ان فضيلة التواضع مبعثها كمال الايمان ،
قال الله تعالى :{وعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمشُونَ عَلى الأَرْضِ هَوناً وإذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً } (الفرقان63)
وإذا كان الكبر طريقا الى الانخفاض وعدم الرفعة ، فإن التواضع طريقا الى العلو والارتفاع ،
قال صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد عبد بعفو إلا عز ، وما تواضع احد لله إلا رفعه الله"
ولطالما طبق صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام خُلق التواضع في كل تصرفاتهم وسلوكهم ،
قال احد الصحابة :خرج عمر الى الشام ومعنا ابو عبيدة ، فأتوا على مخاضة (مستنقع )، وعمر على ناقة له ،
فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، واخذ بزمام ناقته فخاض
فقال ابو عبيدة :يا امير المؤمنين انت تفعل هذا ؟ ما يسرني ان اهل البلد استشرفوك ،
فقال :أوه ، لو قال ذا غيرك ابا عبيدة لجعلته نكالا لأمة محمد،
إنا كنا اذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به اذلنا الله.
وقد خاطب رب العزة رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُم}(ال عمران159)
{واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ}(الشعراء215)
النفس في القرآن__د.احمد عمر هاشم