عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 07-10-2012, 02:33 PM
الصورة الرمزية أبلة ناديا
أبلة ناديا أبلة ناديا غير متصل
مشرفة ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,645
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكايات واقعية من واقع مدرستنا المر

تغيبت ليلى عن الحصص الدراسية فترة ليست بالقليلة بدأت اطرح خلالها مجموعة من الأسئلة
ترى هل راتني ذلك اليوم وأحست بالإحراج في العودة للفصل؟
أم أن مكروها قد أصابها أو أصاب أحد أفراد عائلتها؟
بدأت أفكر في كيفية الاتصال بها لاتبين سبب غيابها بحث عن العنوان في إدارة المؤسسة وقررت الذهاب لزيارتها.

كان منزل ليلى (عن أي منزل أتحدث لنقل كوخا)عبارة عن غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها أربعة امتار مبنية بالخشب ومسقفة بالقصدير تجمع أسرة تتكون من ست افراد
ليلى والام والأب وأخ وأخت والجدة كان الكل يجتمع تحت سقف هذا الكوخ الذي لاتتوفر فيه أدنى شروط كرامة العيش غرفة واحدة متعددة الاختصاصات للنوم والطبخ والجلوس ولاتتوفر على مرحاض لقضاء حاجتهم بل عليهم اللجوء إلى الخلاء لفعل ذلك.
وجدت ليلى ممددة على الارض تفترش لحافا قديما لايكاد يقيها قساوة الارض التي مددت عليها ,والأب المقعد منزويا في إحدى ركن الغرفة وبجانبه أمه (الجدة)امرأة عجوز أنهكتها سنوات الفقر والضياع فلم تحصل من هذه الدنيا سوى ابن فقير مقعد يتكفل بها وبأسرته عن طريق التسول,كانت الام لاتقل حالا عن باقي أفراد العائلة وكانت تعمل كخادمة في البيوت لمساعدة الاب في تربية أبنائها.
شرحت لي أن ليلى تعاني من مغص شديد لاتستطيع معه القيام طلبت منها اخذها للطبيب لمعرفة سبب ذلك الوجع الشديد الذي تعاني منه ولقد كان شحوب وجهها المستر خير دليل على ان ليلى تعاني من المرض.
تركت العائلة على ان نتواصل لمعرفة آخر الاخبار,وفعلا جاءت الأم ومعها ليلى بالكاد تجر رجليها لتتمكن من المشي أخبرتني أن الطبيب أكد عليها في إجراء عملية جراحية للتخلص من المغص .
وبما ان حالة الاسرة الماديةلاتسمح لها بإجراء هذه العملية خاصة وان التطبيب عندنا لايراعي مثل هذه الحالات فلابد من مصاريف التحليلات والأشعة ووو
كان لابد للأم من إيجاد حل واليد الواحدة لاتصفق فمساعدتي لها لم تكن كافية,فقررت الام الاتصال بباقي الاساتذة لتتمكن من توفير المبلغ الكبيرالذي لن تتمكن من توفيره وبدأت تتنقل بين الفصول الدراسية طالبة المساعدة وليلى تتبعها .

مسكينة هذه الفتاة تتسول لتساعد أباها عن إعالة أسرته ,وتتسول لتتمكن من علاج نفسها ,وتتسول لكسب قوت يومها .

فمن ياترى المسؤول عن هذه الوضعية؟

أهو الاب الفقير المقعد الذي منعته الاعاقة والحاجة من تلبية حاجيات أفراد أسرته فاستغل ابتنه في التسول لفعل ذلك؟ورغم ذلك أحيي في هذا الأب كونه يترك ابنته تتعلم رغم ما يعانيه

أم هو المجتمع الذي لم يستطع توفير العيش الكريم لأبنائه؟

أم وزارة الصحة التي لاتقدم مجانية التطبيب للمواطنين؟

أم من المسؤول في نظركم؟

أنتظركم للمتابعة مع حكاية جديدة بحول الله.
__________________

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]