عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 29-12-2012, 09:39 PM
الصورة الرمزية فجر العزة
فجر العزة فجر العزة غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في الدنيا الفانية
الجنس :
المشاركات: 615
الدولة : Palestine
افتراضي رد: روائع كتابات الاخت الكريمة فجر العزة

هل تعرف من تكون ؟؟

تساءلت نفسي وأنا أتأمل في أحوال الناس :
يا هل ترى هل يعرف كل واحد منا من يكون ؟!
نعم أنني أسأل هذا السؤال لأنني وجدت أن تعريفنا لأنفسنا بات على حافة الانهيار

قد تجيب أنا أعرف نفسي جيدا ومن أكون !
أنا فلان الفلاني تخصصي كذا وعائلتي كذا أعمل في الوظيفة الفلانية ..

ولكن ليس هذا هو ما قصدته من سؤالي
أحبتنا في الله
عندما عرضت هذا السؤال على نفسي لم أجب عليه بتلك الطريقة التي يعلمها الجميع عن نفسه ولكنني وجدت أن الإجابة المثلى على هذا السؤال ترتكز على تعريفنا لذواتنا

أي هويتنا والتي تعني تعريف الإنسان لفكره وثقافته وأسلوب حياة ، والانتماء إلى دين معين يجد راحته النفسية فيه

فالإجابة على هذا السؤال تكون أنا مؤمن بالله ومتبع لنهج الإسلام عقيدا وفكرا وسلوكا

فهويتنا ذات علاقة وثيقة بمعتقداتنا وأفكارنا التي نؤمن بها ، وهي الموجّه الرئيس لسلوك الإنسان وخطواته في هذه الحياة

إذا أنا مسلم خلقت لأعبد الله قولا وسلوكا وتطبيقا ، لغاية أسعى إلى الوصول إليها ألا وهي الجنة
كلفني الله بحمل رسالته وأدائها على الوجه الأكمل كما أداها الأنبياء و الرسل جميعا
فهذا التعريف يبين لي بوضوح تام من أكون ؟ ولماذا أنا موجود ؟ وإلى أين المصير ؟؟
هذه الأسئلة التي حيرت علماء الفلسفة في القدم ، فعندما لا يجد الإنسان الإجابات عليها بيقين يعيش في ضنك ويبحث عن السعادة وهي أمامه
ولكنه تائه الخطى لا يعرف من أي الطريقين يدخل لها.

وهذا يتبعه سؤال آخر عندما نتأمل في حال التيه والقلق والاضطراب والانهزام النفسي الذي يعيشه شباب اليوم
لماذا باتت هويتنا على حافة الانهيار وعلى شفا حفرة ؟

لأن القيم والمفاهيم والمعتقدات أصبحت مزيجا من الثقافات الغربية التي لا تليق بعقيدتنا كمسلمين من جانب ، وعدم الوعي الكافي منا بالدور المنوط بنا والذي خلقنا الله تعالى من أجله ،ألا وهو تعمير الأرض وخلفاء الله فيها ولننشر الحق والعدل بين الناس بخلق التسامح والتواضع والإحسان،
ولأننا لم نعد مقتنعين بأهمية الإسلام ومعنى الانتماء إليه ، بتنا نفقه قول أشهد أن لا إله إلا الله دون أن نفقه معناها جيدا
ولهذا نجد شبابنا في حال من الاضطراب والقلق والانهزام النفسي ، فكل غريب مرغوب ، وكل مستحدث محبوب دون التفكر أين أنا من هذا كله وهل يصح لنا التفلت من هويتنا والانسلاخ منها إلى ما سواها ؟

أحبتنا في الله :
إن هويتنا الإسلامية هي فطرتنا التي فطرنا الله عليها من حب الله وتطبيق هذا الحب على أرض الواقع إذ كيف أكون مؤمنا بالله وأنا أعصيه ليلا ونهارا ؟
كيف أكون مسلم حقيقي وأنا تارك للصلاة ؟

إننا اليوم بحاجة للتمسك بهويتنا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي أضعناها بأيدينا لا بأيدي الآخرين ، فلقد كان الغرب دوما متواجدين بعقائدهم وأفكارهم ولكن لم يفكر المسلم في ذلك الوقت بالانسلاخ عن هويته إلى هوية غيره بل على العكس بحث عن الحكمة في الغرب واقتبس منها ما يفيد دينه وطبق وجرّب ، فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها ، فكان المسلم يفخر بإسلامه وانتمائه لدين الله ، ويفخر بأصوله العربية التي نزل القرآن الكريم بلغة العرب ،
فلنحافظ على هويتنا من الضياع ، ولنتمسك بعرى الإسلام ، ولنجاهد أنفسنا لأجل الله وحده على الطاعات والعمل الصالح والإحسان إلى الناس
لنجني سعادة الدنيا والآخرة ولنكون خير أمة أخرجت للناس ، ولنستحق الخلافة في الأرض حتى لا يستبدلنا الله بقوم آخرين يحبهم ويحبونه
فهويتنا هي التي تحدد من نكون وماذا نريد وإلى أي الطريقين نحن سائرون

وفقكم الله
مع تحيات أطياف المجد حملة " من أنا ؟"
بقلم :
فجر العزّة


__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]