بعد ان قدمت دليلين اضافيين على امكانية تجسد الشيطان بصورة بشرية شبيهة
تماما بصورة اشخاص تعرفهم في الواقع، وهما الشيطان الذي ظهر لابن عربي
في صورة الصوفي عبد الرحمن السلمي والشيطان الذي ظهر للناس في صورة
طبق الاصل من ابن تيمية، ساضيف دليلا ثالثا من نفس الكتاب اعلاه، اي كتاب
"الشيطان" لمنصور عبد الحكيم، ففما قاله المؤلف في نفس الكتاب :
عن التابعي مجاهد رحمه الله قال : كان الشيطان لا يزال يتزيا لي في صورة
ابن عباس رضي الله عنهما اذا قمت الى الصلاة. فجعلت عندي سكينا، فتزيا
لي فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة، فلم اره بعد ذلك
وكان مجاهد رحمه الله من تلاميذ الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما،
وبعد وفاته كان الشيطان يظهر له في صورته لفتنته في الصلاة، ولان التابعي فقيه
وعابد فلم تنطل تلك الخدعة عليه
فلاحظوا الفرق بين التابعي مجاهد الذي اثبت بانه شخص ذكي، وبين الغبي
الجاهل ابن عربي الذي اعتقد بان ذلك الشيطان الذي ظهر له بانه الصوفي
عبد الرحمن السلمي، فبالله عليكم ايها المتصوفة ان تتوقفوا عن تقديس
شخص منافق مدعي كاذب جاهل غبي مثل ابن عربي، ولاحظوا ما قاله
مؤلف الكتاب :
لان التابعي مجاهد فقيه وعابد فلم تنطل تلك الخدعة عليه
فالعبودية وحدها غير كافية للتمييز بين الحق والباطل، بين الضلال والمنهج القويم،
وانما الفقة اهم، فكم من عابد اظله الشيطان وخدعه، لكنه من الصعب على الشيطان
ان تنطلي حيلته على شخص فقيه.
ارجو ان تركزوا على ما قاله التابعي مجاهد :
فجعلت عندي سكينا، فتزيا لي فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة،
فلم اره بعد ذلك
مما يعني ان الشيطان ظهر على صورة بشرية تماما، حتى ان الطعنة اثرت
فيه، بمعنى انه تالم منها وربما خرج الدم منه، واحتمال ان الشيطان اختفى
قبل ان يخرج منه الدم ويسيل لانه بعد ان اصبح بشريا صار يسير عليه نفس
الحكم الذي يسير على البشر، وكما قلت في الجزء الرابع، عندما يتجسد الشيطان
ان مكنك الله منه قبل ان يتحول لحقيقته ويصبح جنيا كما خلقه الله، فانه طالما
انه متجسد ان قتلته فانه سيموت فورا، لهذا بعد ان جرح التابعي مجاهد ذلك
الشيطان اختفى للابد اولا لانه كشف امره، ثانيا من خوفه من التابعي، لان
الشيطان جبان ذليل امام عباد الله الصالحين، فهو لا يفرد عضلاته ويصبح
شجاعا وقويا الا مع امثالنا نحن المقصرين
اما بخصوص كلام التابعي مجاهد :
فطعنته فوقع وله وجبة
يؤكد بان الشيطان ظهر بشكل بشري مادي ملموس،
والا لما قام التابعي بتوجيه طعنة له
في أمان الله