الاقناع أن آل النبي هم الأتباع (الفصل الثاني ))المبحث الثالث
المبحث الثالث : السنة النبوية :-
وردا لعديد من الأحاديث التي ذكر فيها الأهل و الآل نذكر منها الاتي
ü قام رسول الله يومًا في الصحابة خطيبًا بماء يدعى خمًا، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أما بعد : ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله؛ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي...)
ü حديث الكساء: روى مسلم في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله معه في المرط ثم جاء الحسن فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وفيه أن رسول الله لم يدخل زوجته أم سلمه معهم بل قال لها: أنت من أهل بيتي أنت على خير
ü حديث(أهل بيتي كسفينة نوح)
ü حديث (سلمان منا أهل البيت )
ü حديث(الهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن امة محمد)
ü حديث ( قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد )
ü حديث (صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة)
هذا بالإضافة إلى العديد من الأحاديث التي سنشير إليها في الفقرة القادمة . والناظر إلى الأحاديث السابقة سيجد أن النبي عليه الصلاة والسلام , قد استخدم مصطلح الأهل في بعض الأحاديث واستخدم مصطلح الآل في أحاديث أخرى, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ما ذكرناه من أن الأهل مصطلح يستخدم لدلالة على شيء ومصطلح الآل يستخدم لدلالة على شيء آخر.
وقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام , مصطلح الأهل في الأحاديث السابقة عندما كان المقصود بهم قرابته من بني هاشم ممن امنوا به ونساءه أمهات المؤمنين , اما عندما أراد النبيعليه الصلاة والسلام أن يعبر عن إتباعه جميعا وأهل بيته منهم فقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام مصطلح الآل . بعبارة أخرى : يمكن القول : أن النبي قد استخدم الأهل للتخصيص وليس للعموم, ففي حديث الثقلين كان المقصود بالوصية في قوله وأهل بيتي هم قرابة النبي ممن آمن به من بني هاشم , وكذلك أزواجه , أما في حديث صفة الصلاة الإبراهيمية فكان مصطلح الآل هو المستخدم ليدل على العموم لجميع الأتباع والقرابة منهم أي أن : مصطلح الأهل خاص بالقرابة , أما الآل عام يشمل الأتباع والقرابة ودخول القرابة في الآل يكون خاص بمن آمن به بحيث لا يشمل من لم يؤمن . والخلاصة : إن مصطلح الأهل خاص بالقرابة والآل عام بحيث يعبر عن الأتباع فأهل محمد هم قرابته وال محمد هم أتباعه . ومما يجدر الإشارة إليه: أن من لا يفرق بين الأهل و الآل قد يحتج بالأحاديث السابقة في أمرين هما:-
§ الأول : ليثبت ما يعتقده من تعظيم لأهل البيت النبوي وعصمتهم واخرج أمهات المؤمنين من أهل البيت النبوي وهولا هم الروافض .
§ الثاني : ليفند وجود فرق بين الأهل والآل من خلال الأحاديث التي ورد فيها الآل .
وسوف نقوم بتوضيح هذا الأمر عند شرح الأحاديث السابقة كما يلي/
اولا/ الأحاديث الوارد فيها الأهل : ومن التساؤلات التي قد يطرحها الروافض حول الأحاديث الوارد فيها مصطلح أهل البيت السؤال التالي : لوا سلمنا أن الأهل غير الآل فان هذا لا ينفي أفضليه أهل البيت النبوي وعصمتهم , وان الولاية فيهم خصوصا وان الأحاديث فيها ما يدل على ذلك ؟
والجواب على هذا الادعاء يتمثل في القول بان احد لم ينكر فضل أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام , ولكن الإنكار فيما يدعيه الروافض من العصمة لأهل البيت النبوي, ورفع الرجس عنهم وحتى يتضح الأمر سوف نقوم بشرح الأحاديث وتوضح خطاء ما يدعيه الروافض ونبين بطلان الاستدلال بهاء على عقيدته وذلك على النحو الاتي :-
1- حديث (إني تارك فيكم الثقلين)......([1]) فيزعمون أن الرسول أمر في هذا الحديث بالتمسك بأهل البيت. بينما السياق يفرق بين التمسك بالثقل الأول وهو القرآن وبين اتقاء الله في أهل البيت وعدم اتخاذهم غرضا. وقد اتخذهم الشيعة وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل فيأمرون العوام بأداء خمس أموالهم باسم أهل البيت. وهددوهم وتوعدوهم بعدم قبول أعمالهم إن لم يؤذوا لهم الخمس. ولضمان استدامة ضخ هذا المصدر ولئلا تكون اجتماعاتهم علمية قد يواجهون فيها أسئلة المتسائلين جعلوا مواضيع مجالسهم تارة في البكاء على الظلم الذي تعرض له أهل البيت بزعمهم وتارة بإطرائهم والغلو فيهم حتى التأليه والتقديس.والتزموا استعداء أصحاب النبي ( وأزواجه: عائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وبهذا لا يعود لهم أي مستمسك في الحديث, لأن الحديث يفيد التحذير من اتخاذ أهل البيت غرضا لتحقيق المكاسب والمآرب الدنيوية. وأما الطعن في البعض الآخر من أهل البيت فالمراد منه إثارة العامة وتثبيت الحقد عندهم بما يحقق تعصبهم للباطل ورد الحق......([2]) والخلاصة : بأن هذا الحديث فيه وصيتان الأولى مستقلة عن الثانية تماما. فالوصية الأولى : هي التمسك بكتاب الله و الأخذ بما فيه وهذا يتضح من قوله عليه الصلاة والسلام فيه هدى ونور فخذو به والثانية : هي وصيه النبي عليه الصلاة والسلام , بأهل بيته وهي وصيه مستقلة تمما عن الأولى , فقوله: وأهل بيتي لا يدل على مساواتهم بالقران ,أو التمسك بهم, ولكنة يدل على وصيه النبي بأهل بيته كما يوصي أي شخص بأهله , وفيها دلاله على أمر من النبي للمسلمين بأن يهتموا بأهل بيته خصوصا وانه يعلم ما سيفعل بهم من الإيذاء من قبل بعض المسلمين الزائقين , وما سيفعله البعض الأخر من التعظيم والتقديس .
2- حديث الكساء ......([3]) ومما يستدل به الروافض حديث الكساء حيث يستدلون به على عصمه أهل بيت النبي وكذلك على إخراج نساء النبي من أهل بيته حيث يقولون إن النبي قد حصر أهل بيته بالأربعة فقط
ونحن لا ندري ما علاقة هذا الحديث بإخراج أمهات المؤمنين من الآية ولوا تأملنا في الحديث لوجدنا أن غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يكونوا يسكنون في بيته في حكم الآية , وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم أو إخراج غيرهم منه , إذ ليس من شرط دخول هؤلاء خروج أولئك , ورحمة الله وسعت كل شيء ,فلن تضيق بأحد من أجل أحد , إن قول القائل مشيراً إلى أربعة من أصدقائه ((إن هؤلاء هم أصدقائي)) لا يعني قصر الصداقة عليهم , ولو كان لأحدهم عشرة إخوة فأشار إلى ثلاثة منهم كانوا معه فقال معرفاً بهم: ((إن هؤلاء إخوتي )) لم يدل قوله بلفظه هذا على عدم وجود إخوة آخرين له إلا إذا لم يكن له في الواقع غيرهم , فالقرينة التي تحدد معنى اللفظ سعة وضيقاً هي واقع الأمر ذاته , أما اللفظ لغة فلا ينفي ولا يثبت ,و ((أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم))في الواقع كثيرون فبأي حجة نقتصر باللفظ على بعضهم دون بعض ؟ !.
وهذا يرد في القرآن كثيراً كقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}(1)التوبة:36 , أي ذلك من الدين القيم وليس الدين القيم مقصوراً على عدة الشهور وكون أربعة منها حرماً فقط.
كذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((هؤلاء أهل بيتي )) أي من أهل بيتي.
وإذا كان هذا اللفظ يمنع دخول أحد من بيت النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء الأربعة فكيف أدخلوا تسعة آخرين معهم لم يكونوا موجودين أصلاً عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم قوله ودعا دعاءه ؟ !.
فإن قالوا :لوجود أدلة على ذلك قلنا: الأدلة كلها تدل على أن أزواجه هن خصوص أهل بيته مع أن الأدلة التي احتجوا بها لإدخال أولئك التسعة ليس فيها دليل واحد من القرآن وإنما هي روايات صاغوها وأحاديث وضعوها ليس إلا.
ونحن زيادة على ذلك نقول: لو تمعنت في الأمر قليلاً لو جدت الحديث حجة لنا لا علينا , إذ هو قرينة واضحة على أن المقصود بالآية أزواجه فلو كانت نازلة بخصوص أصحاب الكساء لما كان لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم معنى فما الداعي له والأمر محسوم من الأساس بدون دعائه ؟ ! وإذن دعاء النبي طلب من الله أن يشمل بكرامته من دعالهم شفقة منه أن لا يكون حكم الآية عاماً لأنه نزل في معرض الخطاب لأزواجه ,ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع بدخولهم في حكمها أو كان مطمئناً إلى ذلك لما دعا لهم........([4])
هذا بالإضافة إلى أن النبي قد قال لام سلمه في الحديث عندما طلبت من أن تكون معهم تحت الكساء أنت من أهل بيتي أنت على خير وهذا خير دليل على أن نساء النبي يدخلن في أهل بيته . أماء حول ما يدعيه الروافض من عصمه أهل البيت النبوي فقد وضحنا عند شرح إيه التطير في القران الكريم ولوا سلمنا بوجود هذه العصمة فمن العدل أن تشمل جميع أهل البيت النبوي ولا تقتصر على أربعة فقط. ومن خلال ما سبق نجد أن حديث الكساء لا يدل إطلاقا على حصر اهل البيت في الأربعة فقط . وهنا قد يثير احد الروافض ومن يقولون أن أهل البيت النبوي محصورين بالأربعة أًصحاب الكساء السؤال التالي :-
o إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يقصد بضم الأربعة تحت الكساء حصر أهل البيت النبوي بهم فلماذا لم يضم زوجته ام سلمة معهم ؟
والجواب على النحو التالي :- لقد أقتصر النبي في ضم الحسن والحسين وفاطمة وعلي رضي الله عنهم تحت كساءه ولم يضم اليهم زوجته أم سلمة لواحد من الأسباب الآتية :-
أ- لأن الآية نزلت أصلا في نساءه امهات المؤمنين هذا ثم أن النبي قد قال لأم سلمه عندما طلبت منه أن يضمها اليه تحت الكساء انت من أهلي أنت على خير .
ب- لأن الكساء لا يتسع لأكثر من الأربعة ولوا أضاف النبي أم سلمه إليه لحدث ازدحام وبالذات أن علي رضي الله عنه ليس بمحرم لأم سلمه زوجه النبي فلا يعقل أن يضمها النبي مع علي تحت كساء واحد وهو ليس محرم لها .
3- حديث أهل بيتي كسفينة نوح ......([5] ) وهذا الحديث يحتج به الروافض في القول إن التمسك بأهل البيت النبوي سبب في النجاة فهم مثل سفينة نوح .
والحقيقة إن الاستدلال بهذا الحديث بهذه الصورة يعكس مدى العناد عند هولا حيث وأن دلالة الحديث تصب في مصب يخالف ما يدعيه هؤلاء , وبالذات أن النبي قال فيه: ((أهل بيتي كسفينة نوح )) ولم يقل ((أهل بيتي سفينة نوح)) ولو قيل :ما الفرق؟ لكان الجواب : إن النبي قد شبه أهل بيته بسفيه نوح , فالمشبه هم أهل البيت والمشبه به هي سفينة نوح ولوا رجعنا إلي المشبه به لوجدنا أن سفينة نوح كانت وسيله للنجاة من الغرق والعذاب ولكن من الذي نجا فيها الكل يعلم أن من نجوا فيها هم أتباع نوح وكان ابنه من الهالكين ولم ينجوا في السفينة . وبذلك : يصبح معنى الحديث واضح وضوح الشمس لان النبي قد شبه أهل بيته بسفينة نوح الذي لا يركب فيها إلا المؤمن وكذلك :أهل البيت النبوي لا يدخل فيه إلى المؤمن ولا ينسب إليه من كان من قرابة النبي وليس بمؤمن هذا من جهة ومن جهة أخرى فان النبي يقصد بتشبيه أهل بيته بسفينة نوح تحذير قرابته من أن يركنوا إلى هذا النسب في انجلائهم من العذاب لأنه كسفينة نوح لم ينجوا فيها ولد نوح لأنه من أهله وكان النبي يخاطب قرابته قائلا لا تركنوا على انتمائكم لبيتي في نجاتكم من العذاب لأنه كسفينة نوح لم ينجوا فيها إلى المؤمن وهذا ما يدل عليه الحديث الذي قال فيه النبي لقرابته (يا بنوا هاشم اعملوا فلن اغني عنكم من الله شيء يأبني عبد المطلب اعملوا فلن اغني عنكم من الله شيء .....) . هذا بالإضافة إلى أمر أخر وفيه رد على كل طاعن في أمهات المؤمنين وهذا الرد يتبين من خلال أن البيت النبوي كسفينة نوح لا يركب فيها إلا المؤمن , وبيت النبي كذلك لا ينبغي أن ينسب إليه إلى المؤمن . وعليه : فان المعنى للحديث بهذه الصورة فيه رد على الطاعنين في نساء النبي وكان النبي يقول إن نسائي قد أصبحن من أهل بيتي وأهل بيتي لا يقبل إلى التقي مثل سفينة نوح لم تقبل إلا المؤمن (فهن) أي نسائي عفيفات طاهرات فلوا كن غير ذالك لما قدر الله أن يكن نساء لي وهذا يتوافق مع قول الله( الطيبات للطيبين ) . وعليه : يمكن القول إن هذا الحديث يحتمل معنيان هما :-
أ- خطاب من النبي إلى كل قرابته بالنسب يبين لهم أن قرابتهم منه وانتسابهم إليه لن تنجيهم من دون عمل وإيمان كسفينة نوح لم تحي إلا من كان مؤمن وان ما سينجيكم هو الإيمان فقط وليس النسب فلا تركنوا إليه
ب- خطاب من النبي إلى الطاعنين في أهله وزوجاته قائلا لهم إن أزواجي عفيفات لان بيتي لا يقبل إلا التقي مثله كمثل سفينة نوح ركب عليها المؤمن وكذلك من تزوجتها لان تكون إلى طاهر وعفيفة .
وبذلك : يتضح بطلان ما يدعيه الروافض من أن أهل البيت النبوي وسيله للنجاة ومن الطعن في أمهات المؤمنين .
ت- حديث سلمان منا أهل البيت ......([6])
وهذا الحديث قد يوثير التساؤل التالي :ذكرت سابقا ان اهل تعني القرابة للنسب فكيف تفسر هذا الحديث وقول النبي انه من أهل البيت مع انه فارسي ؟
والجواب / هذا الحديث ورد بعدة روايات فقيل انه كان يوم المؤاخاة بين الهاجرين والأنصار وقيل انه كان يوم حفر الخندق ...وقد ضعف علماء الحديث هذا الحديث ولوا سلمنا بصحته فان معناه واضح وجلي وقبل أن نبين المعنى نشير إلى أن بعض العلماء قد فسروا الحديث بأنه كان يوم الخندق حين أراد كلا من المهاجرين والأنصار أن يكون سلمان معهم في الحفر فقال النبي سلمان منا أهل البيت أي معنا في الحفر وهذا التفسير قد يكون غير صحيح وهذا يتجلى من خلال أمرين هما :-
أ- قول النبي منا يدل على الانتماء ولوا كان يدل على المشاركة لكان الفظ المستخدم هو معنا .
ب- الخطاب كان موجها إلى جميع المسلمين ولم يكن موجه إلى بني هاشم .
والآن: قد يثار السؤال التالي :
قلت أن منا يدل على الانتماء , فكيف ينتمي سلمان إلى البيت النبوي وليس له أي علاقة نسب ؟والجواب : ومن قال إن البيت الذي قصده النبي هو البيت النبوي ولوا قيل ما هو البيت إذا ؟ أقول ( حيث أن الخطاب كان موجة إلى جميع المسلمين فان البيت الذي قصده النبي هو بيت الله الحرام الذي ينسب إليه المسلمين لتوجههم إليه وقد سبق وان ذكرنا إن أهل إذا أضيفت إلى البيت الحرام قبل الإسلام فيقصد بهم العرب الذين يحجون إليه ) أي أن العرب كانوا هم أهل البيت الحرام , ولم يكن بنسب إليه غيرهم من العجم , أما بعد الإسلام فان المسلمين هم من نسبوا إليه لتوجهم إليه في الصلاة . وبذلك : فان صح رفع الحديث الى النبي علية الصلاة والسلام فان النبي قد قصد أن سلمان أصبح بإسلامه من أهل البيت الحرام لان البيت الحرام بعد الإسلام لم يعد مقتصرا غلى العرب ولكن أصبح ينسب إليه كل مسلم وان لم يكن عربيا فسلمان من أهل البيت الحرام وإن لم يكن عربيا فبيت الله الحرام أصبح حقا لكل مسلم وان لم يكن عربيا . إذن : فالبنوة بالنسبة للأنبياء هي بنوة أتباع ، لا بنوة نَسَب .
ثانيا / الأحاديث الوارد فيها الآل : وردت عدة أحاديث ذكر فيها مصطلح الآل نذكر منها الاتي :
1/ حديث اللهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن امة محمد...( [7] ) في هذا الحديث قد يقول البعض ذكرت ا ن آل محمد هم أتباعه وأمته وفي هذا الحديث نرى أن النبي قد ذكر آل محمد وأمه محمد وهذا يدل على التفريق بين الآل وآلامه ولوا كان الآل هم الأتباع لماء كرر النبي وقال ومن أمه محمد ؟ والجواب : نبينه من خلال ما وجدته من قول للعلامة الشوكاني حين ذكر الحديث فقال فيه ما معناه(( إن العطف في قول النبي وعلى أمه محمد لا يدل على المغايرة فعطف امة محمد على اله لا يدل على التفريق بينهما والى فان النبي قد عطف بعض قرابته على أهل البيت ولوا دل العطف على المغايرة لدل عطف نساء النبي على أهل بيته في الحديث () على إخراجهن من أهله وهذا غير صحيح لان نساء النبي من أهل بيته ))...... ([8]) وفي اللغة لوا دعا احد وقال اللهم اغفر لذريتي وأبنائهم هل يدل هذا على أن أبناء ذريته ليسوا من ذريته؟ طبعا لا فأبناء الذرية ذريه . وبذلك : فان عطف الأمة على الآل لا يدل على أن ألامه ليسوا من الآل . هذا والله اعلم
2/ حديث صبرا آل ياسر .....( [9]) وفي هذا الحديث قد يحتج به البعض على قولنا ان آل تدل على أتباع وقد يقول قائل : إذا كان مصطلح الآل تدل على الأتباع فلماذا استخدمها النبي في قوله صبرا آل ياسر ولماذا لم يقل أهل ياسر ؟ والجواب : إن في استخدام النبي لمصطلح الآل في هذا الحديث دلالة قوية على أن الآل تدل على الأتباع وإن كان ظاهر الحديث يدل على أنها تدل على القرابة حيث أنها موجهه إلى ياسر ابن عمار وولده عمار وزوجته سمية ولكن لو تأمل احدنا إلى الحديث لوجد أن استخدام النبي لمصطلح الآل بدلا من الأهل فيه حصر وعموم ويدل على أن الآل تدل على الأتباع وهذا يتضح لنا كما يلي :-
أ- استخدام النبي لمصطلح الآل فيه حصر إي أن النبي استخدم مصطلح الآل لأنه أمر وحث آل ياسر بالصبر وبشرهم بالجنة , إي إن النبي قد وعد في هذا لحديث آل ياسر بالجنة ولذلك استخدم مصطلح الآل بدلا من الأهل فقال آل ياسر ولم يقل أهل ياسر , ولوا قال قائل وما الفرق ؟ فان الفرق واضح فلو قال النبي ((صبرا أهل ياسر فإن موعدكم الجنة ))لكان في هذا بشارة ووعد من النبي عليه الصلاة والسلام , لأهل ياسر بالجنة , وكما هو معلوم إن أهل الرجل هم قرابته من الذرية والنسب والأزواج والأجداد ,وهذا يعني أن النبي قد بشر أهل ياسر بالجنة وبشارة النبي وعد ووعده حقيقة , وبذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام , لوا استخدم مصطلح الأهل لكان وعدا منة لجميع قرابة ياسر بالجنة سواء كان من أجداده أو ذريته إلى قيام الساعة وهذا غير معقول لان من أجداد ياسر من كان على غير الملة السليمة .
وكذلك : قد يوجد في ذريته من يحيد عن الطريق السوي فقد حاد أبناء الأنبياء من بعدهم ولا يستطيع احد الجزم إن يكون جميع ذريه ياسر من الصالحين لان هذا من علم الغيب . وعليه : فان استخدام النبي لمصطلح الآل فيه حصرا للبشارة بالجنة لمن كان على نهج ياسر من ذريته أي من اتبع ياسر من ذريته على نهجه وإيمانه وصبره دون من لم يثبت وحاد عن الطريق التي سار عليها ياسر فالبشارة بالجنة محصورة علي أتباع ياسر ممن ساروا على نفس طريقة ولوا استخدم النبي مصطلح الأهل لكانت البشارة عامه لجميع ذريته إلي قيام الساعة . وعلية: مما سبق يمكن القول : إن استخدام النبي لمصطلح الآل في هذا الحديث يدل دلالة قوية على أن الآل تدل على الأتباع وإن قصد بها الذرية فإنها تدل على الأتباع منهم فقط دون غيرهم بينما الأهل تدل على جميع القرابة سواء كانوا من الأتباع أو لم يكونوا .
ب- إستخدام النبي لمصطلح الآل فيه تعميم وقد يقول قائل أنت قلت سابقا إن فيه حصر وأن التعميم في الأهل فكيف تفسر هذا التناقض ؟ والجواب / حين قلت إن في الأهل تعميم و الآل حصر قصدت في البشارة بالجنة وليس بمدلول المعنى فاحصر في الآل سابق كان في دلالتها على حصر البشارة بالجنة أم التعميم هنا هو للمبشرين بالجنة فمن المعلوم أن ياسر وعمار وسميه كانوا ممن عذبوا على يد المشركين ولم يكونوا هم فقط بل كان إلى جانبهم العديد من العبيد والموالي المستضعفين ممن عذبوا وقتلوا في رمضاء مكة ولذلك استخدم النبي علية الصلاة والسلام , مصطلح الآل لتكون الشارة بالجنة من النبي عامة لكل من عذب مع ياسر وأهلة في ذلك اليوم , فمن غير المقول أن يبشر النبي عمار وأهلة فقط دون بقية من عذبوا معهم في تلك الأيام , وقد استخدم النبي علية الصلاة والسلام , مصطلح الآل لان المخصص بالخطاب هم أهل ياسر ليدل على أن البشارة بالجنة هي لجميع أتباع ياسر من الموالي والعبد الذين عذبوا معه , وقد خص النبي الخطاب لياسر وأهلة لما راء من شدة العذاب الذي أنزله بهم المشركين, وعليه فان استخدام النبي لمصطلح الآل فيه عموم البشارة بالجنة لجميع أتباع ياسر من العبيد والموالي والمسلمين المستضعفين الذين عذبوا على يد المشركين واستخدام النبي لهذا المصطلح يدل على أن الآل تدل علي القرابة بالإتباع وليس بالنسب.
ومن جهة آخري : لو سلمنا أن النبي علية الصلاة والسلام قصد بآل ياسر أهلة وقرابته بالنسب فان في هذا حجة قوية على الروافض وغيرهم من فرق الشيعة الغلاة ممن حصروا آل النبي بمن جاء من البطنين والذين يخرجون أزواج النبي من اله وأهل بيته ولهم أقول: (( إذا كانت الآل عندكم هي نفسها الأهل ولا فرق بينهما فالنبي قد قال في هذا الحديث صبرا آل ياسر وهو يخاطب عمار ابن ياسر وياسر ابن عمار وزوجة ياسر أم عمار فنضروا كيف أن النبي عد زوجة ياسر من آل ياسر, وانتم تخرجون عائشة ام المؤمنين وبقية أزواج النبي من اله بل من أهل بيته)) فهل تقصدون بإخراج أزواج النبي من اله إخراج زوجة ياسر من اله أيضا؟ فستكونون بذلك قد خالفتم هدي النبي عليه الصلاة والسلام , وتكونون بذلك مخطئين, إلا إذا أردتم أن تقولوا للناس أنكم اعلم من النبي بأصول اللغة . وإضافة إلى ماسبق نشير إلى أن الحديث السابق قد ورد بعدة روايات وله عدة الفاظ نذكر منها الأتي :-
v لما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر فإذا مر بهم قال: صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ....( [10])
v عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، قَالَ: " أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَمَّارٍ، وَأَبِيهِ، وَأُمِّهِ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: "اصْبِرُوا آلَ عَمَّارٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ " وَرَوَاهُ هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ....( [11])
ومن خلال الحديثين السابقين نرى أن الحديث قد ورد بلفظ آل ياسر وال عمار فإذا كانت الآل تدل على قرابة النسب فهل ينسب الأب إلى ابنة أم الابن إلى أبيه طبعا ينسب الابن إلى أبية ولا ينسب الأب إلى ابنه وبذلك كون في استخدام النبي لمصطلح الآل في قولة آل ياسر وال عمار دلاله قويه على أن الآل تدل على الأتباع حيث أن النسب بالتبعية يصح فيه نسبة الأب إلى ابنه فلا فرق أن نقول آل عمار ا و آل ياسر وهذا ما ورد في سنة النبي عليه الصلاة والسلام .
.
|