نِسائُنا وَالنِقابْ
في الآونة الاخيرة انتشرت ظاهرة بين أوساط النساء بشكل كبير وملفت للنظر ألا وهي ما يسمى(النقاب)...
فليس هناك احد منا لم يسمع به أو لم يره ويرى طريقة إرتدائه لدى النساء في وقتنا هذا...فنرى شكله قد تغير وطريقة إرتدائه قد تغيرت وحتى إنه قد اصبح يحوي قدراً كبيراً من الزينة والتبرج,,فأصبحت معظم النساء اليوم يرتدينه للزينة والتجمل وإتباعاً للموضة وليس إتباعاً للشرع,,
فبدل أن يكون لهن ستراً اصبح النقاب لدى معظمهن تبرجاً جريئاً ظاهراً,,فالنقاب اليوم هو عبارة عن قطعة قماش تمثل ضرباً من الزينة والجمال والتبرج لما يحويه من زخارف وألوان وقطع زينة لامعة لافتة للإنتباه,,
والغريب في هذه الظاهرة ليس النقاب,وإنما الغريب هو طريقة لبس النقاب لدى النساء ففي بداية الأمر كان لا يظهر من الوجه إلا العينان فقط,ثم بدأ النقاب بالإتساع شيئًا فشيئاً.فأصبح يظهر مع العينين جزء من الوجه مما يؤدي الى جلب الفتنة,ولا سيما مانراه اليوم من التزين لدى النساء فتراها تعمد الى تجميل عينيها بأنواع الزينة والتبرج المحرم ومن ثم تقوم بإظهار عينيها,
بالإضافة الى ان البعض منهن من يقمن بنمص وتجميل الحاجبان ومن ثم إظهارهما من النقاب!!! وهنا ألا تسأل المرأة نفسها أن لماذا ترتدي النقاب وهي تقوم بإظهار عينيها وحاجبيها وجزء من الوجه؟؟؟هل هي ترتديه للستر أم للتبرج والتزين ولفت أنظار الناس إليها؟؟
إذا كانت تدعي بأنها ترتديه إتباعاً لما أمر به الشرع والدين فهي مخطئة تماماً فالدين والشرع لم يأمر بأن تظهر المرأة بهذا الشكل اللافت للإنتباه ,فلم يأمر بأن تخرج المرأة من بيتها وهي متزينة بأنواع الزينة الجالبة للفتنة واللافتة لنظر الناس ولم يأمر بأن تخرج المرأة من بيتها وقد أظهرت عينيها وحاجبيها وجزء من الوجه,بل أمر الدين بأن تخرج المرأة من بيتها وهي ساترة لجميع بدنها ووجهها تاركة لكل ما يدخل تحت مصطلح الزينة والتبرج والفتنة,
كما فعلت النساء في زمن المصطفى(صلى الله عليه وسلم) عندما نزلت آية الحجاب قال الله تعالى:{يا أيُها النبيُّ قُلْ لِأزْواجِكَ وَبِناتِكَ وَنِساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عليهِنَ مِن جلابيبهنَ ذلكَ أدنى أنّ يُعرَفَنَّ فَلا يُؤذينَّ وَكانَ الله غَفوراً رحيماً}الأحزاب/59
فقد ضربن اروع الأمثلة في السمع والطاعة وإتباع أوامر المولى عز وجل وإتباعاً للشرع.فقد ابتدرن الأمر وتسترن حتى كانت الواحدة منهن تخرج من بيتها كأنها غراب أسود من شدة تسترها وعفتها,,ولهذا فإن التبرج والزينة أُمور خارجة تماماً عن الشرع إضافةً الى ان زينة المرأة داخل بيتها وليس خارجه,,
وقد تعترض بعض النساء بقولهن أن النقاب كان معروفاً منذ زمن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وأن النساء يرتدينه منذ ذاك الزمان وقد يتحججن ايضاً بذكر الحديث الذي ورد عن النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) عندما قال في المرأة بأنها إذا أحرمت فإنها "لا تنتقب",ويقلن ان النساء في زمن الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وسلم) يرتدين النقاب,ولكن هل طريقة لبس النقاب لدى بعض النساء في زمننا هذا هو كلبس النقاب لدى النساء في زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم),وهل شكل النقاب وزينته وتبرجه اليوم كشكل النقاب في زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟؟؟
بالتأكيد الجواب لا,,,أولاً إذا كان النقاب معروفاً في زمن الحبيب (صلى الله عليه وسلم ) فقد كان ساتراً لجميع الوجه ولم يكن يحوي الزينة التي يحويها النقاب اليوم ولم يكن يجلب الفتنة ويلفت الإنتباه كما يفعل النقاب اليوم,,ثانياً إن بعض النساء قد تفهم معنى الحديث خطأً فعندما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (لا تنتقب المحرمة) فتفسير الحديث له رأيان الأول: أن المراة لا يجوز ان تلبس النقاب,
وإذا مر الرجال قريباً منها فإنها يجب أن تغطي وجهها بالخمار كما كانت النساء يفعلن في زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وللتأكد راجع (فتاوى المرأة المسلمة - كتاب الحج ص269),هذا رأي مجموعة من العلماء والرأي الثاني:هناك مجموعة أخرى من العلماء تقول بأن النقاب كان معروفاً في زمن الحبيب محمد(صلى الله عليه وسلم) ولكنه لا يشبه نقاب زمننا هذا لأنه كان ساتراً للمرأة ولا يحوي زينة ولا تبرجاً ولذلك مُنِع النقاب منعاً باتاً لأنه أصبح ذريعة الى التوسع فيما لا يجوز,,راجع (حكم الإختلاط - لبس النقاب والبرقع ص11) ,
يتبع....