
11-02-2017, 09:38 AM
|
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة :
|
|
📌من صانع للأقفال إلى معلم للأجيال📌
📌من صانع للأقفال إلى معلم للأجيال 📌
كان أبو بكر عبد الله بن أحمد يعمل في صناعة الأقفال، فسمع ذات يومٍ أن أحد العلماء صنع قفلًا ومفتاحًا وزنه دانق واحد [الدانق من الأوزان: وهو مقدار لما يعادل وزن ثمان حبات من حب الشعير؛ والمقصود أنه صغير جدًّا]، ورأى شدة إعجاب الناس به، فصنع قفلًا مع مفتاحه وزنه طسّوج [ربع الدانق]، وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر،
فقال يومًا لبعض مَن يأنس إليه: ألا ترى كلَّ شيء يفتقر إلى الحظ؟ عمل الشاشي قفلًا وزنه دانق وذاع صيته في البلاد، وعملت أنا قفلًا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد!
فقال له: إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال.
فرغب في العلم مع أنه قد بلغ أربعين سنة، فذهب إلى شيخٍ من أهل بلده وعرّفه رغبته فيما رغب فيه، فلقّنه أول كتاب المزني، وهو: "هذا كتاب اختصرته.."، فصعد إلى سطح بيته وكرر هذه الألفاظ الثلاث من العشاء إلى أن طلع الفجر، فحملته عينه فنام، ثم انتبه وقد نسيها، فضاق صدره وقال: ماذا أقول للشيخ؟
وخرج من بيته فقالت له امرأة من جيرانه: يا أبا بكر، لقد أسهرتنا البارحة في قولك: هذا كتاب اختصرته، فعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه، فقال له: لا يصدَّنَّك هذا عن العلم، فإنك إذا لازمت الحفظ والعلم صار لك عادة، فجدَّ ولازم طلب العلم، حتى صار من كبار فقهاء الشافعية، وله مؤلفات وتلاميذ، واشتهر بالإمام القَفَّال.
المراجع:
«سير أعلام النبلاء» للذهبي.
«معجم البلدان» لياقوت الحموي.
|