
07-01-2013, 02:26 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2013
مكان الإقامة: اليمن
الجنس :
المشاركات: 9
|
|
الاقناع أن آل النبي هم الأتباع (الفصل الثالث ))
الاقناع ان آل النبي هم الاتباع
الفصل الثالث ادله الترجيح للقول الصحيح سبق لناوأن رجحنا القول بأن آل النبي هم اتباع ملته إالى يم القيامة وبالذات الصالحين منهم وفي هذا الفصل سوف اقوم بذكر الأدلة التي ترجح هذا القول والمتمثلة في ما يلي :-
اولا / الفرق بين مصطلح الأهل والآل :- ذكرنا في الفصل الأول من هذا البحث أن القائلين أن آل النبي هم قرابته لم يفرقوا بين مصطلح الأهل والآل واعتبروا كلا المصطلحين شي واحد ويدلان على نفس المعنى وهو القرابة وقالوا أن أصل مصطلح اللآل أهل ثم قلبت الهاء همزة فقيل أأل ثم سهلت على قياس أمثالها فقيل آل قالوا ولهذا إذا صغر رجع إلى أصله فقيل أهيل قالوا ولما كان فرعا عن فرع خصوه ببعض الأسماء المضاف إليها فلم يضيفوه إلى أسماء الزمان ولا المكان ولا غير الأعلام فلا يقولون آل رجل وآل امرأة ولا يضيفونه إلى مضمر فلا يقال آله وآلي بل لا يضاف إلا إلى معظم كما أن التاء لما كانت في القسم بدلا عن الواو وفرعا عليها والواو فرعا عن فعل القسم خصوا التاء بأشرف الأسماء وأعظمها وهو اسم الله تعالى قال ابن القيم في جلاء الإفهام :- وهذا القول ضعيف ((يقصد أن أصل الآل هي أهل وليس تضعيف القول بأن الآل هم القرابة فهو ممن يرى ذالك )) وذكر رحمة الله عدة أمور تضعف هذا القول نذكر منها ألأتي:-
1) أنه لا دليلا عليه
2) أنه يلزم منه القلب الشاذ من غير موجب مع مخالفة الأصل
3) أن الأهل تضاف إلى العاقل وغيره والآل لا تضاف إلا للعاقل
4) أن الأهل تضاف إلى العلم والنكرة والآل لا يضاف إلا إلى معظم من شأنه أن غيره بؤ ول إليه
5) أن الأهل تضاف إلى الظاهر والمضمر والآل من النحاة من منع أضافته إلى المضمر ومن جوزها فهي شاذة قليلة
6) أن الرجل حيث أضيف إلى آله دخل فيه هو كقوله تعالى (( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) غافر 46 وقوله تعالى ((إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين )) آل عمران 33 وقوله تعالى ((إلا آل لوط نجيناهم بسحر ))القمر 34 وقول النبي ((اللهم صل على آل أبي أوفى)) وهذا إذا لم يذكر معه من أضيف إليه الآل وأما إذا ذكر معه فقد يقال ذكر مفردا وداخلا في الآل وقد يقال ذكره مفردا أغنى عن ذكره مضافا والأهل بخلاف ذلك فإذا قلت جاء أهل زيد لم يدخل فيهم. انتهى كلامه رحمه الله ...( [1])
ثانيا / أصل الآل ومعناها واشتقاقها :-ومما يدل على أن الآل هم ألأتباع معنى مصطلح الآل في لغة العرب والذي نذكره كما جاء في كتب اللغة ومنها ما ذكره صاحب الصحاح في باب الهمزة والواو واللام قال وآل الرجل أهله وعياله وآله أيضا أتباعه وهو عند هؤلاء مشتق من آل يؤول إذا رجع فآل الرجل هم الذين يرجعون إليه ويضافون إليه ويؤولهم أي يسوسهم فيكون مآلهم إليه ومنه الإياله وهي السياسة فآل الرجل هم الذين يسوسهم ويؤولهم ونفسه أحق بذلك من غيره فهو أحق بالدخول في آله ولكن لا يقال إنه مختص بآله بل هو داخل فيهم وهذه المادة موضوعة لأصل الشيء وحقيقته ولهذا سمي حقيقة الشيء تأويله لأنها حقيقته التي يرجع إليها .......( [2]) ومنه قوله تعالى هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق الأعراف 53 فتأويل ما أخبرت به الرسل هو مجيء حقيقته ورؤيتها عيانا ومنه تأويل الرؤيا وهو حقيقتها عيانا ومنه تأويل الرؤيا الخارجية التي ضربت للرائي في عالم المثال ومنه التأويل بمعنى العاقبة كما قيل في قوله تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا النساء 59 قيل أحسن عاقبة فإن عواقب الأمور هي حقائقها التي تؤول إليها ومنه التأويل بمعنى التفسير لأن تفسير الكلام هو بيان معناه وحقيقته التي يراد منه قالوا ومنه الأول لأنه أصل العدد ومبناه الذي يتفرع منه ومنه الآل بمعنى الشخص نفسه قال أصحاب هذا القول والتزمت العرب إضافته فلا يستعمل مفردا إلا في نادر الكلام كقول الشاعر
نحن آل الله في بلدتنا ... لم نزل آلا على عهد أرم
والتزموا أيضا إضافته إلى الظاهر فلا يضاف إلى مضمر إلا قليلا وعد بعض النحاة إضافته إلى المضمر لحنا كما قال أبو عبد الله بن مالك والصحيح انه ليس بلحن بل هو من كلام العرب لكنه قليل ومنه قول الشاعر
أنا الفارس الحامي والدي ... وآلي فما يحمي حقيقة آلكا
وقال عبد المطلب في الفيل وأصحابه
وانصر على آل الصلي ... ب وعابديه اليوم آلك
فأضافه إلى الياء والكاف وزعم بعض النحاة أنه لا يضاف إلا إلى علم من يعقل وهذا الذي قاله هو الأكثر وقد جاءت إضافته إلى غير من يعقل قال الشاعر:
نجوت ولم يمنن علي طلاقه
سوى ربد التقريب من آل أعوجا
وأعوج علم فرس قالوا: ومن أحكامه أيضا أنه لا يضاف إلا إلى متبوع معظم فلا يقال آل الحائك ولا آل الحجام ولا آل رجل فقد احتج له بأن آل المعظم المتبوع هم أتباعه على دينه وأمره قريبهم وبعيدهم قالوا واشتقاق هذه اللفظة تدل عليه فإنه من آل يؤول إذا رجع ومرجع الأتباع إلى متبوعهم لأنه إمامهم وموئلهم قالوا ولهذا كان قوله تعالى إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر 34 المراد به أتباعه وشيعته المؤمنون به من أقاربه وغيرهم وقوله تعالى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب غافر 46 المراد به أتباعه
ثالثا / استخدام الآل للدلالة على النسب مما استحدث في اللغة العربية :-
ذكرنا في المبحث الأول من الفصل الثاني أن العرب لم يستخدموا مصطلح الآل للدلالة علي النسب فمثلا لم نسمع في لغة العرب محمد بن عبدا لله آل قريش اوابوبكر الصديق إل تيم اوعمر بن الخطاب آل عدي اوعثمان بن عفان آل اميةاوعلي بن ابي طالب آل هاشم فلم تعرف العرب هذه النسبة
وكيف يمكن توجيه هذه النسبة فإنَّ من آيات البيان التي امتازت بها اللغة العربية ، ومفاتِح الإعجاز التي خُصَّت بها بابَ النِّسبة .
وهذا الباب ، مستعمل في النَّسَب ، وفي سائرِ النِّسَب ؛ فهو مستعمل في الوصف ، وفي المصدر الصِّناعيِّ (وهو عائد إلى الوصف). وللنَّسَب -كغيره من أبواب العربيَّة- جادَّة سالكة ، يعرفها العرب بسلائفهم ، والنحاة بما استقرؤوه من طرائقهم.
وقد حدث في هذا الباب ، كغيره من أبواب العرب جرّاء فساد الألسُن ، واستحكام العُجمة.
ومما جدَّ في النسب وخصوصًا في جزيرة العرب الانتساب بلفظة "آل" ، ومن أشهر من ينتسب هذه النِّسبة في هذا العصر"آل الشيخ" ، و"آل سعود".وهذه الطَّريقة، لا يعلم أنها حُفِظت عن العرب، ولا أراها -والله أعلم- صحيحة،
فالآل في اللغة وصف لجماعة من الناس ، ولا يصحُّ تنزيلها على المفرد واستعمالها فيه.
وقد يصحُّ في النّحو بتقدير كحذف الخافض ونحوه ، إلاَّ أنَّ العرب لم تستعمله في هذا الموضع على هذا الوجه ، وفيه مخرج من التلحين بعد وقوعه ، أمَّا أن يُتَّخذ طريقة في النسب فلا.
وانتساب الفرد إلى لفظ يختصُّ بالجماعة هنا ، شبيه بما يكثر عند إخواننا من أهل فلسطين والأردنّ ، من انتساب الرجل إلى القبيلة بلفظ الجمع ، فيقول زيدٌ المرزوقيُّ -مثلاً- زيد المرازيق ، ويقول من ينتسب إلى بني حسن(من قبائل الشام) واسمه محمّد "محمّدٌ بني حسن".
ومعلوم أنَّ الخطأ هنا من جهة انتسابه إلى لفظ يختصُّ بالجمع ، ومن جهة جمعه للمنسوب جمع تكسير ، والمنسوب بياء النسب لا يجمع إلاّ جمع تصحيح (ومنهم من سهَّل في الأخير).
* ومن النسب التي أظنُّها حادثة ، الاكتفاء في النسبة إلى الجدِّ بك"آل" ، كما شاع في نسبة الشيخ العلاّمة محمد العثيمين ، ويزيد الخطأ قول القائل "محمد الصَّالح العثيمين".والبديل الصحيح للنسبتَين هاتين أن يقال (الفلانيّ ، أو ابن فلان)..
ومعلوم أنَّ الأوَّل قد يستثقله بعض النَّاس جدًّا ؛ فلو قال قائل "العثيمينيّ" لاستهجنه العامَّة ، وأغرب منه "الشَّيخيّ" بدل "آل الشيخ".هذا غير ما يرِدُ من الإشكال عند جمع غير قليل من الأسر والعوائل التي تفرِّق بينها وبين من يشاركها الاسم بياء النَّسب ؛ فيقولون مثلاً "الأحمديُّ من بني فلان ، والأحمد من بني فلان".فلا يبقى إلاَّ الاستعاضة عن ذلك بلفظ "ابن" ؛ فيقال : ابن عثيمين ، وابن الشَّيخ. وكذالك نلاحظ ان الله في القران الكريم حين عبر عن ذرية آدم عبر عنها ببني آدم ولم يقل آل آدم وعبر عن ذريه يعقوب ببني إسرائيل ولم يقل آل إسرائيل وحين أراد أن يعبر عن أتباع يعقوب ذكرهم بقولة آل يعقوب
وعلية : فإن العرب قديما لم يعبروا عن قرابة النسب بالآل ولكن استخدموا الأهل والبني فسمعنا عن بني هاشم ولم نسمع عن آل هاشم وبني قريظة ولم بسمع عن آل فريضة وبني مرة ولم نسمع عن آل مرة
والخلاصة : أن مصطلح الآل في اللغة العربية لا يضاف إلى القبيلة ولا إلى العشيرة ولكن يضاف إلى الشخص ولكن ليس لغرض الدلالة على النسب ولكن على الأتباع أما ما يضاف إلى القبيلة هو بني ويعبر بها عن النسب
والجدير بالذكر: أن بداية النسبة بال فلان للدلالة على النسب بدأت هكذا في أوائل الدولة العثمانية إذ قبلها لا تمر على مثل هذه الأنساب ( والله اعلم(
رابعا / صفه الصلاة الإبراهيمية : ومما يدل على أن آل النبي هم أتباعه صفة الصلاة الإبراهيمية في التشهد في قولنا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم والدليل فيها يمكن توضيحه من خلال معرفة معنى قولنا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد فما هي صلاة الله على النبي وعلى اله ؟ والجواب يمكن إيضاحه مما قاله المفسرون في قولة تعالى{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} حيث قالوا إن صلاة الله رحمة وصلاه الملائكة استغفار وصلاة المسلمين دعاء وحين أمر الله ألصحابه بالصلاة على النبي سال المسلمين النبي عن طريقة الصلاة عليه فقال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ) وبذالك فان صلاة المسلم على النبي وعلى اله هي دعاء الله لهم بالرحمة ولوا كانت الآل تدل على القرابة لكنا تدعوا الله بالرحمة للبر والفاجر من آل إبراهيم حيث وان من ذرية إبراهيم من حاد عن الطريق السليم وهذا غير سليم بل إن الله قد منع النبي من الدعاء لامه ومنع إبراهيم من الاستغفار لأبيه ونهى نوح من الدعاء لولده فكيف يأمر النبي المسلمين أن يصلوا على قرابته وفيهم أبوا لهب الذي لعن في القران بسورة كأمله
وعلية: فان معنى قولنا ((وعلى آل محمد )) اى دعائنا للصالحين من أتباع النبي وقرابته منهم وكذلك قولنا وعلى آل إبراهيم أي الصالحين من أتباعه واستثناء الفاسقين وان كانوا من القرابة ومن جهة أخرى : لوا سلمنا بان آل النبي الذين نصلى عليهم هم قرابته من النسب ومن البطنين بالذات فإن في هذا حجة قويه ودليل واضح على بطلان عقيدة الروافض وغلاة الشيعة وذالك من حيث أن معنى صلاة المؤمنين هي الدعاء فقد آمر النبي بالصلاة عليه وعلى اله اى آمر بالدعاء لهم والروافض يدعون هم وآمر بطلب الرحمة لهم من الله لان صلاة الله رحمة والروافض يصلبون الرحمة منهم
والخلاصة:- أن معنى قولنا وعلى آل محمد اى دعائنا للصالحين من أتباع النبي وقرابته منهم وكذالك قولنا وعلى آل إبراهيم أي الصالحين من أتباعه واستثناء الفاسقين وان كانوا من القرابة
وحتى يتضح الأمر نسوق إليك أخي القارئ بعض الأدلة التي تدل على أن الآل هم الأتباع وأن الصلاة عليهم هي طلب الرحمة لهم من الله واليك هذه الأدلة المتمثلة بالأتي:-
1- أن الله تعالى قد صلى على أتباع النبي علية الصلاة والسلام من المؤمنين وكذالك اللائكة قال تعالى((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43))) وفي هذه الآية يبين الله للمؤمنين انه يصلى عليهم وكذلك الملائكة , أما عن معنى الصلاة من الله ومن الملائكة سنذكرها من خلال ما ورد في كتب ألتفاسير كما يلي :-
أ- جاء في تفسير مقاتل لقولة تعالى ((إن الله وملائكته يصلون على النبي ) ، أما صلاة الرب عز وجل فالمغفرة للنبي وأما صلاة الملائكة فالاستغفار للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم قال تعالى : ( يأيها الذين امنوا صلوا عليه ( يعني استغفروا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وسلموا تسليما ) فلما نزلت هذه الآية قال المسلمون هذه لك ، يا رسول الله ، فما لنا ؟ فنزلت ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)....( [3]) ومن خلال هذا التفسير نجد أن الله لما أمر المسلمين بالصلاة على النبي سأل الصحابة النبي عليه آلة والسلام هل جعل الله لهم شي مثل نبيهم فنزلت الآية ((هو الذي يصلي عليكم )) اى على امة وأتباع النبي .
ب- جاءفي روح البيان في قولة تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ليُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } {يُصَلِّى عَلَيْكُمْ} يعتني بكم بالرحمة والمغفرة والتزكية (والاعتناء : {وَمَلَائكَتُهُ} عطف على المستكن في يصلي لمكان الفصل المغني عن التأكيد بالمنفصل أي ملائكته بالدعاء والاستغفار فالمراد بالصلاة المعني المجازي الشامل للرحمة والاستغفار وهو الاعتناء بما فيه خيرهم وصلاح أمرهم.....( [4])وعن السدي قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : أيصلي ربنا فكبر هذا الكلام عليه فأوحى الله إليه فصلاتي وإن صلاتي رحمتي التي تطفئ غضبي وقيل له عليه السلام ليلة المعراج : "قف يا محمد فإن ربك يصلي" فقال عليه السلام : إن ربي لغني عن أن يصلي فقال تعالى : "أنا الغني عن أن أصلي لأحد وإنما أقول سبحاني سبقت رحمتي غضبي اقرأ يا محمد هو الذي يصلي عليكم وملائكته الآية فصلاتي رحمة لك ولأمتك" ومن خلال هذا التفسير نجد أن معنى الصلاة من الله هي الرحمة , والمغفرة , وصلاة المؤمنين هي طلب الرحمة والمغفرة فصلاة الله على النبي هي الرحمة والمغفرة وصلاته على المؤمنين هي الرحمة والمغفرة
2- أمر الله النبي عليه الصلاة والسلام أن يصلي على أتباعه من المؤمنين كما أمر المؤمنين بالصلاة على نبيهم فقال تعالى((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) )) ورد في البحر المديد في تفسير هذه الآية {وَصَلِّ عليهم} أي : ترحم عليهم ، وادع لهم بالرحمة ، فكان عليه الصلاة والسلام يقول لمن أتاه بصدقته اللهُم صَل عَلى آلِ فُلان ". فأتى أبو أوفى بصدقته فقال : " اللهم صلِّ على آل أَبي أَوفَى ". {إِن صلاتك سَكَنٌ لهم} ؛ تسكن إليها نفوسهم ، وتطمئن بها قلوبهم ، لتحققهم بقبول دعائه عليه الصلاة والسلام....( [5])
*وورد في الجامع الكبير لأحكام القران ومعنى {صَلَوَاتِ الرَّسُولِ} استغفاره ودعاؤه. والصلاة تقع على ضروب ؛ فالصلاة من الله جل وعز الرحمة والخير والبركة ؛ قال الله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} [الأحزاب : 43] والصلاة من الملائكة الدعاء ، وكذلك هي من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كما قال{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأنينة. {أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} أي تقربهم من رحمة الله ، يعني نفقاتهم........( [6])
3- أن النبي صلى الله علية وسلم صلى على بعض أتباعه من المسلمين نذكر إليك منها الأتي :-
أ- عن عمرو بن مرة ، سمع ابن أبي أوفى ، يقول : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أهل بيت بصدقة صلى عليهم فتصدق أبي بصدقة فقال : » اللهم صل على آل أبي أوفى «
ب- عن جابر بن عبد الله، أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: صل علي وعلى زوجي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « صلى الله عليك وعلى زوجك »
4/صلى بعض الصحابة من أهل البيت النبوي علي أصحاب النبي ونذكر من ذالك الأتي:-
أ- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال علي لعمر بن الخطاب وهو مسجى : « صلى الله عليك ودعا له ، وقال : ما أجد أحدا من الناس أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا »
ب- أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أنا محمد بن العباس الخزاز ، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن شيبة البزاز نا زياد بن أيوب ، نا يعلى بن عبيد الطنافسي ، نا أبو خالد الأحمر ، قال : سألت عبد الله بن حسن عن أبي بكر وعمر ، فقال : « صلى الله عليهما ولا صلى على من لم يصل عليهما »
ومن خلال ما سبق نستخلص الأتي :-
v معنى الصلاة على النبي وعلى آله هي من الله رحمه ومغفرة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء
v ذكر الله انه يصلي على النبي وكذالك الملائكة وأمر المؤمنين بالصلاة على النبي
v ذكر الله انه يصلي على أتباع النبي الذين امنوا به وكذالك الملائكة وأمر النبي بالصلاة على أتباعه المؤمنين
v صلى النبي علية الصلاة والسلام على بعض اتباعية من الصحابة رضوان الله عليهم
v كان قرابة النبي يصلون على الصحابة الكرام
شبهة وقبل أن ننتقل إلى الدليل الخامس الذي يرجح أن الآل هم الأتباع نود أن نجيب على بعض ألشبهه التي قد تثار حول ما ذكرناه في الدليل الثالث والمتمثلة في ما يأتي :-
قد يحتج البعض عن قولنا أن الصلاة من الله على النبي وعلى المؤمنين هي الرحمة ويستدل على ذالك بقوله تعالى (({ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } فيقول : لو أن معنى صلاة الله هي رحمته فالماد إذا عطف الرحمة على الصلاة في هذه الآية أولا يدل هذا العطف على المغايرة فلوا كانت الرحمة هي صلاة الله لم يعطف الرحمة على الصلاة ؟
والجواب على هذه ألشبهه يكون أن العطف هن لايدل على المغايرة وهذا يتضح بآمرين هما:-
أ- ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله (((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)) حيث نلاحظ أن الله بعد أن بين انه يصلى على المؤمن في أول الآية ذكر في أخر التيه قوله (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) ومن المعروف أن من أفضل مايفسر به القران هو أن يفسر بالقران وفي هذه الآية نلاحظ أن الله بين سبب صلاته على المؤمنين بأنه كان بهم رحيما فصلاته عليهم وهذا يدل على أن الله قد بين أن الصلاة من هي الرحمة ووضح أن هذه الرحمة تخص المؤمنين لان من صفات الله انه رحيم بعبادة وقد ورد في تفسير روح المعاني في تفسير قوله تعالى(( وكان بالمؤمنين رحيما )) إعراض مقرر لمضمون ما قبله أي كان سبحانه بكافة المؤمنين الذين أنتم من زمرتهم كامل الرحمة ولذا يفعل بكم ما يفعل بالذات وبالواسطة أو كان بكم رحيما على أن المؤمنين مظهر وضع موضع المضمر مدحا لهم وإشعارا بعلة الرحمة ...( [7])
ب- العطف والتكرار لا يدلان دائما على المغاير فقد كرر الله التوبة مرتين في قوله {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيق مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} فتوبة الله واحدة ولا فرق بين التوبة الواردة في أول الآية وفي آخر الآية *ذكر الله في قوله ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ))فرباط الخيل بمعنى خيل مربوطة كما قيل جرد قطيفة جرد أضيف العام إلى الخاص للبيان أو للتخصيص كخاتم فضة وعطفها على القوة مع كونها من جملتها للإيذان بفضلها على بقية إفرادها كعطف جبريل وميكائيل على الملائكة و عطف النبي علية الصلاة والسلام ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى على النبيين وهذا في قوله تعالى ((وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ))الأحزاب 7 وقوله تعالى ((من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ))البقرة 98 وجاء - سبحانه - بلفظ { قُوَّةٍ } منكراً ، ليشمل كل ما يتقوى به في الحرب كائنا ما كان . قال الجمل: وقوله { مِّن قُوَّةٍ } في محل نصب على الحال، وفى صاحبها وجهان: أحدهما أنه الموصول. والثاني: أنه العائد عليه، إذ التقدير ما استطعتموه حال كونه بعض القوة ، ويجوز أن تكون { مِن } لبيان الجنس .( [8] ) وقوله: { وَمِن رِّبَاطِ الخيل } مطوف على ما قبله من عطف الخاص على العام أي أعدوا لقتال أعدائكم ، ما أمكنكم من كل ما يتقوى به عليهم في الحرب ، من نحو : حصون وقلاع وسلاح . ومن رباط الخيل للغزو والجهاد في سبيل اللوقد عطف الله جبريل على الملائكة في قوله ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ومعنى ( تعرج الملائكة } المأمورون بالنزول والعروج دون غيرهم من المهيمين ونحوهم لان من الملائكة من لا ينزل من السماء أصلا ومنهم من لا يعرج من الأرض قطعا { والروح } أي جبريل
خامسا / ماورد في القرأن والسنة وأقوال العلماء :-
1- في القران الكريم
ذكرنا سابقا في الفصل الثاني العديد من الايات وتفسيرها ولا باس ان نذكر في هذا الفصل نماذج اخرى نذكر الاتي منها :-
v قال الله -عز وجل-: {...وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ...} (البقرة: من الآية248). ولم يختلف أحدٌ من الناس أن موسى كان عقيماً ليس له ذرية. فالمقصود بالآل هم الأتباع وليس الأولاد......( [9])
v قال تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (البقرة:50). والمقصود هو أتباع فرعون وليس أولاده. فإنه لم يكن له ولدٌ أصلاً باتفاق المفسّرين ولذلك قَبِلَ أن تتبنى امرأته آسية -عليها السلام- موسى -عليه السلام كولد، كما
v قال الله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لاتَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (القصص:9) ولا خلاف أن الذين كانوا يذبحون أبناء بني إسرائيل والذين أغرقهم الله، هم جند فرعون وأتباعه، وليس أولاده.
2- في السنة : وردت العديد من الأحاديث التي تدل على أن آل النبي هم أتباعه نذكر منها الاتي :
v ما رواه الطبراني في معجمه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سئل رسول الله من آل محمد فقال كل تقي وتلا رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أولياؤه إلا المتقون الأنفال 38 ....([10] )
v وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم غير سرِّ يقول: ألا إن آل أبي -يعني فلان (طالب)- ليسوا لي بأولياء، إنما وليّ الله وصالح المؤمنين».( [11])
v و أخرج البخاري في "التاريخ الكبير": وقال محمد بن يزيد نا الوليد بن مسلم قال نا أبو عمروهوالأوزاعي قال حدثني أبوعمار سمع واثلة بن الأسقع يقول نزلت{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قلت (واثلة): «وأنا من أهلك ؟ » قال(رسول الله صلى الله عليه وسلم « وأنت من أهلي »....( [12])
v وروى البيهقي في سننه الكبرى) عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه - قال: «آل محمد - صلى الله عليه وسلم أمته»......( [13])
3- في أقوال العلماء
v ورد في شرح العقيدة السفرانية لابن عثيمين قوله : ((وأصح ما نقول فيها أنها إن قرنت بالأتباع فالمراد بها المؤمنون من قرابته وإن لم تقرن بالأتباع فالمراد بآله: أتباعه على دينه، ويشمل المؤمنين من قرابته.هذا هو أصح ما قيل في الآل ،إذن فنقول : المراد بـ ( آله ) أتباعه على دينه وفي التشهد نقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد المراد : أتباعه على دينه لأنه لم يذكر الأتباع ،لكن إذا قلنا : ( اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ) ،صار المراد بالآل المؤمنين من قرابته ،.....( [14])
v أخرج عبد الرزاق في مصنفه قال: (( سمعت رجلاً سأل الثوري عن قوله "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد"، فقال للثوري: «من آل محمد؟». فقال: «اختُلِفَ فيهم: فمنهم من قال آل محمد أهل بيته، ومنهم من يقول من أطاعه». أقول: بل الثاني هو الصواب يقيناً. فقد أخرج البخاري في صحيحة في الصلاة الإبراهيمية في الصلاة مرفوعاً: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم». وآل إبراهيم لا تشمل اليهود ولا أبو لهب، رغم أنهم من ذريته. ولو أن معناها الذرية فلم ذكر ذرية محمد وهم أصلاً متضمّنين من ذرية إبراهيم؟ وإنما المقصود الأتباع والأشياع ..( [15] )
v ذكر الشيح الفاضل محمد الأمين _ حفظه الله ومن الاستعمالات العربية الثابتة استعمال ( الآل ) بمعنى الأصحاب والأتباع ، ومما يستشهد به أصحاب المعاجم اللغوية على هذا الاستعمال قول عبد المطلب يوم الفيل يخاطب رب العالمين سبحانه فيقول :
وانصر على آل الصل ،يـــــــــــب وعابديه اليوم آلك فآل الصليب هم أتباعه ، وآل الله هم أتباع دينه ، وقد كان عبد المطلب يظن نفسه وقومه منهم
سادسا / مباء المساواة في الإسلام :-....( [16])
إن المطلع على تاريخ الأمم عند ظهور الإسلام وكيف كان التمييز و التفاوت بين الناس يأخذ أشكالا حادة تهون معها كرامة الإنسان ففي بلاد الفرس مثلا كانت الأكاسرة ملوك فارس, يّدعون أنه تجري في عروقهم دم الهي وكان الفرس ينظرون إليهم كآلهة ويعتقدون أن في طبيعتهم شيئا علويا مقدسا فكانوا يرونهم فوق القانون وفوق الانتقاد وفوق البشر ويعتقدون أن لهم حقا على كل إنسان وليس لإنسان حق عليهم.أما الحضارة الغربية فقد أعلنت المساواة مبدءا وفكرة ولكنها عجزت عن تحقيقه في مجتمعاتها ولا زالت مشكلة(( التمييز العنصري )) حية قائمة نقرا عنها ونسمع, فقد حدث أن اخطأ رجل اسود فدخل كنيسة من كنائس البيض في يوم , وكان القسيس يعظ ويتحدث فلمح هذا الوجه الغريب بين الحضور فلم يملك إلا أن أخرج ورقة مطوية أرسلها إليه, فلما فتحها الرجل الأسود وجد فيها: عنوان كنيسة السود في شارع كذا....!!!فروح الحضارة الغربية روح تمييز واستعلاء وليست روح إخاء ولا مساواة.والمهم أن نعلم أن الإسلام نادي بالمساواة نظرياً وطبقها عملياً وأقام علينا مجتمع حطم كل الفوارق التي تقيم الحواجز بين الناس من عنصرية ولونية وطبقية كما نرى ذلك واضحاً في صفحات الحضارة الإسلامية وكما نرى إلى اليوم في مجتمعات المسلمين على ما فيها من انحراف عن حقيقة الإسلام .وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على مبدأ المساواة في الإسلام , ودعا إلى نبذ نعرة الحمية الجاهلية , انطلاقا من قول الله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } وقد حرص النبي عليه الصلاة والسلام على التأكيد على مبدأ المساواة في الإسلام , والبعد عن النعرات الجاهلية والحمية العصبية , قال صلى الله عليه وسلم « يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية , وتعظيمها بالآباء , الناس من آدم , وآدم من تراب » وهذه المساواة هي التي تزيل الشحناء والبغضاء , وتورث المحبة وتدفع إلى التعاون والتآزر على الخير , لبناء المجتمع الفاضل وقال صلى الله عليه وسلم : « الناس سواسية كأسنان المشط » وقد حرص كل الحرص على تقرير المساواة بين الناس في القيمة البشرية ، وعدها من الأمور الأساسية التي يجب أن يدين بها كل إنسان ربه ، فقد قرر أن الناس سواسية كأسنان المشط ، في أصل نشأتهم وتكوينهم ، وأنه لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى ، ولا بين العربي والأعجمي ، ولا بين الأبيض والأسود ، ولا بين السيد والعبد ، ولا بين الغني والفقير ، لأن هؤلاء جميعا ينحدرون من أصل واحد هو آدم ، وآدم من تراب . و عن هذا النوع من المساواة ، نوه القرآن الكريم فقال تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } والتكرم هنا شامل للجنس كله فجنس الإنسان مكرم عند الله بلا تفرقة بين مجموعة وأخرى ، بل كل مجموعة ينظر إليها بمنظار واحد هو الإنسانية فالإسلام لا يسمح بقيام نظام طبقي تسيطر فيه طبقة على أخرى ، كما لا يسمح بتحكم فئة تدعي لنفسها الاستعلاء بالبيئة أو العنصر أو اللون أو الجاه على الفئات الأخرى ، بل إنه ألغى كل سبب يدفع الإنسان إلى الاستعلاء والتحكم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته الشهيرة أثناء حجة الوداع : (( أيها الناس ! كلكم لآدم ، و آدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي ، و لا فضل لأبيض على أسود ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) فلا قيمة في الإسلام لكلمة هذا من قبيلة كذا وهذا من عائلة كذا، وهذا من أسرة كذا، وهذا قبليي وهذا غير قبليي، كل هذه الأشياء ما أنزل الله بها من سلطان
سابعا شمول رسالة الإسلام ...( [17])
إن رسالة الإسلام هي وحدها الرسالة الشاملة التي تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الطبقات.فهي ليست رسالة لشعب خاص, يزعم أنه وحده شعب الله المختار ! وأن الناس جميعاً يجب أن يخضعوا له.وليست رسالة لطبقة معينة مهمتها أن تسخر الطبقات الأخرى لخدمة مصالحها أو أتباع أهوائها. إنها رسالتهم جميعاً وهذا ما وضحه القرآن منذ العهد ا لمكي حيث يقول { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيميت
ثامنا / مقياس التفضيل في الإسلام
مقياس التفضيل بين الناس ((فالتفاضل لا يجري فيما لا يملكه الإنسان كالخلق والتكوين ، وإنما يقع فيما يملكه ويندرج تحت قدرته وطاقته ، كفعل الخيرات وترك المنكرات ، فالإيمان بالله تعالى والصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوه من الأعمال الصالحة ، كلها أعمال يستطيع الإنسان القيام بها ، وأداءها على أحسن وجه ولذلك صح التفاضل فيها بحسب عمل كل واحد منهم وأدائه لها . قال الله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ولهذا فضل المسلم على الكافر لأنه أتى بالأعمال الصالحة التي يريدها الله تعالى ، قال تعالى : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }والتفاضل في العمل يجري أيضا بين المسلمين أنفسهم كما قال تعالى : { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا } كما امتد هذا التفاضل أيضا إلى الأنبياء والرسل ، فكان بعضهم أولى من بعض ، وأعلى درجة من بعض ، قال تعالى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } فتفاضلهم ليس واردا على أصل خلقتهم وانتمائهم الإنساني ، ولكنه وارد على الأعمال الجليلة التي قاموا بها والرسالات السماوية التي تحملونها ، فمن بعث إلى قومه خاصة ليس كمن بعث إلى الناس كافة
وعليه ومما سبق نلاحظ أن القول بأن آل النبي هم أتباعه هو القول الذي ينسجم مع مبدأ العدالة في الإسلام وكذلك مع مبدأ التفضيل ومع عموم وشموليه الدعوة الإسلامية
|