عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-02-2013, 02:07 AM
الصورة الرمزية سامية الحرف
سامية الحرف سامية الحرف غير متصل
عبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
مكان الإقامة: اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة بدون حساب ولا عذاب آمين يا رب العالمين ....
الجنس :
المشاركات: 12,063
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي لماذا خص الله تعالى القلب بالإثم في قوله (فإنه أثم قلبه ) ..’’

**

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقكم الله وأعلى مقامكم -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ }
فلماذا خصّ اللهُ تبارك وتعالى القلبَ بالإثم ، ولماذا ذِكَر القلبُ هُنا ؟
وفقكم الله ورزقكم مِن الطيبات ما تطيب به نفسك ورزقكم الله رِضاه ورضي عنكم وأتمّ عليكم نِعمه ظاهرةً وباطِنة .

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لأن القلب هو مَحَلّ الكِتمان .

قال ابن عطية في تفسيره : وخَصّ الله تعالى ذِكْر القَلب إذ الكَتْم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كما قال عليه السلام .

وقال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)
خُصَّ القَلْب بِالذِّكْر إذ الكَتم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كله ، كما قال عليه السلام ، فَعَبَّر بالبعض عن الجملة . وقال الكِيَا : لَمَّا عَزَم على ألاَّ يُؤدّيها وتَرْك أداءها باللسان رَجَع المأثم إلى الوجهين جميعا ...
وهو من بديع البيان ولطيف الإعراب عن المعاني . يُقال : إثم القلب سَبب مَسْخِه ،
والله تعالى إذا مَسَخ قَلْبًا جَعَله مُنَافِقا وطَبع عَليه ، نعوذ بالله منه .

وقال أبو حيان في تفسيره : كَتْم الشهادة هو إخفاؤها بالامتناع من أدائها ، والكَتْم من معاصي القلب ،
لأن الشهادة عِلْم قام بِالقَلب ، فلذلك علق الإثم به. وهو من التعبير بالبعض عن الكل : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صَلَحت صَلح الجسد كله ، وإذا فَسَدت فَسَد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
وإسناد الفعل إلى الجارحة التي يُعْمَل بها أبلغ وآكَد ، ألا ترى أنك تقول : أبصرته عيني ؟ وسمعته أذني ؟ ووعاه قلبي ؟
فأسْنَد الإثم إلى القلب إذ هو مُتَعَلَّق الإثم ، ومكان اقترافه ، وعنه يُتَرْجم اللسان . ولئلا يُظَنّ أن الكتمان مِن الآثام المتعلقة باللسان فقط ، وأفعال القلوب أعظم مِن أفعال سائر الجوارح ، وهي لها كالأصول التي تتشعب منها .

والله تعالى أعلم
__________________
،،
اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول
وعوضني خيرًا ممافقدتــ
اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني
قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.34%)]