وقف أمام الصيدلية بسيارته الفخمة .. ولم ينزل !!
و أخذ يُشير للصّيدﻻني بأن يأتي ﻷخذ الوصفة ليصرف
له الدواء !!
ولكنّ الصّيدﻻني رفض وغضب !! وقال في نفسه :
كيف لي وأنا الصَّيدﻻني أن أخرج ﻷصرف لذلك المغرور
الدّواء الذي هو بحاجته !!
أنا لستُ بصاحب بقاله .. أنا لستُ بحاجة الدواء .. أنا ..
وأنا .. وأنا .. فأشار له الرَّجل مرَّة ومرَّتين , وقابله
بالرَّفض !!
وأنّه يجب أن ينزل من " قصره العاجي" ليصرف لنفسه
الداوء , وإذ بامرأةٍ عجوز تنزل من السيارة ..
لتخرج من خلفها ذلك الكرسي المُتحرِّك ..ليركب " إبنها
المعاق " ويصرف لنفسه الدواء !!!
ولكم أن تتخيَّلوا موقف الصَّيدﻻني ..
********
وقفة تأمُّل :
أحياناً .... نتسرَّعُ في تصرُّفاتنا ونصل للجرَح !!
وﻻ نعرف سبَب هدوء اﻵخرين وصَمتهم !!
كثيراً ما نفعل ذلك !!
كثيراً ما نُحاسبُ أناساً لم يكن لهم ذنبٌ باﻷساس !!
كثيراً ما ندَّعي أننا أصحاب الحق ، في ظل أنّ الحقَّ
علينا وليس لنا !!
و أَكثر مَا قد يُؤلمنا :
هِيَ تِلكَ اﻷشيَاء التي نُدرك حقيقتها بعد فوَات أوانها