قبل اقل من شهر قمت بشراء مجموعة من الكتب الجديدة، كتاب عن ابن عربي،
كتابين عن ابن سينا، كتابين عن الفارابي، كتاب يجمع ثلة من الفلاسفة والمفكرين
المسلمين منهم الثلاثة المذكورين والكندي وغيرهم، علاوة على كتب اخرى
قمت بشرائها. المهم اليكم نفس النسختين من الكتابين الذين املكهما وكلامها
من تاليف مجدي كامل
تفضلوا مقتطفات مما جاء في الكتاب الاول المتعلق بالفارابي
نظرية الفيض عند الفارابي اجابة على كيفية صدور الموجودات من السبب الاول، اي كيفية صدور العالم عن الله
(....) وخلاصة القول، ان علاقة الله بالعالم في نظر الفارابي، هي ان الله هو السبب الاول الذي يصدر عنه العقل الاول، والعقول التي تليه، تنتهي الى العقل الفعال (....)
ويشرح مفهومه للوحدانية بان الله "واحد لافرق بين ذاته وعقله ...(...) وهو نفس المفهوم الذي نجده عند ابن سينا الذي يرى انه تعالى " هو الوجود المحض والخير المحض، والعلم المحض ...(....)
وبعدها يعلن الفارابي ان الذي صدر عن الله مباشرة هو واحد اسماه بالعقل الاول، او المبدع الاول، وعنه صدر العقل الثاني، وصدر عن الثاني عقل ثالث، وهكذا الى العقل العاشر، واهب الصور وهو الذي صدر عنه العالم السفلي عالمنا الارضي. وبهذا التحليل ملا الفارابي الفراغ او العدم الذي سبق الكون بهذه العقول العشرة التي جعلها واسطة بين الله والعالم (....)
اما كيفية صدور هذه العقول عن الله فانه (.....) فبعلمه لذاته فاض عنه العقل الاول الذي يشتمل على نوعين من الكثرة (....) والعقل العاشر، هو الذي يتحكم في عالم الارض عالم العناصر الاربعة.
كلمة "الواحد" المرتبطة بوحدة الوجود، وهي نفسها كلمة "الواحد" في الكابالا خاصة شجرة الحياة، فالكاباليين واضعي شجرة الحياة يطلقون على الله ب "الواحد" لكن ليس بمفهوم الله عند المسلمين، لان الله (اي الواحد) عند الكاباليين هو الكون تماما كما عند الهندوس. وانه ايضا ابن سينا يعتبر مجرد ببغاء، فانه استعمل عبارة (الخير المحض) وعبارة الخير المحض او الخير المطلق اصلها من الكابالا اليهودية، فكما يسعى المتصوفة اليهود لبلوغ الخير المطلق، بدورهم المتصوفة المسلمين يسعون لبلوغ الخير المطلق، وساشرح لاحقا معنى العبارة.
الفارابي بدل ان يقول صراحة بان الله (الواحد) افيضت او صدرت عنه التجليات او الفيوضات العشرة استبدل كلمة سفيروثات (جمع سفيروث) كما في مفهوم الكاباليين بكلمة (العقل)، اليكم صورة العقول العشرة التي قصدها الفارابي
ولاحظوا كيف انه تم تكرار كلمة "صدر" في الكتاب، وكلمة الصدور هي نفسها الفيض، فصدر بمعنى فاض، كلمة الفيض في الفرنسية هي emanation، واليكم الدليل على ان كلمة "صدر" مرتبطة بالفيض من خلال ما جاء في معجم المنهل الذي املكه لترجمة كلمة emanation :
emanation : انبثاق، صدور، تصاعد، تصعد، انبعاث، تشعع
وترجمة فعل emaner
emaner : فاح، تضوع، انبعث، صدرعن
emaner de Dieu : فاض عن الله
والكاباليين يقولون بان السفيروثات العشرة فاضت عن الله (الواحد)، وهي نفس فكرة الفارابي بان العقول العشرة فاضت عن الله (الواحد)
الخلاصة انه لا يوجد ما يسمى بنظرية الفيض عند الفارابي، وانما تلك النظرية تعود جذورها للكابالا اليهودية، ومن ثم اخذها الفلاسفة اليونانيين وعلى راسهم افلوطين الذي يعتبر من ابرز من اسس لما يسمى بالافلاطونية الجديدة، حتى عبارة "السبب الاول" "العقل الاول" و"العدم" و"الكثرة" التي سرقها المتصوفة المسلمين، كل تلك العبارات وغيرها تعود جذورها للكابالا اليهودية، فالفارابي لم يقدم شيئا جديدا
وحتى لا يغدو ردي طويلا جدا خاصة وان الرد يقبل حجما محددا للتمكن
من ارساله، ساوصل بقية الكلام في ردي اسفله
المهم ساترككم اللحظة