يقال أن أعرابياً سأل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
كيف حكمت الشام أربعين سنة ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي ؟
فقال رضي الله عنه : "إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت, وإذا شددت أرخوا ".
هذه المقولة مع كونها نبراساً في أحكام السياسة فهي تدخل في كل سياسة حتى في سياسة الإنسان مع نفسه, فلو طبق الإنسان هذه القاعدة لصار من أعقل الناس كيف لا وهو يعطي كل شيء حجمه ويتلافى عمَّا لا يستحق النظر.
مثلا في الصداقة..
عندما يرخي صديقٌ لك حبل صداقتكم فاشدده لئلا يسقط, وإذا شدَّه فأرخه لئلا ينقطع !
في المعاملات مع الناس
حينما يرفع أحدهم صوته هاتفاً بصوت الشيطان فإنك إن أجبته أجبت نداء الشيطان, وإن أرخيت تلك الشعرة التي شدها أجبت نداء سيد ولد عدنان !!
في إدارتك
وهي من أظهر الأوجه التي أرادها معاوية رضي الله عنه, حينما يكون الإنسان مسئولاً عن مجموعة من الناس، فليس من الحكمة أن يترك لهم الحبل على الغارب, وليس من الحكمة أيضاً أن يعاملهم بما في رأسه دون اعتبارٍ بهم, فالوسط الوسط قال تبارك وتعالى ((فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر))الآية.
وهكذا....