عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 05-10-2012, 01:05 AM
الصورة الرمزية أبلة ناديا
أبلة ناديا أبلة ناديا غير متصل
مشرفة ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,645
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكايات واقعية من واقع مدرستنا المر

مشكور اخي بشير عن المتابعة

مرت أيام ليست بالقليلة وليلى على حالها ,شاردة الذهن ,شاحبة الوجه, غارقة في بحر من الأحزان وناذرا ماكانت الابتسامة تعلو محاياها .
وبينما أكنت أتنقل بين أزقة احد الأسواق لقضاء بعض الأغراض وقع بصري على الفتاة وهي تدفع كرسيا متحركا يجلس عليه كهل مقعد في الخمسين من عمره تقريبا ,نحيف الجسم أنهكته إعاقته الجسدية وزاد الجهل والفقر من عناءه فمد يداه متسولا إلى المارةلعلهم يجدون عليه بما يسد به رمق أفواه فتحها الجوع وأنهكتها الحاجة والفقر,وكانت ليلى من تتولى مساعدته فهي ابنته فالشبه الخارق بينهما أكد لي علاقة الأبوة هاته.
كانت تدفع الكرسي ورأسها يكاد يلامس الأرض من شدة الحرج,كانت ترفع رأسها كل هنيهة لتتبين معالم الطريق التي تقود نحوه أباها .
وعن أي طريق يمكننا الحديث سوى طريق مسدود مجهول المعاليم لايدري مرتاده إلى أي نهاية سيوصله.
كادت تلمحني لولا أنني أدرت وجهي بسرعة ابتعدت عن طريقهما لكنني تجمدت في مكاني أرقب هذا المنظر المؤثر ,يالهاته الفتاة المسكينة تحمل عبءا يكاد قلبها الصغير يتوقف من ثقله وهما يكاد جسمها النحيف ينهك من هوله.
ورجعت بي مخيلتي إلى الوراء وتذكرت حدثا اقشعر له بدني .
كنت أشرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى لأبين لهم موقف الاسلام من التسول وكيف يحثنا الاسلام عن الاعتزاز بأنفسنا والمحافظة على كرامتناو...
وقتها تذكرت كيف كانت تنظر لي ليلى تارة وتحني رأسها تارة أخرى لفتت انتباهي نظراتها الغريبة ذلك اليوم لم أفهم معناها إلا عندما رأيتها في السوق في ذلك الموقف.
صراحة وقفت حائرة كيف كنت سأتصرف في هذا الدرس لو كنت أعلم وضع ليلى من قبل؟

يتبع
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.03 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.45%)]