يوسف عليه السلام
كانت أحلامه عظيمة وطموحه كبيراً ... كان ينوي أن يصبح نبياً عندما يكبر ! .... فجأة بيع عبداً في سوق النخاسة .. لم يبكِ على الأطلال وينشغل بتذكير الجميع بحسبه وتاريخه المجيد ومستقبله الزاهر الذي سيسود فيه العالم بل عمل بجد وإخلاص وأمانة وإتقان حتى كسب احترام محيطه ...
ثم دخل السجن .. لم يقض الوقت في كتابة خواطره ومذكراته يسمع أخبار الخارج .. من انتصر على من؟! بل قضى وقته في إصلاح السجن وفهمه وحسن التعامل مع المسجونين والسجانين....
ثم أفرج عنه وتولى أعلى المناصب فلم يصرف سلطانه في التشفي والانتقام بل في الإصلاح وإنقاذ بلاد الاغتراب التي ظلمته حكومتها ( لا وطنه) من مجاعة تنتظرهم ...
أخيراً لم ينس أهله بل جاء بهم من البدو وأحال ضيق حالهم إلى رخاء ورغد! لقد كانت عبرة في استغلال دائرة القدرة لتلحق بالإرادة وعدم إضاعة الجهد في معارك دونكيشوتية وعنتريات فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع !
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}!