رد: الظلم والفتنة
هذا صحيح ولا إشكال فيه .
وأنا أيضا قد قرأت ذلك الكلام مرات كثيرة , ما زلت أذكر منها كتاب "فتح المجديد شرح كتاب التوحيد" .
وملاحظاتي على تعليقك هي :
1ـ كلامنا كان عن "حاكم ظلوم " ولكنك في ردك تحدثت عن الطغيان والطاغية , ثم تكلمت في ردك الثاني عن الطاغوت ...
وحسب فهمي لكلامك فإنك لا تصنفين (معمر القذافي + صدام حسين) في خانة "حاكم ظلوم" وإنما هما عندك في خانة "حاكم طاغوت" ومعناها حسب قولك "كافر" .
2ـ أن كلمة "طاغوت" الواردة في القرآن اختلف المفسرون ـ بما فيهم الصحابة ـ اختلفوا في معناها اختلافا كثيرا . وعند اختلاف الآراء في قضية لا يليق بنا أن نتعصب لواحد منها لدرجة أن نحكم بالكفر لفئة من الناس بناء على ذلك الفهم .
ورد في تفسير التحرير والتنوير :"الطاغوت الأوثان والأصنام ، والمسلمون يسمّون الصَّنم الطاغية ، وفي الحديث : ( كانوا يهلون لمناة الطاغية ) "
وفي كتاب زاد المسير :"المراد بالطاغوت خمسة أقوال أحدها أنه الشيطان قاله عمر و ابن عباس و مجاهد والشعبي والسدي و مقاتل في آخرين والثاني أنه الكاهن قاله سعيد بن جبير و أبوالعالية والثالث أنه الساحر قاله محمد بن سيرين والرابع أنه الأصنام قاله اليزيدي و الزجاج والخامس أنه مردة أهل الكتاب ذكره الزجاج أيضا "
وكل هذه الأقوال عن السلف ليس فيها ذكر الحاكم أصلا.
3ـ درجة الحكم بالكفر على بعض الناس درجة خطيرة جدا , لا ينبغي أن تؤخذ من قول زيد أو عمرو ولو كان ابن القيم (مع احترامنا لكل الأئمة والعلماء).
فأحكام الإيمان والكفر قد تكلم عنها القرآن والسنة النبوية بما لا يدع لأحد مجالا للزيادة .
والحمد لله رب العالمين .
|