إلى أبي
اليوم سأرسم لوحة قلبي بألوان فريدة ..وستكون أعظم وأغرب من المونليزا..
قررت أن اركب بساط الريح..وأسافر مع الحكايات ..عبر سالف العصور..لأشاهد كل اللوحات..وانبش كل الدواوين ..
بحثاً عن حديقة غناء..أرتمي على عشبها الأخضر كطفلة صغيرة تمسك بيديها أوراقها البيضاء ومجموعة ريش ..تحاول بسذاجة وبساطة أن ترسم لوحة محفورة على جدران قلبها ..
نعم فبساط الريح اخذني فوق السحاب ..فأهدتني الشمس ريشة ومحبرة من الذهب..ثم عرجت على القمر فأعطاني اقلاماً فضية..وأما السماء فوهبتني أحب الريش الى قلبي..
تلك الزرقاء الصافية كصفاء عيونك..النقية كنقاء قلبك..
ولم أنس أن أستلف من الغيمات طهرها الأبيض ليتوسد عليه قلبي ..فيبدع في رسم أجمل لوحة في حياته..لأهم رجل ساكن في مملكته
ومتربعٍ على عرشه لايزعزعه ولا ينازعه في ملكه أحد
عذرا من كل الشعراء..
فلست افوقكم في المقدرة..
ولكنني افوقكم في حجم حبي..
فهل لكم ان تتخيلوا ما أكبره..
سأبدأ الآن في رسم اللوحة ..وما أجمل أن أبدأ بالعيون..
هل رأيتم يوماً عيوناً متكلمة..تنطق أهم وأروع الكلام..
يتفجر من حنانها نبع من حبات اللؤلؤ..تسيل على بساتين الخدود ..فينضج ويزهو تفاحها الأحمر ..
وأما القلب..فهو واحة خضراء..فيها أشجار النخل باسقات..بشموخ وعز ..لطالما منحتني أطيب الثمر ..بعطاء لم أره من أغلب البشر
معك ..أشعر أني أشدة قوة من الحديد والفولاذ..لا أخشى نوائب الزمن..صابرة على المحن..
وبدونك ما انا الا قارورة ..تتقاذفها الأيادي ..ويكسرها الاعادي..
ظلل علي بجناحيك واحتويني..وعن غدر الطامعين خبيني..