عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-05-2013, 02:56 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقول و بالله التوفيق


من أصول السنة ... الأصل الثالث


(وَتَرْكُ اَلْخُصُومَاتِ، وَتَرْكُ الْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلْأَهْوَاءِ).

وكلامنا هو التعامل مع أهل البدع (وَتَرْكُ الْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلْأَهْوَاءِ)
أصحاب الأهواء: أصحاب البدع والضلالات.

قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما: "لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب".
وقال –رضي الله عنه- : ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه: "إياكم وما يُحدث الناس من البدع، فإن الدين لا يذهب من القلوب بِمَرَّةٍ، ولكن الشيطان يُحدث له بدعًا حتى يُخرج الإيمان من قلبه"، أي حتى يُخرج الشيطان الإيمان من قلب العبد.

قال: "ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام، ويتكلمون في ربهم، فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب".
قيل: يا أبا عبد الرحمن، فإلى أين؟
قال: "لا إلى أين، وإنما يَهْرَبُ بقلبه ودينه، لا يُجالس أحدًا من أهل البدع".

وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].

قال شعبة –رحمه الله-: "كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي" [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].

وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي: " وكان الشافعي - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " مناقب الشافعي ( 1/469 ) .

وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، (طبقات الحنابلة ( 1/196 ))
فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

قال عبد الله بن عمر كما في مقدمة صحيح مسلم، قال الإمام مسلم: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر، قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ ، فَقُلْنَا : لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاءِ فِي الْقَدَرِ ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلا الْمَسْجِدَ ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي ، أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، وَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلامَ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لا قَدَرَ ، وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ ، فَقَالَ : " إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ " .

هجر المبتدع له أصل في الشرع، بل الأصل في الشرع أن يُهجر المبتدع، لكنَّ هذا الهجر يحتاج إلى فقه دقيق

فمسألة هجر المبتدع أصلها في كتاب الله -جل وعلا- في قول الله -تبارك وتعالى:
﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].

هذه الآية صريحة في تحريم مجالسة أهل الباطل وأهل البدع وأهل الأهواء والضلال.

قال القرطبي -رحمه الله: "في هذه الآية ردٌّ من كتاب الله -عز وجل- على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ويُصَوِّبوا آراءهم تَقيَّة".
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]