هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ}
ما جاء في قول الله عز وجل :
{هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور} ،
{وجاء ربك والملك صفا صفا} .
عن أبي العالية ، في قوله تعالى :
{هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة}
الملائكة يجيئون في ظلل من الغمام ، والله عز وجل يجيء فيما يشاء ، وهي في بعض القراءة :
{هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام}
{ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} .
فصح بهذا التفسير أن الغمام إنما هو مكان الملائكة ومركبهم
- ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَخِيرُ ،
مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟
مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟
وسمع أبا هريرة ، رضي الله عنه يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ينزل الله إلى السماء الدنيا لشطر الليل ـ أو لثلث الليل ـ الأخير فيقول :
من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ؟
: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى يَمْضِيَ ثُلُثَا اللَّيْلِ ثُمَّ يَهْبِطُ ، فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟
هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ مِنْ ذَنْبٍ ؟
حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ؟
يعني التاركين الدخول في السلم ،
يراد به هنا الجحد ، أي ما ينتظرون :
{إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} } .
تأتيهم الملائكة في ظلل من الغمام ، ويأتيهم الله فيما شاء. .
: هذا من المكتوم الذي لا يفسر.
وقد سكت بعضهم عن تأويلها ، وتأولها بعضهم كما ذكرنا.
الفاء بمعنى الباء ، أي يأتيهم بظلل ، ومنه الحديث :
-أي بصورة امتحانا لهم ولا يجوز أن يحمل هذا وما أشبهه مما جاء في القرآن والخبر على وجه الانتقال والحركة والزوال ،
لأن ذلك من صفات الأجرام والأجسام
، تعالى الله الكبير المتعال
، ذو الجلال والإكرام عن مماثلة الأجسام علوا كبيرا.
سمي بذلك لأنه يغم ، أي يستر ،
سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني في النزول ـ فقلت له
هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف فيها
سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه فقالوا :
أمروها كما جاءت بلا كيفية
- ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ :
تَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ ،
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَاحْذَرُوهُمْ.
و- ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَجَزَاؤُهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ ،
وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاؤُهُ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ ،
وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ،
وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ،
وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ،
وَمَنْ لَقِيَنِي بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا ، جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً
وَقَدْ قِيلَ فِي مَعْنَاهُ :
إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ بِمَا بِهِ تَعَبَدْتُهُ ،
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بِمَا لَهُ عَلَيْهِ وَعَدْتُهُ
وَهَكَذَا الْقَوْلُ فِي الْهَرْوَلَةِ ،
إِنَّمَا يُخْبِرُ عَنْ سُرْعَةِ الْقَبُولِ ،
، وَدَرَجَةِ الْوُصُولِ ،
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين
انشرها فى كل موقع ولكل من تحب