[راغبة في رضا الله]

تصبحين على طاعة حبيبتي أمة الله
للاسف نحن هنا في السعودية ليلنا نهار ونهارنا ليل
ولكني ساحاول بعد كتابة القصة ان اخلد للنوم فقد انتهت اجازة العيد وغدا لدي دوام في الصباح الباكر
يُحكى ان أماً مرضت وشارفت على الوفاة وكان لديها أطفال,فوصّت زوجها وصية قالت له بعد وفاتي بالتأكيد انت ستتزوج لذا أريد منك ان تقطع يدي بعد وفاتي وتلفها جيدا بقطعة قماش فلاتظهر انها يدي وتربطها وتثبتها على عصاة
فاذا ارادت زوجتك معاقبة اولادي فلاتجعلها تضربهم الا بها
وفعلا ماتت الام وتزوج الاب,وكانت زوجة الاب طبعا كالعادة قاسية
وقد وصاها الاب ان اذا شاغب الاولاد اضربيهم بهذه العصاة ولاتضربيهم بغيرها
فكانت كلما ضربتهم بها يضحكون ولايبكون ولا يتألمون
وان ضربتهم بغيرها يبكون
فاستغربت كثيرا وطلبت من زوجها معرفة السر
ففك العصاة وقال لها هذه يد امهم
نعم يدُ الام وان ضربت بقسوة تبقى حنونة على أبنائها
وضرباتها لاتوجعهم حتى لو كانت قاسية فانهم لايزعلون منها بل هي لتعليمهم وتأديبهم لذا يبقى في باطنها الرحمة ولو قسيت
سبحان الله
اني اتعجب من بناتي ,أنا سريعة الغضب ,احيانا اقسو عليهما واصرخ في وجههما ,مرة قسوتُ على ماسة فقالت لي
ماما انا ماعاد أحبك أبدا
قلت لها طيب براحتك لاتحبيني انا كمان بطلت حبك
وهذه اكثر كلمة تخيفهما وتحزنهما ان قلتها لهم تراجعتا عن اي خطأ مهما كان
ففزعت وصارت تبكي وارتمت في حضني وراحت تقبلني
اقول لها ماذا مالقصة على اساس مابتحبيني
فراحت تقول انا بحبك كتير ماما بحبك وظلت تبكي وتقول
ماما انا احبك
ماما انا احبك
ولم تهدأ الى ان قلت لها وانا كذلك
الدنيا بأكملها لاتساوي محبة الأم
رحمكِ الله يا أمي ,أدفع عمري كله لأضمكِ ضمة وأشمكِ شمة..
إخواني للأسف إننا لانعرف قيمة الأشياء إلا بعد أن نفقدها..
أرجوكم رجاءً حاراً كل من يقرأ كلامي هذا فليذهب الى أمه ويقبل يدها وليستشعر قيمتها في حياته
فوالله انّ يُتْمَ الام لايعرف عمراً فلا تحسبوا انكم كبرتم وانكم لاتحتاجونها ,الحياة بلا أم حياةٌ ناقصة جافة باردة
ينقصها الدفء والحنان..ينقصها الاستقرار والأمان
حفظ الله لكم امهاتكم جميعا
تصبحون على رضاً من الرحمن