الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وبعد :
فإن للبكاء فضائل وأجور عظيمة ، أعدها الله لمن دمعت عيناه من خشيته ،
ووجل قلبه من مراقبته سبحانه ،ومنها :
1/ فضل من بكى من خشية الله :
قال النبى (سبعة يظلهم الله فى يوم لا ظل فيه إلا ظله ..
وذكر منهم : ورجل ذكر الله خاليا ففضاضت عيناه)
(رواه البخارى ومسلم )
2/ أن الباكى لا تمس عينه النار :
قال النبى (_صلى الله عليه وسلم) :
(عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ،
وعين باتت تحرس فى سبيل الله)
(رواه الترمذى وصححه الالبانى لغيره )
3/ان الباكى من خشية الله لا يدخل النار :
قال النبى (صلى الله عليه وسلم ) :
(لا يلج النار _أى لا يدخل النار _رجل بكى من خشية الله
حتى يعود اللبن فى الضرع )
(رواه الترمذى وصححه الالبانى لغيره )
4/ أن الباكى من خشية الله لا ترى عينه النار:
قال النبى (صلى الله عليه وسلم ) :
(ثلاثة لا ترى أعينهم النار :عين حرست فى سبيل الله ،
وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله )
(رواه الطبرانى وصححه الالبانى لغيره )
5/أن الدمعة الخاشعة يحبها الله :
قال النبى (صلى الله عليه وسلم ) :
(ليس شىء أحب إلى الله من قطرتين
وأثرين : قطرة دموع من خشية الله ،
وقطرة دم تهراق فى سبيل الله )
6/أن البكاء من خشية الله هو النجاة :
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال :
قلت يا رسول الله ؟ ما النجاة ؟
قال :" أمسك عليك لسانك ، ولسعك بيتك ، وايك على خطيئتك "
(رواه الترمذى وصححه الالبانى لغيره )

7/حاله (صلى الله عليه وسلم ) مع البكاء من خشية الله :
عن مطرف عن أبيه قال : "رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
يصلى ولصدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء
<اى كصوت الرحا >"
(رواه أبو داود وصححه الالبانى)
حال السلف رضى الله عنهم
مع البكاء من خشية الله
قال أبو بكر رضى الله عنه :
(من استطاع أن يبكى فلبيك ، ومن لم يستطع فليتباك )
وخطب أبو موسى الاشعرى رضى الالله عنه أهل البصرة ،فقال :
أيها الناس ،أبكوا ،فإن لم تبكوا فتباكوا ،
فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ،
ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت .
وقال ابن عمر رضى الله عنهما :
لأن أدمع دمعة من خشية الله ،
أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار .
وكان ابن عمر رضى الله عنهما:
إذا قرأ ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
يبكى حتى يغلبه البكاء
قال أبو الدرداء رضى الله عنه :
أبكانى ثلاث : هول المطلع ، وانتطاع العمل ، وموقفى بين يدى الله ،
لا أدرى أيؤمر بى إلى الجنة ،أم إلى النار .
وشكا رجل إلى أم الدرداء القساوة من قلبه ،فقالت :
عد المريض ، وشيع الجنازة ، واطلع فى القبور .

وختاما
يـــــــا عبد الله يــــــــا امة الله
ما أحوجك أن ينظر الله إليك باكيا خاشعا وجلا من عظمته فيرحمك ،
إذا فابك وتباكى ،فإن لم تستطع فابك على قسوة قلبك ........)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
اللهم ارزقنا عينا دامعة ونفس قانعة
ويقينا صادقا وعملا متقبلا