
13-11-2014, 09:07 AM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة :
|
|
أربع فوائد في آية واحدة .
السلام عليكم.
ثلاث فوائد من قوله تعالى حاكيا قول مريم عليها السلام :
"فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" سورة مريم آية آية 26
1ـ في الآية دلالة على أن تفويض الكلام إلى الأفضل أولى , فمريم الصديقة تركت الكلام لعيسى وهو رسول .
كما قال تعالى "مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ,وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ"
ومعلوم أن درجة النبوة والرسالة أرفع وأفضل من درجة الصديقية . كما كان أبوبكر الصديق مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فمن الأدب ترك الكلام لمن هو أفضل أو أعلم أو أقدر على إظهار الحقيقة .
2ـ كراهة مجادلة السفهاء , فمريم عليها السلام تركت مجادلة قومها والتزمت الصمت .
ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
إذا كلمتــــه فرّجــــــت عنــــه ... وإن خليته كمدًا يمـــــوت .
3ـ من فوائد الآية أن الإشارة تُعد قولا , لأن الله عز وجل قال لها : " فقولي إني نذرت للرحمن صوما , فلن أكلم اليوم إنسيا "
وهي أشارت فقط ؛ فلم تقل ولم تتكلم , إذ لو قالت ذلك لفظا لبطل صومها ولوقعت في التناقض .
حيث تصبح تقول :" إني نذرت للرحمن صوما , فلن أكلم اليوم إنسيا " وهي تكلمهم وتقول لهم هذا الكلام[1]
الفائدة الرابعة : قوله تعالى "فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما" من العام المراد به الخصوص ؛ إذ ليس المقصود أن أي شخص تلتقي به تقول له " إني نذرت للرحمن صوما..." وإنما المقصود أن تقول ذلك لمَن يسألها عن قصتها فقط .فهي كقوله تعالى عن بلقيس ملكة سبأ: "وأوتيت من كل شيئ..." أي أوتيت من كل شيئ تحتاجه الملكة في ذلك الوقت فقط .
والله أعلم .
ملاحظة : لا شك أن الآية فيها من الفوائد أكثر بكثير مما ذكرت , ولكن هذا ما تيسر لي الآن .
[1] ـ وفيها كلام كثير وفهوم متعددة .
|