رد: حلقات لدكتور مصطفى محمود رحمه الله أثارت إعجابي
عن مسألة انتظار الدواء حتى يستكمل التجارب .. الإندييغو كمثال .. أميز هنا بين طريقة تعامل جهات مسؤولة مع القضية .. كمنظمات رقابية ومراكز أبحاث أو جامعات أو حتى أطباء أو صيادلة .. وبين تعامل فئات أخرى مع القضية ذاتها كالأشخص المرضى مثلنا أو العطارين مثلاً أو باحثي اعشاب.
.. بالنسبة لي .. فضيقي من الصدفية يدفعني للتجريب على نفسي مع احتمال وجود مخاطر .. وهنا .. لا أشجع على مثل هذا التصرف .. وأعتبره متهور .. يمر معي بعض الأبحاث التي تجرى حاليا .. والتي تحتاج إلى سنتين مثلا لظهور النتيجة .. فأجرب على نفسي لأني لا احتمل الانتظار ..
مرت معي تجربة عن دواء مساعد لمرضى السكري أدى لاختفاء الصدفية عند بعض المرضى المصدوفين بالصدفة .. جربته فورا على نفسي رغم وجود خطورة عند التلاعب بالتوازن السكري في الجسم عن طريق هذا الدواء لغير المصابين أصلا بمرض السكري .. لم أستفد كثيرا منه ومرت التجربة على خير دون حصول ضرر كما أظن... لم أنقل هذه التجربة هنا في الملتقى حتى لا يقوم أحد الاخوة المصدوفين بتجربته .. .. المهم هنا وبالعودة للقضية التي نتحدث عنها .. نعم بإمكاننا أن ننتظر وبامكاننا أن لا ننتظر .. فنحن في النهاية لا نؤثر إلا على أنفسنا أو على الأشخاص الذين نقدم لهم النصيحة ويقبلونها مننا ..
أما بالنسبة للفئة الاولى (الفئات المسؤولة) فهناك معايير صارمة لا يمكنها تجاوزها لتحقيق غاية اختصار الوقت على المرضى .. فهو ليس أولوية عندها ..وهذا مبرر تماماً .. ذلك أنه لا يمكن للمنظمات الرقابية كمنظمة الأغذية والأدوية الأميركية fda مثلا أن تسمح باستعمال أي عقار لم يستكمل المرور بمراحل البحث المعتادة .. لأنها موجودة أصلاً للتأكد من عبور الدواء لهذا المسار النظامي من الاختبارات .. أي لا يمكنها منطقيا أن تسمح بما أوجدت لمنعه .. أما بالنسبة لشركات صناعة الأدوية لا يمكنها اختصار الوقت على حساب الأمان .. أولا لأنها متابعة من المنظمة الرقابية وبحاجه لموافقتها .. وثانيا لأنها إن فعلت ذلك ثم ظهر ضرر ما فهناك ملايين المتأثرين سيقاضون الشركة .. وستكون كارثة صحية ومالية تودي لانهيار الشركة بكل تأكيد .. بالنسبة لمراكز الابحاث والجامعات المستقلة عن شركات الأدوية .. فعملها الأساسي هو البحث .. الكل يعلم أن العشبة قد تفيد .. لذلك فليس المطلوب من مركز الأبحاث أن تعيد اخبارنا بهذه المعلومة.. ولكن وظيفة مركز الأبحاث هو تجهيز ملف كامل عن كل شيء حول طريقة العلاج المدروسة ..تأكيد الأمان التام وحصر الآثار الجانبية ونسبة التحسن وكمية الجرعة وغيرها ..
إذا الإجابة عن السؤال هل نجرب أم ننتظر .. وهل نقبل نصيحة لتجريب مادة جديدة ما ..فهذا برأيي يبقى خيار شخصي نتحمل وحدنا مسؤوليته بالنتيجة .. مادمنا غير محكومين بقيود تمنعنا من ذلك إلا مسؤوليتنا الدينية عن سلامة أنفسنا وأجسادنا.. ومسؤوليتنا الأخلاقية والاجتماعية أمام من يهتمون لأمرنا من اقربائنا واصدقائنا .. ومن يعتمدون في معيشتهم علينا ..
وهو خيار يحتمل الخطأ بشكل كبير بسبب محدودية امكاناتنا كأفراد لاتخاذ قرارات جدية مختصة من هذا النوع .. النوع الذي يحتاج لكوادر عالية الاختصاص والكفاءة لاثبات سلامته من عدمها
|