ومن مكائد الشيطان لإهلاك المعالج بالقرأن ( الراقى ) هو اتباع الهوى في أمور كثيرة ... ، منها على سبيل المثال الحكم على غيره من الرقاه بأن فلان هذا على حق وهذا على ضلال ، هذه طريقة صحيحة في العلاج ، وتلك سيئة .. الخ ، يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، متبعا لأهواءه الشخصية غير متبع الحق فيُضل الناس ويقترف من الذنوب والآثام وهو لا يشعر .
وقال تعالى : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) ( سورة ص :26 )
لابد من التجرد الكامل واتباع الحق وعدم اتباع الهوى وتقوى الله ومراقبة الله في السر والعلن .. فالدنيا فانية وزائلة ولا يبقى إلا ما قدمه الإنسان لنفسه .
قال تعالى : ( ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) (الحج 10 )
فتنة
التوكل على غير الله
والإعتماد على الأسباب
تعريف السبب لغة :
الحبل، ويطلق على (كل شيء يتوصل به إلى غيره) استعير من الحبل الذي يتوصل به إلى الماء .1
وفي الاصطلاح هو: الأمور التي يفعلها الإنسان ليحصل له ما يريده من مطلوب، أو يندفع عنه ما يخشاه من مرهوب في الدنيا أو في الآخرة .
فمن الأسباب في أمور الدنيا : البيع والشراء أو العمل في وظيفة ليحصل على المال، ومنها : أن يستشفع بذي جاه عند السلطان ليسلم من عقوبة دنيوية، أو ليدفع عنه ظلماً، أو لتحصل له منفعة دنيوية كوظيفة أو مال أو غيرهما، ومنها: أن يذهب إلى طبيب ليعالجه من مرض، ونحو ذلك .
ومن الأسباب في أمور الآخرة : فعل العبادات رجاء ثواب الله تعالى والنجاة من عذابه
، ومنها : أن يطلب من غيره أن يدعو الله له بالفوز بالجنة والنجاة من النار، ونحو ذلك.
والذي ينبغي للمسلم في هذا الباب هو أن يستعمل الأسباب المشروعة التي ثبت نفعها بالشرع أو بالتجربة الصحيحة، مع توكله على الله تعالى، واعتقاد أن هذا الأمر إنما هو مجرد سبب، وأنه لا أثر له إلا بمشيئة الله تعالى، إن شاء نفع بهذا السبب، وإن شاء أبطل أثره
أما إن اعتمد الإنسان على السبب فقد وقع في الشرك، لكن إن اعتمد عليه اعتماداً كلياً، مع اعتقاد أنه ينفعه من دون الله فقد وقع في الشرك الأكبر، وإن اعتمد على السبب مع اعتقاده أن الله هو النافع الضار فقد وقع في الشرك الأصغر، فالمؤمن مأمور بفعل السبب مع التوكل على مسبب الأسباب جل وعلا .
وعليه فإن ترك الأسباب واعتقاد أن الشرع أمر بتركها، وأنها لا نفع فيها كذب على الشرع، ومخالفة لما أمر الله به وأجمع عليه العلم، ومخالفة لمقتضى العقل.
ولهذا قال بعض أهل العلم
الإعتماد على الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد ، والعقل ، والشرع ))
وقد ذكر أهل العلم أنّ الرّقية الشّرعية لا تؤثّر بذاتها بل بتقدير الله سبحانه وتعالى .
شروط الرقية كما ذكرها أهل العلم :
(1) أن تكون الرّقية الشّرعية بكلام الله سبحانه وتعالى، أو بأسمائه، أو صفاته، أو ما هو مأثور عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم .
(2)أن تكون باللسان العربي، وهذا شرط عند ابن تيمية، وأن تكون ممّا يعرف معناه، لأنّ كلّ اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلاً عن أن يدعو به، حتى وإن عرف معناه، وذلك لأنّه يكره الدّعاء بغير اللغة العربيّة، ويرخص ذلك لمن كان لا يحسن نطق اللغة العربيّة، فأمّا جعل الألفاظ الأعجمية شعاراً فليس من دين الإسلام.
(3) أن يعتقد المسلم أنّ الرّقية الشّرعية لا تؤثّر بذاتها بل بتقدير الله سبحانه وتعالى
الإعتقاد في الجن من دون الله
ومن صور التوكل على غير الله الإستعانة بالجن والإعتماد عليهم والإعتقاد فيهم بأنهم ينفعون أو يضرون ، والشيطان يُلبٍس عليهم فيقولون نتوكل على الله وأن الجن المسلم مجرد سبب والأمر عكس ذلك فيقعون في الشرك وهم لا يشعرون والعياذ بالله .
قصة موسى عليه السلام وشجرة الشفاء
وقد ذكرالأمام ابن القيم رحمه الله سبعة مداخل يدخل بها الشيطان على الإنسان ليضله ، وليغويه منها : ( تسليط الناس )
فإنه يسعى إلى تسليط الناس عليك،فتسمع هذا يقول عنك دجال، وذاك يقول عنك ساحر،وبعضهم يقول لا يوجد مس ولا سحر ولا جن يدخل جسم الإنسان ، وبعضهم يقول وآخرون يستهزئون ... الخ ، ولا حل لهذا الباب إلا بالتمسك بالحق والصبر واستشعار الأجر من الله ، فأنت على ثغر من ثغور الإسلام تحارب السحرة اللئام ، فأنت عونا لإخوانك من المرضى المبتليين من المس والسحروالعين .