الموضوع: الأسلوب ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-11-2014, 08:48 AM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
افتراضي الأسلوب ..

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم أحبتي الكرام ورحمة الله وبركاته .


خلق الله الناس مختلفين في أشكالهم وألوانهم ولغاتهم وأعمالهم وتفكيرهم وأحاسيسهم وووو.....
ومن هذا الاختلاف اختلاف الأسلوب والتعبير .
فعندما تعتاد سماع شخص أو قراءة كتاباته , فبمجرد أن تسمع كلاما تعرف إن كان هو كاتبه أم لا.[1]


ومن طريف ما ري في هذا الموضوع أن المهلهل الشاعر الجاهلي المعروف , خرج يوما في نزهة إلى الصحراء مع عبديْه وكان قد كبر وخرف , فضجرا منه وقررا قتله , فلما علم بذلك وأنه لا مفر , قال لهما دعاني أنشدكما بيتا من الشعر .
فأنشدهما :
من مبلغ الحيَّـيْن أن مهلهلا * لله دركما ودر أبيكما .
ولما رجعا إلى أهله ادعيا إنه مات .
فسألوهما هل أوصى بشيئ قبل أن يموت هل قال شيئا أو أمر بشيئ ؟؟
قالا : لم يوص ولم يأمر ولم يقل شيئا إلا هذا البيت :
من مبلغ الحيين أن مهلهلا * لله دركما ودر أبيكما .
فلما سمعت ابنته البيت ودرسته جيدا , وهي أدرى الناس بأبيها وبأسلوبه .
قالت : أبي لا يقول هذا الكلام [الذي لا معنى له !]
وإنما أراد:
من مبلغ الحيين أن مهلهلا * أمسى قتيلا بالفلاة مجندلا
للـه دركما ودر أبيكــــــــــــــــــما * لا يبرح العبدان حتى يُقتـلا.
فجيئ بهما فاعترفا وأقرا .
فقُتلا فعلا .
قال البيهقي: وابنته التي كان لها هذا الذكاء هي هند، وسمع بقصتها كلثوم سيد تغلب فتزوجها , فولدت عمرو بن كلثوم الشاعر المشهور صاحب المعلقة التي مطلعها :
ألاّ هُبّي بصَحْنِكِ فاصْبَحينا * .........

ولذلك فإن المحدّثين الجهابذة أحيانا يجدون حديثا نبويا , فينظرون في متنه فيقولون هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , لأن أسلوبه ركيك !
والنبي صلى الله عليه وسلم كلام أبلغ كلام بعد القرآن .

الخلاصة معرفة الأسلوب أمر مهم للباحثين والمهتمين والدارسين .
فإياك أخي أن تنقل كلام أحدٍ فتنسبه لنفسك , فإن تلك فضيحة وسفاهة وسقوط .
أسأل الله أن يعافينا جميعا ..








[1] بعض الأعضاء ينقلون كلاما لكتاب آخرين , وينسبونه لأنفسهم ظانين أن ذلك يخفى على المتابعين , فهذا كمن يظهر أمام أناس يعرفونه ويدعي أنه شخص آخر .
__________________



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.97%)]