[على خطى السلف]

تابع النداء الثاني :-
--------------------
وقال تعالى :
{فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا}
التنازع دليل على شدة الخلاف وما أكثر اختلاف وتنازع امة الإسلام اليوم فبدل ان يتوحدوا معتصمين بالكتاب و السنه نراهم شيعا كل حزب بما لديهم فرحون .
ولأن الله عالم بما سيكون عليه حالنا و بما هو كائن إلا يوم القيامه
أخبرنا ان النجاة والخلاص في الرجوع إلي كتابه و سنة نبيه عليه أفضل الصلاة و السلام هذا
{ان كنتم مؤمنين بالله وباليوم الاخر}
وفي قوله هذا تذكير لنا باننا سنسأل و نحاسب على طاعتنا لامره او عصيانه وفيه ايضا امتحان لايماننا أي إن كنتم مؤمنين حقا فافعلوا ما امرتكم به
وقد حلف الله بذاته وهو من لا يوجد اصدق منه حديثا على اننا لن نؤمن حتي نمتثل لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا وذلك في قوله :
{{فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما}} النساء

وتحاكمنا الى الرسول صلى الله عليه وسلم يكون برجوعنا الى سنته لكي نعرف ما ثبت عنه في الأمر محل الخلاف من قول او فعل او تقرير ثم نعلم به برضي و قناعه تامه
وقد روي ابن ماجه عن العرباض بن ساريه قال (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟؟ قال : تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك من يعش بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد إنقاد))
وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((كل امتي يدخلون الجنة إلا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله فقال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابي))
فلنلزم سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم و نتبع هديه لنكون من الفائزين في الدنيا و الأخره
وليسأل كل منا نفسه بالسؤال الذي سأله الشاعر في قوله :
إذا كنت اعلم علما يقينا بأن جميع حياتي كساعه
فلماذا لا اكون ضنينا بها واجعلها في صلاح و طاعة ؟
ولله در ابن القيم رحمه الله حين قال وهو يوصينا في نونيته :
يا ايها الرجل المريد نجاته اسمع مقالة ناصح معوان
كن في امورك كلها متمسكا بالوحي لا بزخارف الهذيان
واثبت بصبرك تحت الوية الهدي فإذا اصبت ففي رضي الرحمان
واصدع بما قال الرسول ولا تخف من قلة الانصار والاعوان
واختم بالصلاة و السلام على خاتم النبين واله وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الجمع والدين
والى ان نلتقي مع نداء اخر إن شاء الله اترككم في رعاية الله وحفظه