الأخوة الأفاضل المشاركين والمتابعين،،،
لكم مني كل تحية واحترام،
هناك حقائق واضحة لا تحتاج إلى دليل،،،
وأنا أقول أن أدعية القرآن متنوعة تنوعا كبيرا،
لكن أدعية الأنبياء - أقول الأنبياء - الغالب فيها أنها في سياق قصة، وليست كأدعية السنة الغالب فيها أنها تعليم تصلح لمواقف كثيرة، فالرسول الكريم في أدعية الصلاة مثلا لم يقل من كان مذنبا فليدع بكذا ومن كان يريد الولد فليدع بكذا، بل هل تعليم لأمة كاملة في مواقف عديدة.
أدعية الأنبياء في القرآن تأتي في سياق قصة وأحوال وقع فيها الأنبياء فعلمهم الله دعاء ثم استجاب لهم هذا الدعاء.
فأدعية الأنبياء متى تقال؟ تقال إذا ألم بك حال حكالهم.
أما أدعية السنة فهو تعليم نلتزم به في كل يوم إذا كان من الأدعية الدورية، أو في كل صلاة إذا كان من أدعية الصلاة، وقد يكون لأحوال مخصوصة، كأدعية الأنبياء، نحو أدعية النوم، وغير ذلك.
هذه حقائق لا تحتاج لنقاش كثير.
يبقى توجيه ذلك، أكثر الأئمة توجه ذلك على أن أدعية التنزيه أنسب لها ألفاظ الألوهية، وأدعية الطلب والسؤال أنسب لها ألفاظ الربوبية، وهذا مخالف لما جاء في السنة.
بفضل الله نحن لنا توجيه مخالف لذلك،
فإن قال قائل أن ذلك تقول على الله، نقول أن هذا من التدبر الذي أمرنا به.
ونقول أن كل دعاء ارتبط بأسباب معلومة، فالأفضل أن يدعى به بأدعية الربوبية، ولسان حالنا يقول يا رب يسر لي أسباب تحصيل ذلك.
وكل دعاء ارتبط بأسباب غير معلومة، أو ليس له سبب أصلا، أو لا نعرف له سببا فإننا ندعو بالألوهية وحدها.
وهناك أحوال ندعو بالألوهية والربوبية معا، مثل طلب الهداية (في الفاتحة)، وطلب الحماية (المعوذات)، وغير ذلك.
أما دليل ذلك هو الاستقراء، وهات أي دعاء أبين لك ذلك.
وعلى هذا فأكثر الدعاء يكون توسلا بالربوية وحدها، لأن الكون يسير بأسباب معلومة.
وكل أدعية التنزيه إلا النادر يكون بالألوهية، لأنه أعم وأكمل، فأنت عندما تقول سبحان الله، فتشمل تنزيهه لأفعاله، وتشمل تنزيهه لصفاته، بخلاف سبحان ربي، فهذا فهذا تنزيهه لأفعاله دون صفاته.
والله تعالى، أعلى وأعلم،،،