
15-03-2013, 10:57 PM
|
 |
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
|
|
رد: الحديث السادس والعشرون / الأربعين النووية
من فوائد هذا الحديث:
1- وجوب شكر نعم الله التي في الإنسان ذاته لقول " كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ" أي أن تركيب عظام الآدمي وسلامتها من أعظم نعم الله تعالى عليه ، فيحتاج كل عظم منها إلى تصدق عنه بخصوصه بصدقة كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه لأنه ركبه وأتمه وأنعم به، ليتم شكر تلك النعمة .
وقوله: "عَلَيهِ صَدَقَة" وعلى للوجوب، ووجه ذلك: أن كل إنسان يصبح سليماً يجب عليه أن يشكر الله عزّ وجل، سليماً في كفه، في ذراعه، في عضده، في ساقه، في فخذه، في كل عضو من أعضائه عليه نعمة من الله عزّ وجل فليشكرها. 2- التفكر في النفس من سمات المؤمنين كما قال تعالى " وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات21. 3- المداومة على النوافل كل يوم ، وأن العبادة إذا وقعت في يوم لا يُغني عن يوم آخر ، فلا يقول القائل مثلا : قد فعلت أمس فأجزأ عني اليوم ، لقوله r كل يوم تطلع فيه الشمس فكل يوم يصبح فيه الإنسان بمنزلة حياة جديدة له لأنه بعث بعد وفاة، قال تعالى(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) الأنعام : 60.
4-أن الشمس هي التي تدور على الأرض، فيأتي النهار بدل الليل، لقوله: "تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ" وهذا واضح أن الحركة حركة الشمس، ويدل لهذا قول الله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَال)(الكهف: الآية17) أربعة أفعال مضافة إلى الشمس، وقال تعالى عن سليمان: ( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) (صّ: 32) أي الشمس (بِالْحِجَابِ) أي بالأرض، وقال النبي r لأبي ذرٍّ رضي الله عنه حين غربت الشمس: أَتَدْرِيْ أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ(4) فأضاف الذهاب إليها أي إلى الشمس. 5- أفضل الصدقات ماكان متعديا نفعه مثل : أن تعدل بين اثنين وأن تحمل متاع أخيك أو تعينه على حمله وإماطة الأذى عن الطريق.
6-الحديث يحث المسلم على الاستمرار في الأعمال الصالحة في كل الأيام لا يقف عند حد، ولا يمل منها، وذلك لقوله " كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل .....، وذكر أنواع الأعمال الصالحة". 7- الحث على معاونـة الإنسان لأخيه المسلم ، فيعينه في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعــه . وللتعاون فضائل : أولاً : حث الله عليه .قال تعالى } وتعاونــوا على البر والتقوى{ . ثانياً : أنه سبب للقوة .قال تعالى } ولا تنازعـــوا فتفشلوا وتذهب ريحكم { . ثالثاً : أنه سبب لمعونة الله للعبد .قال r( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتــه ) رواه مسلم . 8- الحث على الكلمة الطيبة لقوله: "وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ" كالسلام – ورد السلام – وتشميت العاطس – وذكر الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها .والكلام الطيب هو الذي يقبل عند الله ، كما قال تعالى } إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه{ . 9- فضل إماطة الأذى عن الطريق ، وأنه صدقة . وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية. ولإماطــة الأذى فضائــل :أولاً : أنه صدقة .لحديث الباب . ثانياً : من علامات الإيمان .قال r ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) رواه مسلم .ثالثاً : أنه من أسباب دخول الجنة .عن أبي هريرة . قال : قال r( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنــة ، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم . رابعاً : من أسباب المغفرة .قال r ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق ، فأخره فشكر الله له ، فغفر له ) متفق عليه . 10- يربي في النفس التواضع حيث يحمل المسلم متاع أخيه ويحمله على دابته ويميط الأذى، فهذا كله يطرد الكبر من القلب. 11- ينبغي للإنسان أن يستغل أمور حياته الاعتيادية ليكسب من ورائها صدقات، فمن ضروريات الحياة أن يخالط الإنسان غيره، و يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبذل السلام ويميط الأذى ويعين المسلمين ويعطي الكلمة الطيبة فكل ذلك يكتبه الله له. 11- الإسلام يعود المسلم على المسؤولية عن كل ما يكون حوله فهو مسؤول عن أخيه المسلم وحاجاته ومسؤول عن الطريق فيميط ما فيه من اذى، ومسؤول عن المتخاصمين فيسعى للإصلاح بينهم فالإسلام لا يربي الناس على الأنانية وحب الذات فقط. 12-فضيلة العدل بين الناس . والعدل له فضائل : أولاً : أن الله أمر به .فقال تعالى} إن الله يأمر بالعدل والإحسان .... {. ثانياً : أن الله يحب أهله .قال سبحانه } وأقسطوا إن الله يحب المقسطين { . ثالثاً : على منابر من نور .قال r ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم . رابعاً : في ظل الله يوم القيامة .قال r( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ... ) متفق عليه . 13-فضيلة الصلح بين الناس ، قال تعالى} واتقوا الله وأصلحــوا ذات بينكم {وقال تعالى} وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلــوا فأصلحــوا بينهمـا { . وأنه من أعظم الأعمال . قال r( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى ؟ قال : إصلاح ذات البين ) رواه أحمد .وعن سهل بن سعد . ( أن أهل قباء اقتتلــوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله r بذلك فقال : اذهبــوا بنا نصلح بينهــم ) رواه البخاري .
من أقوال السلف :
قال أنس : ” من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمــة عتق رقبــة “ .
وقال أبو أمامة : ” امش ميلاً وعد مريضاً ، وامش ميلين وزر أخاً في الله ، وامش ثلاثة أميال وأصلح بين اثنين “ .
وقال بعض العلماء : ” من أراد فضل العابدين فليصلح بين الناس ، ولا يوقع بينهم العداوة والبغضاء “ .
14-فضل المشي إلى المساجد ، ففي كل خطوة صدقة .والمشي إلى المساجد فضله عظيم .
أولاً : أن كل خطوة إلى المسجد صدقة .كما في حديث الباب .
ثانياً : أنه من أسباب محو الخطايا .قال r ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) رواه مسلم .
ثالثاً : أن كل خطوة تمحو سيئة وأخرى تكتب حسنة .
قال r ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب له حسنة ) رواه النسائي .
وفي رواية ( فرجل تكتب له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لاإله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك
إن أصبت فمن فضل الله وحده
وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هداناالله
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم
ولاتجعل لأحد شيئا منه سواك
[1]عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل..." أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (1007)
[2]أخرجه ابن ماجه- كتاب: الأحكام، باب: من بنى في حقه ما يضر بجاره، (2340). والإمام أحمد – ج1/ص313،(2867).
[3]أخرجه أبو داود – كتاب: التطوع، باب: صلاة الضحى، (1285).
[4]أخرجه البخاري- كتاب: بدء الخلق، صفة الشمس والقمر (بحسبان)، (3199). ومسلم – كتاب: الإيمان، باب: الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، (159)،(251)
|