عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 24-02-2019, 08:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية

لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية (5)



محمد رضوان الذهبي




كان العمل في إدارة الموارد البشرية بالنسبة لي ممتعًا بقدر كونه شاقًّا؛ لصعوبة التعامل مع أنماطٍ مختلفةٍ من الناس والموظفين على كافة المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية.



وحيثما كنت أعمل كنت أصادقُ بشكلٍ خاصٍّ الموظفَ المسؤول عن المعلوماتية والشبكات؛ لوجود رابطٍ قويٍّ بين عملي وتنظيمِ هذا العمل حاسوبيًّا.



وفي إحدى الشركات التي عملتُ بها، تعرفتُ منذ اليومِ الأولِ على رئيسِ قسمِ المعلوماتية والشبكات وكان اسمُه "زياد".



لم تمضِ أيامٌ معدودةٌ حتى توطدتِ العلاقةُ فيما بيننا بشكلٍ قويٍّ ورائعٍ؛ فقد كان "زياد" شابًّا طموحًا وذكيًّا وماهرًا في عمله، وأنا أحب الأشخاصَ الذين تجتمع فيهم هذه الصفات.



وبحُكم كوني رئيسًا لقسم الموارد البشرية في ذلك الوقت؛ فقد كانت مهمة إعدادِ وتنظيمِ برامج التدريب والتعليم من ضمنِ واجباتي في العمل.



كان "زياد" الموظفَ الأوفرَ حظًّا في عملية التدريبِ والتعليمِ؛ لأن مجال المعلوماتية سريعُ التطور، ولا بد لمن يعمل فيه مِن مُواكبة هذا التطور.



وبالفعل استطاع "زياد" نيلَ شهادةِ الشبكات mcse من شركة مايكروسوفت، كما حصلَ على شهاداتٍ أخرى كثيرةٍ في البرمجة وصيانةِ الحواسب وغيرها.



وعلى الرَّغم من ذلك فقد كنت دائمًا ما أشعر بغصةٍ تجتاحُ صديقي كلما حصل على شهادةٍ جديدةٍ في المعلوماتية أو غيرها.



في يومٍ من الأيام بُحت له بشعوري ذاك، وسألتُه عن سبب غصته ونظرةِ الحزن التي كان يحاول إخفاءها جاهدًا.



ولأنه كان شابًّا كتومًا فقد وجدتُ صعوبةً في استنطاقه عن قصته التي قصَّها عليَّ؛ فقد كان "زياد" يدْرس المعلوماتيةَ في معهدٍ تقني، وفي نهاية سنته الدراسية الثانية نالَ الدرجةَ الأولى، ووفقًا للقوانين المعمول بها ونتيجةً لنَيله هذه الدرجةَ فقد فاز بمنحةِ إمكانية التسجيل في الجامعة، وهو ما كان يطمح إليه ويجتهدُ في الدراسة لبلوغه.




وعندما تقدم "زياد" إلى الجامعةِ للتسجيلِ كانت صدمتُه التي خطَّتْ في نفسه جرحًا لم يبرأ منه أبدًا، فقد عرف أنه لن يستفيدَ من المنحةِ التي فازَ بها بجهده وعمله، لأن شابًّا آخرَ حصلَ على مكانه في مقاعدِ الجامعة بحُكم الوساطة التي يعرفُها؛ حيث كانت المقاعدُ المخصصةُ لطلابِ معهدِ المعلوماتية الأوائلِ ثلاثةَ مقاعد فقط.. وجميعُها أصبحت مشغولةً بأصحابها، ورغم أنه تقدم بطلب اعتراض لأكثر من مرة فإن طلبه كان يبوء بالرفض في كل مرةٍ؛ لأن الشاب الآخر كان يدفع واسطته لرفضِ هذا الاعتراض.



أنهى "زياد" رواية قصته وفي عينهِ دمعةٌ تأبى السقوط على وجنته لئلا تُحطِّم كبرياءَه.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ولي من أمر المسلمين شيئًا، فأمَّر عليهم أحدًا محاباةً، فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً؛ حتى يدخله جهنم))؛ أخرجه الإمام أحمد والحاكم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]