[abdelmalik]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المفارقات العجيبة انه رغم الكره الشديد لابن تيمية من قبل الروحانيين خاصة المتصوفة منهم، وحتى في حالة ان لم يكرهوه على الاقل انهم يفضلون عليه اشهر الزناقة عندهم كابن عربي وغيره، رغم مشاعرهم السلبية نحوه فانهم قد يستشهدون بكلامه ان اقتضت الضرورة ذلك، مثلا فيما يتعلق بالتعامل مع الجن، نحن نعلم بان اكثر من يتعامل مع الجن هم المتصوفة، زاعمين بانهم جن مسلم، وهم يبررون كلامهم بمبررات واهية ولو تطلب الامر الاستشهاد بكلام عدوهم اللدود ابن تيمية لغرض في انفسهم، وذلك فيما تعلق بجواز التعامل مع الجن، وللاسف ابن تيمية اخطا كثيرا في المسالة، ولا ادري كيف ان عالما مثله وقع في الخطا، فنحن لا نقدس اشخاصا مثلكم ايها المتصوفة، صحيح ان ابن تيمية عالم كبيرا لكنه يظل بشرا كانت لديه اخطاء وهفوات وفتاوى خاطئة، فلا معصوم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اما انتم فتعتبرون كلام مشايخكم كانه وحي الهي لا يجب الاعتراض عليه، صحيح انني اتعصب لابن تيمية عندما اناقش صوفيا لانني اعرف مقصده من وراء الطعن في ابن تيمية، عكس ان ناقشت رجلا من اهل السنة والجماعة، ان انتقد ابن تيمية فانني اعرف حسن نيته، المهم كما قلت ابن تيمية لم يكن موفقا في اجازة التعامل مع الجن لاسباب منها التي ذكرتها في اجزاء هذه السلسلة، لان الجن من عادتهم الكذب، قد يدعي الجني انه مسلم وانه صالح وتراه امام عينيك وهو يصلي ويكثر من الاذكار ومن تلاوة القرآن، بل حتى ان كان صادقا معك في البداية ويعترف بكفره لكنه قد يزعم انه تاب واصبح مسلما، فلا امان في الجن، بل حتى ان كان مسلما لكنه ليس فقيهافي الدين بمعنى انه قد يجعلك ترتكب بدعا ظنا منه بانه يساعدك ويقربك اكثر من الله، وغالبا الجن التي تظهر للمتصوفة هم في الحقيقة شياطين، قد تقولون لي من انت حتى تعترض على كلام ابن تيمية، اولا المنطق لا يؤيد صحة كلام ابن تيمية في جواز التعامل مع الجن وان زعم انه مسلم او كان فعلا كذلك، ثانيا اهل العلم خطاوا ابن تيمية في المسالة، وهذا ما اشار اليه راقي مغربي الذي ذكرت اسمه سابقا وهو المسمى محمد السوسي

والذي قلت عنه بانه انسان رزين، فليس الرقاة من اهل السنة والجماعة ايها الكذبة الدجالون هم كما تصورونهم جهلة احلاس شهوات ويستغلون اعراض النساء، صحيح ما اكثر الرقاة الذين هم كذلك لكن لا تضعوا البيض في سلة واحدة، كم من رقاة هم من اعقل الناس واكثرهم صلاحا، والدليل ان الراقي المغربي محمد السوسي رجل عاقل كلامه ينم عن حكمة وبصيرة، اليكم ما قاله في مقطع بعنوان

كيف يكون لك خدام من الجن ! كيف تستعين بالجن! كيف تخدمك الجن! كيف تساعدك الجن!
كيف تحصل على الجن !

على الرابط

http://media.masr.me/1r-e9MbEEo8

من يقرا عنوانه قد يتبادر الى ذهنه بان الراقي المغربي يعلم الناس كيفية استدعاء واستجلاب الجن والشياطين، حاشا لله كيف لراق فاضل مثل محمد السوسي ان يفعل ذلك، بالعكس فهو يدحض ويفند الاستعانة بالجن ويؤكد على كون ابن تيمية اخطا في رايه وقد اتى بقصة حقيقية تؤكد خطر الاستعانة بالجن في العلاج ونحوه، فصحيح انه ربما الجن لن يجعلك كافرا، واحتمال الا يؤثر تعاملك معهم على عبوديتك، بان تظل مثلا تعبد الله مثلما كنت تعبده قبل الاستعانة بالجن، لكن اكيد سيؤثر على توكلك على الله وتقربك اليه، وهذا ما يريده الجني (الشيطان) وطبعا شيئا فشيئا قد تجد نفسك تتخلى عن تلك العبادات وربما تصبح كافرا او حتى زنديقا كما حصل لاغلب شيوخ المتصوفة الذين ارتقوا منهم في الروحانيات. انصحكم بان تستمعوا لكلام الراقي المغربي فكلامه قيم يستحق الاهتمام، ويفضح حقيقية مكر الجن والتلاعب بالمغفلين، اليكم مقتطفات من كلامه ولاحظوا كيف انه يؤكد صحة ما شرحته لكم طيلة الردود السابقة، تفضلوا قبسات من كلامه وهو يتحدث عن تجربة لانه راقي :


(....) وجدنا انها شياطين تمثل دور الاسلام والايمان والتقوى والورع وتمثل انها تشهد وتتوب وكل هذه الامور تمثيليات في تمثيليات (.....) احد الدعاة واحد الرقاة معروف بالعلم الشرعي وبالدعوة الى الله، وبحسن الخلق، وهدى الله عز وجل على يده كثيرا من الناس كما يحكى عليه، يمارس الرقية الشرعية، فصادف ذات مرة شيطانا مثل عليه دور الاسلام والايمان، بل مثل عليه انه من علماء الجن فيتدارس معه العلم، خدع الشيطان كثيرة جدا، فاحذر حبيبي في الله، احذر ايها الراقي، احذر يا مسلم بشكل عام. فمثل عليه دور العالم فيناقشه في العلم ويتدارس معه العلم حتى يطمئن له هذا الراقي، ثم عرض عليه الشيطان ان يعينه في العلاج، اي ان يكفيه ان استعصى عليه امر او حالة من الحالات ان يناديه ثم يحضر ثم يساعده في اخراج الشيطان او ابطال السحر الى غير ذلك (....) خدعه طبعا وقبل الاستعانة وادرج الامر في باب الاستعانة بالجن في امور الخير كما نص على ذلك شيخ الاسلام (ابن تيمية) ولكنه اخطا في في هذا الباب كما خطأه اهل العلم، يعني هذا الباب اخطا فيه شيخ الاسلام ابن تيمية يعني الاستعانة بالجن في الخير جائز، هذا ما قاله شيخ الاسلام (....) فعاد الراقي الى رشده واستغفر ربه

ذلك الراقي الذي خدعه الشيطان اصبح توكله على ذلك الجني (الشيطان) اكثر من توكله على الله، ولولا ان الله قيض له رجلا صالحا نصحه ونبهه لربما تطور الامر الى ان يترك العقيدة والاسلام نهائيا شيئا فشيئا، لهذا ايقضه ذلك الرجل بفضل الله فعاد الى رشده وعرف خطاه وكيف خدعه ذلك الشيطان الذي مثل عليه دور جني صالح من العلماء والفقهاء. ولاحظوا كيف ان القصة تؤكد ما ذكرته طيلة الاجزاء السابقة وهذا الموضوع بامكانية الشيطان في علاج الامراض المستعصية، المهم التفاصيل موجودة في مقطع الراقي المغربي.