فتنة :
المال والشهرة وحب الدنيا
ومن مكائد الشيطان لإهلاك المعالج بالقرأن هو جعل نيته من الرقية جمع المال وحب الدنيا والشهرة بدلا من نفع الناس ودعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى، ولا حرج في أخذ الأجر على الرقية فهناك الكثير من الأدلة على مشروعية ذلك نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
روى البخاري (2276) ،ومسلم (2201) – واللفظ له - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه : " أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا فِي سَفَرٍ ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ فَقَالُوا لَهُمْ : هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ ؟ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ ،فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : نَعَمْ، فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ الرَّجلُ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ : حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَارَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ : ( وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ) ؟ ، ثُمَّ قَالَ : ( خُذُوا مِنْهُمْ وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ ).
قال النووي رحمه الله:
" هَذَا تَصْرِيح بِجَوَازِ أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى الرُّقْيَة بِالْفَاتِحَةِ وَالذِّكْر ، وَأَنَّهَا حَلَال لَا كَرَاهَة فِيهَا
انتهى من " شرح صحيح مسلم " للنووي (188/14)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(لَابَأْسَ بِجَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الرُّقْيَةِ ،وَنَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ )
انتهى من " الفتاوى الكبرى (408/5)"
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
( لاحرج في أخذ الأجرة على رقية المريض " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (19/339)
فأخذ الأجر على الرقية جائز شرعا ، ولكن ليس معناه جعل الرقية بابا من أبواب جمع المال من الناس وابتزازهم والنصب عليهم ولا حول ولا قوة الا بالله ، وعلى الراقي أن يعلم أن الرزق بيد الله مُقدر ومكتوب.
قصة من كتاب تلبيس إبليس (لإبن الجوزي)
عن الحسن البصري قال " كانت شجرة تُعبد من دون الله فجاء إليها رجل فقال :
لأقطعن هذه الشجرة !
فجاء ليقطعها غضباً لله فلقيه الشيطان في صورة إنسان ، فقال : ما تريد ؟
قال: أريد ان أقطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله ..
قال إذا أنت لم تعبدها فما يضرك بمن عبدها ؟
قال الرجل : لأقطعنها غضباً لله، فتشاجرا وتماسكا و تصارعا ، فغلب الرجل الشيطان وصرعه ..
فقال الشيطان : هل لك يا رجل فيما هو خير لك ؟
فقال الرجل: ماهو خيراً لي من قطع هذه الشجرة.
فقال الشيطان: لا تقطعها و لك ديناران كل يوم إذا أصبحت من نومك تجدها عند وسادتك، قال الرجل: فمن لي بذلك ؟
قال الشيطان: أنا لك ، فرجع الرجل الى بيته فأصبح فوجد دينارين عند وسادته !
ففرح بها ثم أصبح في اليوم التالي فلم يجد شيئاً عند وسادته !
فقام الرجل غضبا ليقطع الشجرة فتمثل له الشيطان في صورة إنسان !
وقال للرجل : ماتريد ؟
قال الرجل: أريد قطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله تعالى .
قال الشيطان: كذبت يارجل مالك إلى ذلك من سبيل .
فذهب الرجل ليقطع الشجرة فتماسكا الرجل والشيطان متنازعين
فغلب الشيطان الرجل و صرعه بالأرض و خنقه حتى كاد أن يقتله ثم قال له :
أتدرى من أنا ؟ قال الرجل لا فقال له : أنا الشيطان !
وأنت جئت أول مرة غضبا لله فلم يكن لي عليك سبيل، فخدعتك بالدينار فلم تقم بقطع الشجرة فلما جئت الي اليوم غضبا للدينارين سُلطت عليك ..
- إخلاص النية لله سببا في عون الله وحفظه ونصره وتوفيقه
- فساد النية من مداخل الشيطان و تسلطه على العبد
- الحرص و الطمع والميل و تغليب الدنيا على مقاصد الشرع باب واسع للمفاسد و الهزائم
ومن مكائد الشيطان لإهلاك المعالج بالقرأن هو زرع الحقد والحسد في قلب الراقي لإخوانه من الرقاه على ما أتاهم الله من الفضل والعلم والتمكين في الأرض ، فيشكك في فلان ويقدح في عمل فلان كرها وحسدا ، ونسى أن هذا الفضل من الله وإنما الأعمال بالنيات .
قال تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِه ِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمً ) (النساء 54 )
وقال تعالى : ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الجمعة 4 )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) (رواه مسلم )
فيجب على الراقي أن يتعاون مع إخوانه من الرقاه على حرب السحرة والشيطان وليس حرب أهل القرأن .
جاري تنزيل باقي الموضوع