[امل الربيع]

زهور وقبور

زارنا الرّبيع وعاد محمّلا بهدايا صفراء تسرّ العين ..

خرج الأطفال في عطلتهم وتدحرجوا على منحدرات المروج الخضراء ....

ضحكوا بصوت عال فردد صدى ضحكاتهم الجبل وتبسّم لهم الغدير وجرت معهم الأطياف
أخذت أطفالي زرنا قريتنا ..وقفنا على قبر أمّي .......

يا الله زهور صفراء وبنفسجية برّية واكليل الجبّل طال وأزهر فوق ثراها المعطّر ....
قال مروان:من زرعها يا أمّي ؟؟؟؟

أجابته دمعة حارة سكنت الجفن وأبت النّزول ....

أجابه طارق :الله .....هو من زرعها ...ومسح بيديه الصّغيرتين على قبرها وقال :رحمك الله يا جدّتي

خجلت من نفسي ...متى أهديت لأمّي زهرة أو شتلة ريحان ؟؟؟

كانت تحب (الحبق)ولم أضعه على حافة نافذتها ..

واليوم جئت محمّلة بأغلى الورود والزّهور أضعها على قبرها وأنا أعلم أنّها لن تراها ولن تشتمّها ....

غباء كلّنا غباء ....في حياتهم لم نهديهم زهرة وعند موتهم أهديناهم باقة ؟؟؟؟؟

أهدوا لنا الحياة بخضارها والأمل بين طيّاتها ......فأهديناهم اصفرار خريفنا وغربة وداعنا

أضحكونا حتّى القهقهة ..فأبكيناهم حدّ النّحيب
أهدوا لنا أراض و بذورا ...فجعلناها بورا

عدت أدراجي مطأطأة رأسي أجرّ ورائي أحزاني ...وتضحك من زهوري زهور قبر أمّي

التّي تسبّح الله بكرة وعشيّا .....

آسفة يا أمّي فقد أهداك الله أجمل الزّهور ......فسحقا لزهوري

وفي طريق العودة حمل لي صغير ي زهرة برّية وقال ازرعيها في حديقتنا الخلفية ...

قلت يا الله كم هي جميلة من أين أتيت بها قال:انتزعتها بجذورها من فوق قبر جدّتي

عندما كنت تبكين؟؟؟؟؟؟

واشتدّ نحيبي :يالله ...لقد أهدتني أمّي زهرة ..