[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم .

دُعيت يوم أمس لحفل زفاف , ورأى المشرفون أن يفتتح هذا الحفل بآيات من القرآن الكريم ,
ويظهر أن القارئ اختار عن قصد آيات كلها تدعو إلى الخوف والحزن والبكاء والخشوع فبدأ بقوله تعالى :


" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"


ومن اللحظة الأولى شرع هذا القارئ في البكاء واستمر يبكي لدرجة أنه لم يستطع مواصلة القراءة , فتأثر الحاضرون أيضا وشرع الكل في البكاء .
مع أننا في حفل وابتهاج ومناسبة للفرح والسرور , لكن الحفل تحول إلى ما يشبه الجنازة : بكاء ودموع وشهيق وصراخ وخشوع .
لم أقل حينها شيئا حتى لا أفسد على أهل العرس جنازتهم !
ولكن لم يعجبي اختيار هذا القارئ .
لأن الإسلام دين الفطرة يعطي للإنسان مساحة للفرح والابتهاج والترويح والترفيه .
وليس مطلوبا من المسلم أن يكون دوما في انقباض وتوتر وحزن وبكاء ....
وفي كتب السنة الصحيحة هذا الحديث:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا زَفَّتْ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ, فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :



"يَا عَائِشَةُ أمَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ ؟ فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ"

هذا رأيي فما رأيكم .