
20-07-2015, 10:46 AM
|
 |
مراقب الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 26,981
الدولة :
|
|
رد: رياض الصالحين
438
وعن أبي نجيحٍ عَمرو بن عَبْسَةَ بفتح العين والباءِ السُّلَمِيِّ ،
رضي اللَّه عنه قال :
كنتُ وَأَنَا في الجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلى ضَلالَةٍ ،
وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا على شيءٍ ،
وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ ،
فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَاراً ،
فَقَعَدْتُ عَلى رَاحِلَتي ،
فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ،
فَإِذَا رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مُسْتَخْفِياً جُرَءَاءُ عليهِ قَوْمُهُ ،
فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخلْتُ عَلَيهِ بِمَكَّة ،
فَقُلْتُ له :
ما أَنَتَ ؟
قال :
« أَنا نَبي »
قلتُ :
وما نبي ؟
قال :
« أَرْسَلِني اللَّه »
قلت:
وبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسلَكَ ؟
قال :
« أَرْسَلني بِصِلَةِ الأَرْحامِ ،
وكسرِ الأَوْثان ،
وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّه لايُشْرَكُ بِهِ شَيْء »
قلت :
فَمنْ مَعَكَ عَلى هَذا ؟
قال :
« حُر وَعَبْدٌ »
ومعهُ يوْمَئِذٍ أَبو بكر وبلالٌ رضي اللَّه عنهما .
قلت :
إِنِّي مُتَّبعُكَ ،
قال
إِنَّكَ لَنْ تَستطِيعَ ذلكَ يَوْمَكَ هَذا .
أَلا تَرى حَالى وحالَ النَّاسِ ؟
وَلَكِنِ ارْجعْ إِلى أَهْلِكَ فَإِذا سمعْتَ بِي قد ظَهَرْتُ فَأْتِني »
قال فَذهبْتُ إِلى أَهْلي ،
وَقَدِمَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم المَدينَةَ .
وكنتُ في أَهْلي .
فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ ،
وَأَسْأَلُ النَّاسَ حينَ قَدِمَ المدينة حَتَّى قَدِمَ نَفرٌ مِنْ أَهْلي المدينةَ ،
فقلتُ :
ما فَعَلَ هذا الرَّجُلُ الذي قدِم المدينةَ ؟
فقالوا :
النَّاسُ إِليهِ سِراعٌ وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُه قَتْلَهُ ،
فَلَمْ يَستْطَيِعُوا ذلِكَ ،
فَقَدِمتُ المدينَةَ فَدَخَلتُ عليهِ ،
فقلتُ :
يا رسولَ اللَّه أَتَعرِفُني ؟
قال :
«نَعم أَنتَ الَّذي لَقيتنَي بمكةَ »
قال :
فقلتُ :
يا رسول اللَّه أَخْبرني عمَّا عَلَّمكَ اللَّه وَأَجْهَلُهُ،
أَخبِرنْي عَنِ الصَّلاَةِ؟
قال :
« صَلِّ صَلاَةَ الصُّبحِ ،
ثُمَّ اقْصُرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَرتفَعِ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ ،
فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حين تطلع بَيْنَ قَرْنَي شَيْطَانٍ ،
وَحِينئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الكفَّارُ ،
ثُمَّ صَل ،
فَإِنَّ الصَّلاَةَ مشهودة محضورة .
حتى يستقِلَّ الظِّلُّ بالرُّمحِ ،
ثُمَّ اقْصُر عن الصَّلاةِ،
فإِنه حينئذٍ تُسجَرُ جَهَنَّمُ ،
فإِذا أَقبلَ الفَيء فصَلِّ ،
فإِنَّ الصَّلاةَ مَشهودةٌ محضورة حتى تُصَلِّيَ العصرَ ثم اقْصُر عن الصلاةِ حتى تَغْرُبَ الشمسُ ،
فإِنها تُغرُبُ بين قَرنيْ شيطانٍ ،
وحينئذٍ يَسْجُدُ لها الكُفَّارُ » .
قال :
فقلت :
يا نَبِيَّ اللَّه ،
فالوضوءُ حدّثني عنه ؟
فقال :
« ما منْكُمْ رجُل يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ ،
فَيَتَمَضْمضُ ويستنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ ،
إِلاَّ خَرَّتْ خطايَا وجههِ وفيهِ وخياشِيمِهِ .
ثم إِذا غَسَلَ وجهَهُ كما أَمَرَهُ اللَّه إِلاَّ خرّت خطايا وجهِهِ مِنْ أَطرافِ لحْيَتِهِ مع الماءِ .
ثم يغسِل يديهِ إِلى المِرفَقَينِ إِلاَّ خرّت خطايا يديه من أَنامِلِهِ مع الماءِ ،
ثم يَمْسحُ رَأْسَهُ ،
إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ من أَطرافِ شَعْرهِ مع الماءِ ،
ثم يَغْسِل قَدَمَيهِ إِلى الكَعْبَيْنِ ،
إلاَّ خَرت خطايا رِجْلَيه من أَنَامِلِهِ مَع الماءِ ،
فإِن هو قامَ فصلَّى ،
فحمِدِ اللَّه تعالى ،
وأَثْنَى عليهِ وَمجَّدَهُ بالذي هو له أَهل ،
وَفَرَّغَ قلبه للَّه تعالى .
إِلا انصَرَفَ من خطيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
فحدّثَ عَمرو بنُ عَبسةَ بهذا الحديثَ أَبَا أُمَامَة صاحِبِ
رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال له أبو أمامة:
يا عَمْروُ بن عَبْسَةَ ،
انظر ما تقولُ .
في مقامٍ واحِدٍ يُعطى هذا الرَّجُلُ ؟
فقال عَمْرو :
يا أَبَا أُمامةَ .
فقد كِبرَتْ سِنِّي ،
ورَقَّ عَظمِي ،
وَاقْتَرَبَ أَجَلي ،
وما بي حَاجة أَنْ أَكذِبَ على اللَّهِ تعالى ،
ولا على رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لو لم أَسْمَعْهُ من رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِلاَّ مَرَّةً أَوْ مَرْتَيْن أو ثلاثاً ،
حَتَّى عَدَّ سبعَ مَراتٍ ،
ما حَدَّثتُ أَبداً بِهِ ،
ولكنِّي سمِعتُهُ أَكثَرَ من ذلك
رواه مسلم .
قوله :
« جُرَءَاءُ عليهِ قومُهُ » :
هو بجيمٍ مضمومة وبالمد على وزنِ عُلماء ،
أَي :
جاسِرُونَ مُستَطِيلونَ غيرُ هائِبينَ .
هذه الرواية المشهورةُ ،
ورواه الحُمَيْدِي وغيرهُ :
« حِراء»
بكسر الحاءِ المهملة .
وقال :
معناه غِضَابُ ذُوُو غَمٍّ وهمٍّ ،
قد عيلَ صبرُهُمْ بهِ ،
حتى أَثَّرَ في أَجسامِهِم ،
من قوَلِهم :
حَرَىَ جِسمُهُ يَحْرَى،
إِذَا نقصَ مِنْ أَلمٍ أَوْ غم ونحوه ،
والصَّحيحُ أَنَهُ بالجيمِ .
وقوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« بين قَرنَي شيطانٍ »
أَيْ :
ناحيتي رأسهِ .
والمرادُ التَّمثِيلُ .
معناهُ :
أَنه حينئذٍ يَتَحرَّكُ الشَّيطانُ وشيِعتهُ .
وَيَتَسَلَّطُونَ .
وقوله :
« يُقَرِّبُ وَضُوءَه »
معناه :
يُحْضِرُ الماءَ الذي يَتَوَضَّأُ بِه.
وقوله :
« إِلاَّ خَرّتْ خَطاياهُ »
هو بالخاءِ المعجمة :
أَيْ سقطَت .
ورواه بعضُهُم .
« جرتْ »
بالجيم .
والصحيح بالخاءِ ،
وهو رواية الجُمهور .
وقوله :
« فَيَنْتَثرُ »
أَيْ :
يَستَخرجُ ما في أَنفه مِنْ أَذَى ،
والنَّثرَةُ :
طرَفُ الأَنفِ .
__________________
__________________ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
|