[على خطى السلف]

هوني عليك اختي الكريمه ولا تدعي الشيطان يفسد عليك دينك
فالإبتلاء لا يعني ان لا مكانه ولا إعتبار لك عند الله بل العكس تماما

فعن مصعب بن سعد رحمه الله ، عن أبيه رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أيُّ الناس أشَدُّ بلاء ؟ قال :

(( الأنبياءُ ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه ، فإن كان دِينُهُ صُلْبا اشتَدَّ بلاؤه ، وإن كان في دِينه رِقَّة على حَسبِ دِينه ، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة ))

[ أخرجه الترمذي ]
ويقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه:

(( أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الصالحون ، لقد كان أحدهم يُبتلى بالفقر حتى ما يجدُ إلا العباءة يجوبها ، فيلبسها ، ويُبتلى بالقمَّل حتى يقتلُه ، ولأحدهم كان أشدَّ فرحاَ بالبلاءِ من أحدكم بالعطاء ))

[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]
وقد قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ)) رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن.
فاصبري وارضي بقضاء الله عز وجل واحتسبي الاجر منه تكوني من اهل الجنان وفي الدرجات العليا إن شاء الله فإنما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب
فعن عطَاء بن أبي رَباحٍ، قَالَ: قَالَ لي ابنُ عَباسٍ رضي اللهُ عنهما: ألاَ أُريكَ امْرَأةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّة؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هذِهِ المَرْأةُ السَّوداءُ أتتِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إنّي أُصْرَعُ، وإِنِّي أتَكَشَّفُ، فادْعُ الله تَعَالَى لي . قَالَ: ((إنْ شئْتِ صَبَرتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإنْ شئْتِ دَعَوتُ الله تَعَالَى أنْ يُعَافِيكِ)) فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ فَادعُ الله أنْ لا أَتَكَشَّف، فَدَعَا لَهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

اما عن تعجيل العقوبه لك في الدنيا وانك تحاسبين علي ذنوبك اول باول فهذه ايضا بشري خير لك اختي الكريمه واحسبك ممن يحبهم الله عز وجل
فعن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَرَادَ الله بعبدِهِ الخَيرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ في الدُّنْيا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدِهِ الشَّرَّ أمْسَكَ عَنْهُ بذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يومَ القِيَامَةِ)).
فما اجمل ان يطهرك الله من الذنوب اول باول فتلقينه يوم القيامه بصحائف بيضاء نقيه مليئه بالحسنات
واعلمي اختي الكريمه ان إستمتاع من حولك بنعم الله عز وجل لا يدل علي انهم محبوبين عنده او انه يفضلهم عليك فانظري إلي الكفار مثلا قوه ونفوذ ومال وجمال وتطور وتكنلوجيا ووو ثم ماذا بعد هذا ؟؟ هم في نار جهنم خالدين فيها ابدا لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون فانظري كيف فضلك الله عليهم فانت بنطقك بالشهادتين اصبحت من اهل الجنه ونجوت من الخلود في النار
فلا تغتري بالدنيا ونعيمها الزائل فمهما طالت حياتنا فيها فهي قصيره وابحثي عن نعيم دائم وراحه ابديه في جنات خلد تجري من تحتها الانهار لك فيها ما تشتهي نفسك من لذائذ وطيبات وتستجاب لك فيها جميع الطلبات .

وتذكري اختي الكريمه انه مهما عظمت الإبتلاءات التي تواجهك فإنه يوجد في هذه الدنيا من هو اعظم بلاء منك فاحمدي الله عز وجل علي النعم التي انعم بها عليك وحرم منها غيرك

واكثري من الدعاء بنيه خالصه وحسن ظن بالله ولا تستعجلي الإجابه واعلمي ان الله عز وجل سيختار لك الافضل
يحضرني موقف للصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه فقد كان مستجاب الدعوه فقد دعا له الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك وكان الناس يذهبون إليه ويطلبون منه الدعاء لهم وكان الله عز وجل يستجيب لدعائه فلما كبر فقد بصره فقال له الناس الا تدعو الله فيرد لك بصرك فقال لهم إن قضاء الله احب إلي من بصري
فسبحان الله ما اعظم رضاه بقضاء الله وقدره فبدعوه منه فقط سيرتد إليه بصره ولكنه فضل ما اختاره له الله ورضي به

لي عوده بإذن الله لموضوعك اختي الكريمه فما زال لدي الكثير لاقوله لك
فاستودعك الله وإلي ذلك الحين لن انساك من الدعاء إن شاء الله