الحكاية الاولى
ما أقبح الفقر
صرحة احترت في وضع عنوان للحكاية ثم قررت أن أستعيره من جملة جاءت على لسان أحد شخصيات الحكاية
طال غياب التلميذة سعاد وكان لابد لها من اصطحاب أبيها أو ولي أمرها ليتم السماح لها بالدخول للفصل
جاءت سعاد رفقة والدتها أم رسم الفقر على هيئتها جميع المعاليم التي تدل عليه
كانت تحمل رضيعا على ظهرها وتمسك بطفل في السادسة من عمره
كانت سعاد تتبعها بخطى متئنية كأن شيئا ما يعرقل سيرها
عندما نظرت لتلك الأم وهي قادمة نحو قاعة الدرس تذكرت قصيدة معروف الرصافي
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا
وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
هذا الوصف سيقربكم من تلك الام فيمكنكم تخيل حالتها
كانت ثيابها رثة قديمة وممزقة وكانت شبه منتعلة لان الحذاء الذي تنتعله لايغطي سوى نصف قدميها بينما ترك النصف الاخر فوق الارض ولو كانت حافية لكان أهون على قدميها
وجهها يوحي لك ان صاحبته تحمل هموم الدنيا بأسرها
تعلو عيناها حسرة وألم فتكاد تسكب الدم بدل الدموع
فمها جاف كأنها في أرض قاحلة وتكاد تهلك من الظمأ
وقفت أمامي وكأن لسان حالها يقول لاتبحثي عن السبب فالحالة تريك ما نحن فيه
طلبت مني السماح لسعاد بالدخول رغم أنها لاتملك مبررا للغياب
حاولت أن أشرح لها أن من مصلحة الفتاة عدم التغيب عن الحصص الدراسية
لكنها سرهان ما بدأت تسرد لي الحكاية
أشارت إلى الطفل ذو الست سنوات ثم أستدركت قائلة أنها كانت منشغلة بسببه وأنه من جعل أخته تتغيب عن الفصل
لاحظت الأم أن الطفل لم يصبح يتحكم في عملية التبرز وأنه أصبح يلوث ثيابه باستمرار لم تعهدها من قبل
قررت الام بعد تكرار المشكل أخذ الطفل للمستوصف
فور فحص الطفل تبين له أن الطفل تعرض للإغتصاب مما سبب له في جرح خطير على مستوى المخرج
يتبع