الموضوع: سر القرآن
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-08-2015, 04:36 PM
أبو مالك المعتز أبو مالك المعتز غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
مكان الإقامة: الصالحية الجديدة، مصر
الجنس :
المشاركات: 205
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سر القرآن

شرف الانتساب




كثيرا ما يتمكن الشيطان من المسلم ويهون عليه ترك صلاة الفرض في المسجد مع جماعة المسلمين، ولكنه إذا تدبر سورة الفاتحة وهو يقول: {إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم}، إذا تدبر كيف يدعو لإخوانه وهو مفارق للجماعة، فلا يقول إياك أعبد وإياك أستعين اهدني الصراط المستقيم، بل هو يدعو لنفسه ولإخوانه الذين فارقهم بدون عذر مقبول عند الله، كيف يفارق هذا الخير الكثير ويحرم نفسه من دعاء إخوانه أجمعين له، ويحرم نفسه من دعائه لإخوانه، فمن فارق جماعة المسلمين بدون عذر فإنه محروم محروم محروم.


فمهما بلغ خشوعك في صلاتك وحدك، ومهما بلغ الكمال في صلاتك، فهي ناقصة وأنت مفارق لأخوك في صفوف الصلوات المفروضة، ومهما أصابك من أذى في الجماعة فصلاتك معهم في زيادة، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً))، رواه البخاري.
فأجرك في الصف يزداد بأخوك، وأجرك وحدك ينقص مهما بلغت صلاتك من كمال، فأنت قليل بنفسك كثير بإخوانك، ولا تحقِرنَّ عبادة أخوك وإن كان ما فيه.فالله سبحانه أعلم بما في القلوب.


وإذا كنت تقرأ في الصلاة منفردا أو خارج الصلاة، فاعلم أن لله عبادا كثيرين، قاموا كما تقوم، ويعبدون الله كما تعبد، وأنه قد سبقك في هذا الطريق عابدون كثيرون، في مقدمتهم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، ثم يأتي من بعدهم الصالحون، فلا تغتر بصلاتك ولا بعبادتك، فالله غني وأنت فقير إلى أن يقبل منك كما قبل ممن قبلك من المتذللين له، العابدين له، المستعين به، وأن تعبد الله وحده كما عبدوه، وتستعين بالله وحده كما استعانوا به.


فهذا شرف أن تنتسب إليهم، وتقول معهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
فهذا شرف أن تنتسب إليهم، وتقول معهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
فهذا شرف أن تنتسب إليهم، وتقول معهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}.




يقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير عند قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}، يقول: (وضميرا {نعبد} و{نَستعين} يعودَان إلى تالي السورة ذاكراً معه جماعة المؤمنين. وفي العدول عن ضمير الواحد إلى الإتيان بضمير المتكلم المشارَك الدلالة على أن هذه المحامد صادرة من جماعات، ففيه إغاظة للمشركين إذ يعلمون أن المسلمين صاروا في عِزة ومَنَعة، ولأنه أبلغ في الثناء من أعبد وأستعين لئلا تخلو المناجاة عن ثناء أيضاً بأن المحمود المعبود المستعان قد شهد له الجماعات وعرفوا فضله... فكَأَنَّ الحامد لما انتقل من الحمد إلى المناجاة لم يغادر فرصة يقتنص منها الثناء إلا انتهزها).

ويقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره فتح القدير عند هذه الآية العظيمة، يقول: (والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العُبَّاد، وقيل إن المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس).






من كتاباتي/ أبو مالك المعتز بالله محمد جمعة
__________________
بارك الله لنا ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم،،،
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.54 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.45%)]