عرض مشاركة واحدة
  #228  
قديم 17-08-2015, 05:45 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

يحيى يخلف = ماء السماء

ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن العدد 2370 تاريخ 11/8/2008
يقدم الاديب يحيى يخلف لوحة روائية عامرة بالحركة والحياة والناس، تتناول مرحلة الضياع " ضياع الوطن بما يعنيه من هموم وشقاء ولجوء ، وضياع الكرامة اذ لا كرامة خارج الوطن ، وصولا الى بدء الثورة .
لقد اختار الروائي يحيى يخلف اسما ذا دلالة لعمله الروائي هذا " ماء السماء " الذي ليس هو المطر ، بل الغيث النازل من السماوات العلى . كما اطلق على الطفلة الصغيرة مجهولة النسب اسم ماء السماء في رمز بيّن للنكبة التي لا أب لها ولا أمّ . وحين يعود اللاجئ الى سلاحه ،وحين تتوحد الجهود يكون ماء السماء دلالة رضى وتوفيق من الله تعالى للمساعي السائرة للتحرير ..... هكذا تنتهي رسالة الرواية .
استخدم يخلف في سبيل الوصول الى هذه النهاية مجموعة من الشخصيات والاحداث وتعمق في نفسياتها وطموحاتها ، كما نقل بؤس المخيم في توصيف فني مرير ، وفي اشارات رمزية سيجد الدارسون فيها ما يغني الرواية والتاريخ الفني . فالكلب الابيض المدلل اصبح مسعورا ومهملا في المخيم، لان الحياة في الوطن فقط تعني الحياة كما يجب ان تكون .
والفرس الأصيلة لم تعد تجد متعتها ودلالها في المخيم ، ما أقسى لجوء الحيوان ! وما أشد حزنه في اوقع المخيم !.
جاءت لغة الكاتب واقعية سردية بسيطة قريبة ، وقد لجأ الى اللغة المكثفة احيانا ، واحيانا اخرى استخدم لغة الشعر الفرحة ذات الدلالات – كما يتضح في الفصول الثلاثة الاخيرة .
قدم الاديب يحيى يخلف للقارئ صفحة من حياة الناس البسطاء صانعي التغيير ، فجاءت رواية " ماء السماء " واقعية في شخصياتها واحداثها ولغتها . وقد لخص الكاتب الوطن بأكمله في قرية سمخ - مسقط رأسه - التي وصف الحياة بعيدا عنها بالموحشة وبالخوف والانتظار في الصفحة الاولى من الرواية " صفحة 7 من الرواية " ، لتتحول في النهاية الى فرح وامال بعد انسجام وتناغم مع الطبيعة . لقد برعمت الدالية يا ابن العم – هكذا انهى غسان كنفاني رواية " أم سعد " في دلالة على نمو الثورة وتعاظمها ، أمّا عند يحيى يخلف فقد هطل ماء السماء بفعل الجهود والاصرار ، وبفعل واقع البؤس الذي ادى الى زيادة الوعي والتشخيص والاهتمام .
لقد ابدلت مجلة الموضة " اليوردا " بمجلة الثورة " فلسطيننا " ، وكأني بالكاتب وقد اقام روائية – وهو كذلك – على هذه الثنائية الضدية التي تميز الاشياء عادة ، اذ بضدها تتميز الاشياء – فهو يقارن بين سمخ الوطن والمخيم ، والحياة هناك في الوطن والحياة هنا في المخيم، وماء السماء الطفلة الضائعة هناك والطفلة السائرة في طريق العودة والثورة هنا . يقول في الصفحة 46 مؤكدا هذا التوجه : " كان ذلك في زمن البلاد ، الزمن الجميل . ولّى ذلك الزمن وصار الذيب أبو فروة لاجئا مع اللاجئين "
لقد احسن الكاتب صنعا وادبا وتاريخا وانصافا لفئة المقهورين المغيبين دائما ، وروايته هذه تضاف بتميز وحق الى ادب الثورة الفلسطينية المعاصرة .
__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.67 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]