سئل عن علم اليقين وحق اليقين (في مدارج السالكين لابن القيم) فقال :
هو كرجل اخبرك ان عنده عسلاً وانت لا تشك في صدقه ،
ثم أراك إياه فازددت يقينا ، ثم ذقت منه ،
فالاول علم اليقين ، والثاني عين اليقين ، والثالث حق اليقين .
فعِلمُنا بالجنة والنار علم اليقين .
فاذا ازلفت الجنة للمتقين وشاهدها الخلائق ، وبرزت الجحيم للغاوين وعاينها الخلائق فذلك عين اليقين ،
فإذا أُدخِل اهل الجنة الجنة ، وأُدخل اهل النار النار فذلك حينئذ حق اليقين .
قال الله تعالى :
{ألهَاكُمُ الثَّكَاثُر حَتى زُرتُمُ المَقَابِر كَلا سَوفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلمُونَ كَلا لَو تَعْلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ لَتَرَوُنَّ الجَحِيم ثُمَّ لاَ تَرَوُنَّهَا عَينَ اليَقِينِ ثُمَّ لا تُسْألُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }.
اي لو علمتم علما يقينا عاقبة التفاخر، ما اشتغلتم به ،
والله لترون بابصاركم بعد الموت الجحيم بارزة ظاهرة غير بعيدة وهي النار المستعرة .
ثم لترونها بأَعينكم بعد ذلك عيانا وهي اليقين نفسه، بدخولكم فيها .
*****