رد: سؤال محيرني يخص الصلاة على رسول الله ؟!
السؤال
لماذا نصلي على الصحابة في صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؟ وماهو الدليل على إدخال الصحابة في الصلاة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة على غير الأنبياء ـ كالصحابة رضي الله عنهم ـ مما اختلف العلماء في حكمه, فمنهم من جوزها استقلالا, واستدل بقوله تعالى:*هو الذي يصلي عليكم وملائكته.*{ الأحزاب: 43 }.*وبقول النبي صلى الله عليه وسلم:*اللهم صل على آل أبي*أوفى.*متفق عليه.*وبصلاته على*آل سعد بن*عبادة.*أخرجه*أبو داود.
ورجح بعض العلماء جوازها استقلالا أحيانا، بحيث لا تصير شعارا لهم تذكر كلما ذكروا كما يفعله أهل البدع* وهو اختيار*ابن القيم.
وأما الصلاة على غير الأنبياء ـ كالآل والصحب تبعا: فلا حرج فيها البتة, قال*النووي*في شرح*مسلم:*وقوله: اللهم صل على محمد*وعلى آل محمد ـ احتج به من أجاز الصلاة على غير الأنبياء, وهذا مما اختلف العلماء فيه, فقال الشافعي ـ رحمهما الله*تعالى والأكثرون: لا يصلى على غير الأنبياء استقلالا، فلا يقال: اللهم صل على أبي بكر, أو علي, أو غيرهم، ولكن يصلى عليهم تبعا فيقال: اللهم صل على محمد وآل محمد وأصحابه* وأزواجه وذريته, كما جاءت به الأحاديث.
وقال أحمد وجماعة: يصلى على كل واحد من المؤمنين مستقلا، واحتجوا بأحاديث الباب, وبقوله صلى الله علييه وسلم: اللهم صل على آل أبي أوفى ـ وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم ـ وقالوا: وهو موافق لقول الله تعالى:*هو الذي*يصلي عليكم وملائكته.*انتهى .
وفي عمدة القاري*للعيني: احتج بالحديث المذكور ـ يعني: قوله: اللهم صل على آل أبي أوفى ـ من جوز الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالاسقلال، وهو قول أحمد أيضا.*وقال أبو حنيفة وأصحابه ومالك والشافعي والأكثرون: إنه لا يصلى على غير*الأنبياء عليهم الصلاة والسلام*استقلالا فلا يقال: اللهم صل على آل أبي بكر ولا على آل عمر أوغيرهما،*ولكن يصلى عليهم تبعا.*انتهى.*
وبه تعلم أنه لا خلاف بين الأئمة في جواز الصلاة على الصحب تبعا،*وإنما الخلاف في الصلاة عليهم استقلالا* ثم اعلم أن من قال من العلماء: إن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه المؤمنون ـ فالصلاة على الصحب بعد الصلاة على الآل تكون من باب عطف الخاص على العام، لأنهم أولى الناس بالدخول في وصف الآل على هذا الوجه، ومن قال إن آله: هم المؤ منون من قرابته ـ* فالصلاة عليهم بعد الصلاة على الآل أتت بطريق القياس, جاء في حاشية الجمل:*قدم الآل،*لأن الصلاة عليهم وردت بالنص، وأما الصلاة على الصحب فبالقياس.*انتهى.
وأيضا ففي الصلاة على الصحب مخالفة لأهل البدع الذين يوالون الآل دون الصحب. وفي السلسلة الضعيفة*للألباني*ـ عليه الرحمة ـ مناقشة لبعض المعاصرين، حيث أنكر الصلاة على الصحب*محتجا بأنها لم ترد. وقد أجاد الشيخ ـ رحمه الله ـ في مناقشته وبين أن هذه هي جادة أهل العلم المطروقة، فليرجع إلى كلامه في أول الجزء الرابع من الضعيفة، فإنه مفيد. وللشيخ العلامة:*بكر أبو زيد ـ*رحمه الله ـ كلام حول هذه المسألة في معجم المناهي اللفظية، فانظره إن شئت.*
والله أعلم
__________________
__________________ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
|