((4))
مناسبة محور سورة البقرة
لمحور سورة الفاتحة
كنا قد قررنا في غير هذا الموضع أن موضوع القرآن والغرض الأسمى له هو الهداية ورسم طريق الصراط المستقيم للناس، فناسب أن يعلمنا الله دعاء نفتتح به كتابه ونفتتح به سور القرآن دعاء نطلب منه سبحانه أن يهدينا الطريق المستقيم الذي بينه الله في كتابه العزيز الحكيم.
وجاءت سورة البقرة لتقول لنا: إن التقوى أول منازل الهداية وأن من تلقى هدايات الله في هذه السورة وفي غيرها من السور من تلقى هذه الهدايات كما تلقاها آدم عليه السلام كان من المتقين ومن المفلحين ومن أهل الجنة، كما قال تعالى: ... فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة : 38 ).
مناسبة محور السورة (التقوى)
لاسم السورة (البقرة)
فسورة البقرة تدعوك أن تقف عند كل أمر أو نهي يأتيك من الله، تدعوك أن لا تفعل كما فعل أصحاب البقرة، فإن تباطؤك في الطاعة يؤدي بك إلى مزيد من العصيان، ومزيد من التكاليف التي قد لا تطيقها، تدعوك سورة البقرة إلى أن تسارع في الطاعة كما سارع لها إبراهيم عليه السلام، وسارع لها أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عند تحويل القبلة.
تدعوك إذا أزلك الشيطان إلى المسارعة إلى التوبة فإنه هو التواب الرحيم.
فقصص ومواعظ وشرائع سورة البقرة إذا تلقيتها كما تلقاها أهل التقوى كنت من المتقين، أهل الجنة.
وإذا تلقيتها كما تلقاها أهل الخسران من الذين كانوا من قبلنا كنت معهم في النار.
أعاذنا الله وإياكم منها ومن سبيل أهل الخسران.