الموضوع: أحكام التلبية 5
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-03-2019, 07:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام التلبية 5

أحكام التلبية 5
د.عبود بن علي بن درع


نوقش استدلالهم : بأنه استدلال باطل لأن ذلك كان تمايلاً بالحراب للتدريب على استعمال السلاح كما أبيح التبختر في الحرب وإن كان ممنوعاً في غيره[54] .
ويمكن أن يناقش أيضاً : بأن هذا قول باطل مناقض لقواعد الشرع الشريف لقوله -صلى الله عليه وسلم- : " شر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة "[55] ، والرقص والتمايل والدوران عند التلبية من الأمور المحدثة ، فإن كان التمايل مباحاً في أوقات مخصوصة ـ كما في الحديث ـ فلا يعني جوازه وإباحته أثناء التلبية واتخاذ ذلك قربة.
وهذا أيضاً ما عليه فتوى اللجنة الدائمة [56] . والتي نصها :
" هذا العمل لا نعلم له أصلاً في دين الله تعالى بل هو بدعة ومخالفة لشرع الله يجب إنكارها على من يعملها ولاسيما مع القدرة على ذلك ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "[57] .
المطلب السادس: وضع تسجيل صوتي للتلبية في ألعاب الأطفال .
الذكر يشتمل على فضائل عظيمة ، ومنافع كثيرة ، وتعود على المسلم بالخير في الدنيا والآخرة .
والمسلم مطالب بالتوفير والإجلال لكل ما فيه ذكر لله عز وجل وصونه عن العبث والإهمال.
ومن المعلوم أن هذه الألعاب من سيارات أو جمال أو غيرها ، ويسمع بداخلها صوت للتلبية الجماعية ، يستدعي الوقوف عندها للنظر في بيان الحكم منها .
أولاً :يلاحظ أن هذه الألعاب يمارسها الأطفال ، ويقومون بالعبث بها من حيث الرمي بها في الأرض والركوب عليها بالأقدام ووضعها في أماكن غير محترمة وصوت التسجيل بالتلبية مرتفع فيها .
ثانياً: هذه الألعاب تغرز في الأطفال وغيرهم أن هذه هي التلبية الشرعية وهذا مخالف لما قررته سابقاً في ثنايا هذا البحث من أن التلبية الجماعية غير مشروعة .
والذي يظهر أن المنع من بيع مثل هذه الألعاب أولى وآكد لتعظيم التلبية في النفوس وصيانة لذكر الله تعالى في هذه المواضع. قال الله تعالى{ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }[58].
وقال سبحانه { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[59].قال ابن قيم رحمه الله[60]: "تعظيم الأمر والنهي هو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي، فإن الله تعالى ذم من لا يعظمه ولا يعظم أمره ونهيه قال سبحانه { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا }[61].
المراجع
[1] كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب ص 39
[2] المرجع السابق ، ص 29 .
[3] تاريخ مدينة دمشق 53/ 101
[4] كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب ص 39 ، انظر: تاريخ اليعقوبي 1/255 .
[5] تاريخ اليعقوبي 2/255 .
[6] ذكره في مجمع الزوائد 3/223 وقال عنه " رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ".
[7] تفسير مقاتل بن سليمان ح 2 / ص382 .
[8] أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج / باب التلبية وصفتها ووقتها ص 870 ـ ح 2815/ك 15ـ ح 22 / ب3 / ح1185 .
[9] شرح النووي على صحيح مسلم ح8/ص90 .
[10] عمرو بن لحي واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر سيد خزاعة ، وهو أول من غير دين إبراهيم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه : رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار ، وقد بلغ عمرو هذا من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده في الجاهلية ، وكان قد ذهب شرفه كل مذهب فكان قوله في قومه ديناً منيعاً لا يخلف وهو الذي بحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي وسب السوائب ونصب الأصنام حول الكعبة وجاء بهبل فنصبه في جوف الكعبة فكانت قريش والعرب تستقسم بالأزلام وهو أول من غير الحنيفية دين إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام وكان أمره بمكة مطاعاً لا يعصى ، وكان قد ابتدع لقومه أشياء في الدين غير بها دين الخليل فاتبعه العرب في ذلك فضلوا بذلك ضلالاً بعيداً بيناً فظيعاً شنيعاً .
تاريخ اليعقوبي ح 1/ ص229 ، ج1/ص254 ، الأنساب ح2/ص358 سمط النجوم العوالي ح1/ص 226 ، البداية والنهاية ح2/ص188 .
[11] أخبار مكة للأزرقي ح1 / ص194 .
[12] تاريخ مدينة دمشق 35/101
[13] المرجع السابق 53/102 3 كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب ص 43 .
[15] المرجع السابق ص 44 .
[16] تاريخ اليعقوبي 1/256 .
[17] تاريخ مدينة دمشق 53/101
[18] تاريخ اليعقوبي1/256 .
[19] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/222وقال عنه : " رواه البزار والطبراني في الصغير والكبير والأوسط وفيه شرفي ابن قطامي وهو ضعيف وقال البزار بإسناده ليس بالثابت " وأخرجه الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال ح4/ص35عن شوقي بنت قطامي .. الحديث ، وذكر حديثه أيضاً الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ح 3 ص 142 /ت503 وقال شرقي بن قطامي له نحو عشرة أحاديث فيها مناكير ضعفه الساجي وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ح1/ص279/ح2282، وأيضاً أخرجه في المعجم الصغير ح1/ص110/ح157 وقال لم يروه عن شرقي إلا محمد بن زياد الكلبي ، وذكره ابن عبد البر في التمهيد ح15/ص 127 .
[20] انظر: رواية المروذي في كتاب " التعليق " للقاضي : خ / ق25 .
[21] ما بين القوسين في أ .
[22] انظر: هذه الرواية في " مسائل الإمام أحمد " رواية أبي داود ص: 124 ، وفي كتاب : " التعليق" للقاضي: خ/ق25 .
[23] انظر: رواية حمدان بن علي في كتاب " التعليق " للقاضي : خ / ق25 .
[24] انظر : كتاب : " رؤوس المسائل " للشريف أبي جعفر خ/ ص180 ، و " المستوعب" للسامري: خ: ق/292 ، و" الفروع" 3/343 ، و " الإنصاف" : 3/453 ، و " كشاف القناع" : 2/488 .
[25] انظر : كتاب : " التعليق " للقاضي : خ / ق25 ، و" المحرر " : 1/337 .
[26] أخرجه الإمام أحمد في " مسائله" رواية أبي داود ص:99 ، وأورده القاضي في كتابه" التعليق " : خ/ق25، وقال: " رواه حنبل بإسناده " . اهـ .
[27] انظر: كتاب " التعليق " للقاضي : خ/ق25 .
[28] عبارة القاضي في " التعليق " : " إسرار التطوع أولى ؛ لئلا يدخله الرياء ، والسمعة على من لا يشاركه في فعل تلك العبادة، ولهذا استحب الإسرار بصدقة التطوع " ، وصلاة التطوع.ويفارق هذا: الصحارى ، والبراري ؛ لإن إظهاره مع من يشاركه " . اهـ .
[29] انظر : كتاب " التعليق " : خ/ق25 ، وكتاب رؤوس المسائل " للشريف أبي جعفر : خ/ ص 180 .
[30] أخرجه ابن ماجه في " سننه " ، في كتاب المساجد ، باب ما يكره في المساجد : 1/247 ، = ح750 وإسناده ضعيف ، مجمع الزوائد 1/25 ، وفتح الباري 1/561 .
[31] انظر كتاب : " التعليق " : للقاضي خ/ ق25 ، و " رؤوس المسائل " لأبي جعفر: خ/ ص 180 . و" المغني": 3/292 ، و"الفروع" : 3/344 ، و " كشاف القناع" : 2/488 .
[32] شرح العمدة ، ص 516 ـ 518 بتصرف .
[33] الأم ج2/ص 156
[34] التمهيد ج17/ ص 240 .
[35] المغني ج3 / ص 157 .
[36] شرح النووي على صحيح مسلم ج8 / ص 232 .
[37] دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها ص 28 .
[38] انظر : الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع . د / محمد الخميس ، ص52 وما بعدها .
[39] انظر : فقه العبادات ، ص 343 .
[40] التمايل : يقال تمايل في مشيته تمايلاً ، واستمال : اكتال بالكفين أو بالذراعين ، فالتمايل : التحرك يميناً وشمالاً أو من أمام وخلف ينظر : القاموس المحيط ص 1369 ، و لسان العرب 13/235 .
[41] نقل الاتفاق : ابن حجر عن القرطبي كما في فتح الباري 2/442 ، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى11/531 .
[42] المصلصلات : جمع صلصلة ، من صلل يصلصل صليلاً ومصلصلاً ، وصلصلة اللجام : صوته إذا ضوعف فالدفوف المصلصلات : إذا رجعت أصواتها وضوعفت ينظر لسان العرب 7/392 .
[43] مجموع الفتاوى 11/531 ، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 76 .
[44] الزفن : زفن يزفن زفناً : اللعب والدفع وهو شبه بالرقص . ينظر : لسان العرب 6/58 .
[45] الاعتصام 2/355 .
[46] سورة الأعراف ، الآية : [ 171 ] .
[47] الكشاف 2/175 .
[48] البحر المحيط 4/ 420 .
[49] أخرجه أبو داود في سننه 4/314 كتاب : اللباس ، باب : في لبس الشهرة ، والإمام أحمد في مسنده 2/50 ، 92 ، وابن أبي شيبة في المصنف 7/150 ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : " سنده حسن " ، وقال الشيخ الألباني في إرواءالغليل 5/ 105 : " إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير ابن ثور ففيه خلاف " ؟
[50] الاعتصام 2/348ـ 349 فقد قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ " ولا كان المتقدمون أيضاً يعدون الغناء جزءاً من أجزاء طريقة التعبد وطلب رقة النفوس وخشوع القلب حتى يقصدوه قصداً ويتعمدوا الليالي الفاضلة فيجتمعوا لأجل الذكر الجهري والشطح والرقص وضرب الأقدام على وزن إيقاع الكف " ، وينظر كلام شيخ الإسلام السابق ص 209 .
[51] إحياء علوم الدين 2/388 .
[52] أخرجه البخاري حديث رقم 454 كتاب : الصلاة ، باب : أصحاب الحراب في المسجد ، ومسلم حديث رقم 2061 كتاب : العيدين ، باب : الرخصة في اللعب يوم العيد .
[53] أخرجه البخاري حديث رقم 454 كتاب :الصلاة : باب أصحاب الحراب في المسجد ، ومسلم حديث رقم 2062 كتاب العيدين ، باب : الحراب والدرق يوم العيد .
[54] فتح الباري شرح صحيح البخاري 2/445 .
[55] أخرجه مسلم حديث رقم 2002 كتاب: الجمعة : باب : خطبته -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة.
[56] فتاوى اللجنة الدائمة 0 2/372 فتوى رقم 3232 .
[57] أخرجه البخاري معلقاً حديث رقم 2697 كتاب: الاعتصام ، باب: إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ خلاف
[58] سورة الحج . الآية 32 .
[59] سورة الحج . الآية 30 .
[60] الوابل الصيب ، ص 17 .
[61] سورة نوح ، الآية : 13 .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]