ. ولم يذكر أن يونس دعا غير أهل نينوَى من بلاد أشور مع سعتها.
48- ï´؟ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَاب ï´¾ [سورة ص: 20].
عن أبي الأسود الدؤلي: ï´؟ فَصْلَ الْخِطَاب ï´¾ هو قولُه في خطبه: "أما بعد"، قال: وداود أول من قال ذلك. ولا أحسب هذا صحيحاً؛ لأنها كلمة عربية، ولا يعرف في كتاب داود أنه قال ما هو بمعناها في اللغة العبرية. وسميت تلك الكلمة (فصل الخطاب) عند العرب لأنها تقع بين مقدمة المقصود وبين المقصود، فالفصل فيه على المعنى الحقيقي، وهو من الوصف بالمصدر، والإِضافة حقيقية. وأول من قال "أما بعد" هو سحبان وائل خطيب العرب.
49- ï´؟ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاَّصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار ï´¾ [سورة الزمر : 4].
... فتكون ï´؟ لَوْ ï´¾ هنا هي الملقبة (لو) الصهيبية، أي: التي شرطها مفروض فرضاً على أقصى احتمال، وهي التي يُمثلون لها بالمثل المشهور: "نعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه". فكان هذا إبطالاً لما تضمنه قوله: ï´؟ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ï´¾ [سورة الزمر: 3].
50- ï´؟ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم ï´¾ [محمد: 22-23].
في الآية إشعار بأن الفساد في الأرض وقطيعة الأرحام من شعار أهل الكفر، فهما جرمان كبيران يجب على المؤمنين اجتنابهما.
51- ï´؟ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم ï´¾ [سورة التغابن: 14].
العفو: ترك المعاقبة على الذنب بعد الاستعداد لها، ولو مع توبيخ. والصفح: الإِعراض عن المذنب، أي: ترك عقابه على ذنبه دون التوبيخ. والغفر: ستر الذنب وعدم إشاعته.
52- ï´؟ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوه ï´¾ [سورة الحاقة: 32].
الذَّرع كيلُ طولِ الجسم بالذراع، وهو مقدار من الطول مقدَّر بذراع الإِنسان، وكانوا يقدرون بمقادير الأعضاء، مثل الذراع، والأصبَع، والأنملة، والقَدم، وبالأبعاد التي بين الأعضاء، مثل الشِبْر، والفِتْر، والرَّتَب - بفتح الراء والتاء-، والعَتَب، والبُصْم، والخُطوة.
53- ï´؟ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ï´¾ [سورة نوح: 22].
أي: كبيراً جداً، وهو وارد بهذه الصِّيغة في ألفاظ قليلة، مثل: طُوَّال، أي: طويل جداً، وعُجَّاب، أي: عجيب، وحُسَّان، وجُمَّال، أي: جَميل، وقُرَّاء: لكثير القراءة، ووُضَّاء، أي: وضِيء، قال عيسى بن عمر: هي لغة يمانية.
54- ï´؟ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة ï´¾ [سورة القيامة: 14].
أي: مبصر، والهاء للمبالغة... وتكون تعدية ï´؟ بَصِيرَة ï´¾ بـ ï´؟ عَلَى ï´¾ لتضمينه معنى الرقيب.
55- ï´؟ يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ï´¾ [سورة النبأ: 40].
المرء اسم للرجل، إذ هو اسم مؤنثُه امرأة. والاقتصار على المرء جَريٌ على غالب استعمال العرب في كلامهم، فالكلام خرج مخرج الغالب في التخاطب؛ لأن المرأة كانت بمعزل عن المشاركة في شؤون ما كان خارجَ البيت.
56- ï´؟ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَة ï´¾ [سورة عبس: 13].
قال الزجاج: وإنما قيل للكتاب (سِفْر) بكسرِ السين، وللكاتب (سَافر)؛ لأن معناه أنه يبيِّن الشيءَ ويوضِّحه، يقال: أسفرَ الصبح، إذا أضاء، وقاله الفراء.
57- ï´؟ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِه ï´¾ [سورة الانشقاق: 10].
أي: يُعطَى كتابه من خلفه فيأخذه بشماله؛ تحقيراً له، ويناوَلُ له من وراء ظهره إظهاراً للغضب عليه، بحيث لا ينظر مُناوِلُه كتابَه إلى وجهه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|