السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي صديق مثقف يمتلك ثلاث لغات اجنبية، قرا الكثير من الكتب، سواء باللغة
العربية او الاجنبية، اطلع على كتب فلسفية لا يستهان بها، وكونه محبا للمراسلة
مع المثقفين الغربيين، فانه اخبرني بانه مؤخرا جرى نقاش بينه وبين الفيلسوف
الفرنسي الملحد "ميشيل انفراي"، كان فحوى الحوار عن وحدة الوجود لابن عربي،
وكون صديقي قرا الكثير عن ذلك المجال، اراد ان يثبت بطلان تلك النظرية
بالحجج والبراهين، مما جعل ذلك الفيلسوف عندما وجد اعتراضا من صديقي المسلم،
وتفنيدا لارائه، ان يقوم بايقاف النقاش معه. وهذا دفعني لان اتساءل، اليس
حريا باي مسلم ان يكون مثقفا مثل صديقي، ويكون له رصيد معرفي كبير
في مختلف وشتى المجالات، حتى يستطيع ان يلجم لسان كل حاقد عن الاسلام،
خاصة العلمانيين الذين يتشدقون في كلامهم ويتلاعبون بالفاظهم ليظهروا بانهم
مثقفي زمانهم. يكفي ان احمد ديدات رحمه الله، لو لم يكن له اطلاع على آراء
خصمه، وكما صرح مرة لمناظره بانه قرأ له عشرات الكتب حتى يعرف كيف
يفكر وكيف يستطيع ان يفند حججه، ام انكم مع من يقول بانه على المسلم
الا يقرآ الفكر الغربي مخافة ان يتاثر به، وينغمس في غياهب المذاهب التي
قد تزرع الشك في قلبه، خاصة ان كانت عقيدته هشة.