عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-03-2019, 09:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي التمسك بالقرآن وعد بالتمكين

التمسك بالقرآن وعد بالتمكين
د. عبد الله الأمين الشنقيطي



من تمسك بالقرآن الكريم مكن له الله تعالى في الأرض، ويسر له أسباب الاستقرار وعدم الاضطراب. قال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } ( النور: 55).
واعتبر ذلك بحال رعيل هذه الأمة الأول الذين كانوا أكثر الناس تمسكًا بالقرآن الكريم وأعظمهم اتباعًا له، كيف فتح الله تعالى عليهم البلاد وقهر لهم العباد، وأعانهم حتى تهاوت لهم عروش الجبابرة من أهل الكفر والعناد فأصبحوا بالتمسك بالقرآن الكريم سادة بعد أن كانوا مسودين، وأصبحوا قادة بعد أن كانوا مستعبدين.
وصدق الله العظيم الذي قال وقوله الحق : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( آل عمران: 26).

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول ولا يقول إلا حقًا : « إن الله تعالى ليرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين » (1) . أسأل الله تعالى أن يرفعنا به أحياء وأمواتًا ومبعوثين آمنين آمين.
من تمسك بالقرآن الكريم - وأسأل الله تعالى أن نكون منهم - أمنه الله تعالى من الخوف في نفسه وأهله، وفي عاجله وآجله.
قال تعالى: { فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (البقرة: 38). والخوف هنا نكرة في سياق النفي تعمّ (2) .
وقال تعالى عن المتمسكين بالقرآن الكريم وهم المؤمنون العاملون الصالحات { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } (النور: 55). وقال عز من قائل عليمًا : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } (الأنعام: 82).
وقال تعالى عمن استقام على القرآن الكريم متمسكًا به - أسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (الأحقاف: 13).

وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }{ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ }{ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } (فصلت: 30-32).


(1) الحديث ، أخرجه مسلم 2 / 502 .
(2) النكرة في سياق النفي من صيغ العموم ، وقد تكون نصًا فيه وقد تكون ظاهرة . انظر مذكرة الأصول للشنقيطي / 362-364 .



الكتاب : التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين
المؤلف : أ . د. عبد الله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي

منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]